أ بداية كان الشعب المصرى ينتظر يوم السادس من أكتوبر لكى يشاهد العرض العسكرى الذى يقام على طريق صلاح سالم وبحضور رجل الحرب والسلام وضيوفه وكانت فرصة للشعب لكى يرى مدى قدرة جيشة وقوته من خلال عرض بعض من التشكيلات العسكرية المتنوعة وكانت تلك العروض تقام على مدار أعوام حتى جاء حادث المنصة الذي قتل فيه السادات. ومن وقتها لم يستطع خلفه إقامة تلك الإحتفالات العسكرية الشعبية وإقتصرت الإحتفالات على طابور عرض عسكرى بسيط يمر عليه الرئيس بالسيارة المكشوفة فى أرض المعارض فقط مع كلمة تليفزيونية بمناسبة حرب أكتوبر ثم حفل غنائى أخر الليل يحضره الرئيس وضيوفه وبهذا ينتهى اليوم. وهكذا طيلة ثلاثون عام قضاها خليفة الرئيس السادات حسنى مبارك الذى حضر معه الهجوم الغادر على المنصة من قبل مجموعة جهادية إختلت فيها عقولهم فى ذلك الوقت. حتى جاءت ثورة الخامس والعشرون من يناير لم نشعر فى ذلك العام بأعياد أكتوبر أللهم من بعض العروض التى قدمتها القوات المسلحة فى عهد المشير طنطاوى والتى لا ترقى لإحتفالية تليق بهذا النصر العظيم. ولكن الظروف التى كانت تتعرض لها مصر فى ذلك الوقت من مؤامرات وإنفلاتا أمنيا وضغوط دولية من أجل أن ينصاع العسكريين و السياسيين لتسليم الإخوان لحكم مصر وتحذيرهم بإنسياق البلاد لحرب أهلية . جعل احتفال أكتوبرفى هذا العام يمر فاترا. حتى جاء الصراع الإنتخابى لرئاسة مصر وإنقسام المصريين فى الإعادة بين مرسى وشفيق هناك من كان يرفض نجاح شفيق لإعتلاءه حكم مصر لأنه محسوب على النظام المخلوع وأيضا كان هناك فى المقابل من يرفض مرسى لإعتلاء حكم مصر لأنه يتبع جماعة محظورة ليس لها إنتماء لوطن. تداخلت الأفكار والتحليل بين الثائرين دون تفكير واضح على أرض الواقع ومن منظور تحليلى ملوث . فلم يعوا التهديد الذى أطلقه الإخوان بحرق مصر إذا لم ينجح مرسى بالرئاسة. ولكن كانت تلك التجربة والتى أعلن مرسى بنفسه عن نتيجتها وسط أنصاره بفوزه دون الإنتظار لإعلانها رسميا من قبل لجنة الإنتخابات . على رأى المثل اليد السباقة تكسب. وأصبح واقع أن يكون مرسى رئيسا لمصر وتوسم فيه الشعب وجماعته خيرا بالرغم من التحذير الذى أطلقه العقلاء أنه فى حال فشل مرسى سيكون خروجه بسفك الدماء . لتمر الأيام والليالى الملاح لمرسى وجماعته فى التباهى بنشوة الحكم . حتى جاء يوم السادس من أكتوبر الأول فى عهد مرسى وإنتظر الشعب أن يشاهد كيف سيحتفل به فى العصر الجديد مع وجود الجماعة التى يوما ما فرحت لهزيمة مصر وحزنت يوم أن عبر الجندى المصرى قناة السويس وإسترد العزة والكرامة. ظن الشعب أن من يحكمونه الأن هم جماعة وطنية ينتمون لتراب هذا الوطن ويحمون مقدراته. فكان الإحتفال الذى لم يتخيلة مصرى أو عدو أو صديق أن يكون إحتفال أكتوبر يخرج بهذا الشكل. فكان إستاد ناصر أو نقول إستاد القاهرة هو عنوان الإحتفال . وإنتظر الشعب أن يشاهد الإحتفال الذى اقتصر فقط على دخوله أعضاء الجماعة ليس هذا فحسب بل فوجئ الشعب بوجوه لم يرونها من قبل تحضر هذا الإحتفال وجوها قاتلة ووجوها إرهابية ووجوها منافقة وكأن الإستاد أجتمع على احتفال إرهابى وليس احتفال بالنصر. الى أن دخل مرسى بعربة الرئاسة المكشوفة ملوحا لحشوده وكأنه فاتح الممالك ومحرر الأمم وهاتك ياتكبير. لم يحضر هذا الإحتفال قادة النصر أو من ساهموا فيه ولكن حضر المنافقون والأفاقون والارهابيون فقتلة السادات فى الصفوف الإولى وكارهوا عبد الناصر داخل عرينه فكانت الفكاهة التى تناولها الشعب المصرى فى نكاته . فأيقن الشعب بأن سقوط وتقسيم مصر قد بدأ وأن المؤامرة المتفق عليها هذا النظام الجديد مع الجهات الخارجية قد بدأت بمحاولة كسر الدرع والسيف الذى يحمى الأمة. ولكن أبى الدرع والسيف أن ينكسرا تحت إرادة شعبية بعد أن تبين للشعب أنه مر عليه عام أسقطه من عمره. بثورة الثلاثون من يونيو التى عزلت هذا النظام الفاشى الذى تاجر بكل شيئ ولم يسلم الدين الذى رفعوا شعاره ليسا حبا فيه ولكن للتزود بخشوع النفاق من أجل الحفاظ على السلطة. فحق القول عليهم حكمتم فنافقتم فتاجرتم فابعتم فاسرقتم الوطن فحق عليكم الطرد. والأن بعد زوال هذا الكابوس تعيش مصر هذه الأيام تحت نشوة العبور ليس عبور أكتوبر فحسب ولكن أيضا عبور يونيو مع سقوط الطغاة والمنافقين والمتاجرين بالدين. إننا اليوم نشهد وقبل أن يحل علينا يوم السادس من اكتوبر بزهو الإنتصار بزهو الكرامة التى إستردها الشعب مرتين مرة عندما عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس وتحطيم خط باريف والمرة الأخرى عندما إستردت كرامتها بين الأمم عندما أضاع هيبتها نظام فاشيستى لا يعترف بكرامة ولا حدود ولا وطن. اليوم يقول الشعب كلمته أن لمصر الأن درع وسيف كما قال فى السابق الرئيس السادت بعد عبور الجيش العظيم لسيناء. فتحية لكل جندى وشريف من أبناء هذا الوطن ساهم فى عبورنا الى الكرامة والحرية..الله مصر شعب ودرع وسيف .