«محمد أنور السادات» ثالث رئيس لجمهورية مصر العربية، تولى حكم مصر في 28 سبتمبر 1970 واستمر فيه إلى أن استشهد في 6 أكتوبر 1981، أثناء احتفاله بذكرى الانتصار في الحرب التي كان صاحب قرار خوض غمارها. ولد «السادات» فى 25 ديسمبر سنة 1918 بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا عام 1935، وتخرج من الكلية الحربية ضابطا برتبة ملازم ثان، وتم تعيينه في مدينة منقباد جنوب مصرعام 1938. دخل السادات السجن لأول مرة أثناء خدمته العسكرية إثر لقاءاته المتكررة بعزيز باشا المصري الذي طلب من السادات مساعدته للهروب إلى العراق، بعدها طلبت منه المخابرات العسكرية قطع صلته بعزيز المصري لميوله المحورية، غير أن السادات لم يعبأ بهذا الإنذار فدخل على إثر ذلك سجن الأجانب في فبراير عام 1942. خرج السادات من سجن الأجانب في وقت كانت فيه عمليات الحرب العالمية الثانية على أشدها، وعلى أمل إخراج الإنجليز من مصر كثف السادات اتصالاته ببعض الضباط الألمان الذين نزلوا مصر خفية، فاكتشف الإنجليز هذه الصلة فدخل المعتقل سجيناً للمرة الثانية عام 1943، واستطاع السادات الهروب من المعتقل ورافقه في رحلة الهروب صديقه حسن عزت، وعمل السادات أثناء فترة هروبه من السجن عتالاً على سيارة نقل تحت اسم مستعار هو الحاج ‘محمد'، وفي آواخر عام 1944 انتقل إلى بلدة ابو كبير بالشرقية ليعمل فاعلاً في مشروع ترعة ري. ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 سقطت الأحكام العرفية وعاد السادات إلى بيته بعد ثلاث سنوات من المطاردة، والتقى السادات في تلك الفترة بالجمعية السرية التي قررت اغتيال "أمين عثمان" وزير المالية في حكومة الوفد ورئيس جمعية الصداقة المصرية البريطانية لتعاطفه الشديد مع الإنجليز، وبعد اغتيال عثمان عاد السادات مرة أخرى وأخيرة إلى السجن، وواجه السادات أصعب محن السجن بحبسه إنفرادياً، غير أن هروب المتهم الأول في قضية ‘حسين توفيق' ومع عدم ثبوت الأدلة الجنائية سقطت التهمة عنه فأفرج عنه، وعمل مراجعاً صحفيا بمجلة المصور حتى ديسمبر 1948. وفي عام 1950عاد السادات إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق، وانضم إلى تنظيم الضباط الاحرار الذين جهزو لثورة يوليو 1952، وأذاع السادات بصوته بيان الثورة، بعدها أسند إليه مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق. واختاره الزعيم جمال عبد الناصر نائبا له عام 1969 وظل نائبا للرئيس حتى يوم 28 سبتمبر 1970 يوم وفاة جمال عبد الناصر، ليخرج على الشعب المصر بكلمته الشهيرة "إن عبد الناصر لم يمت فكلنا جمال عبد الناصر"، وفي عام 1973 أقدم السادات على اتخاذ أخطر القرارات المصيرية وهو بالحرب ضد إسرائيل، وهى الحرب التي أعد لها السادات منذ اليوم الأول لتوليه الحكم 1970، وأكمل مشوار الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي أعده لاستعادة الأراضي المحتلة. وقّع الرئيس السادات معاهدة السلام مع إسرائيل "كامب ديفيد" عام 1979 واعتبرها الكثير من المصريين معاهدة استسلام وليست معاهدة سلام، وتوفي السادات عام 1981 أثناء العرض العسكري الذي كان يقام سنوياً في السادس من أكتوبر في ذكري احتفالات النصر المجيد على يد منظمة الجهاد الاسلامي.