خالد جبر في البداية أعتذر للقاريء العزيز عن خطأ وقع في عنوان مقال الأثنين الماضي . فقد نشر عنوان لمقال قديم هو "حتي انت يا نور" علي المقال الجديد "ياروح أكتوبر.. مابعدك روح " وهو خطأ غير مقصود من منفذ الصفحة وأكرر اعتذاري . ولكن.. من يعتذر عما حدث في الاحتفال بذكري انتصار أكتوبر في استاد القاهرة.. هذا الاحتفال الذي ألقي فيه الرئيس مرسي أطول خطاب في تاريخ مصر أوضح خلاله انجازاته وملاحظاته في 100 يوم قضاها في قصر الرئاسة.. من يعتذر عن وجود قتلة السادات في المقصورة الرئيسية لحفل الانتصار الذي قاده السادات.. لا أحد قد أعلن مسئوليته عن هذا الموقف الذي نراه اهانة كبري لذكري النصر وذكري القائد المنتصر.. الهيئات المسئولة عن ذلك تبادلت القاء المسئولية علي الأخري.. وفي النهاية لا مسئول . وجود قتلة السادات في يوم ذكري انتصار السادات الذي هو نفسه ذكري مقتله بتخطيطهم وبأيديهم، أصاب الكثيرين بالدهشة لأننا لم نكن نتخيل أن تدور الدنيا بهذه السرعة وفي عكس الاتجاه ليجلس القاتل مكان الشهيد.. واذا كان الداعي لهم قد أخطأ ,فكيف يلبي هؤلاء الدعوة وكيف يواجهون أنفسهم وهم يشاركون في حفل لذكري انتصار رجال بينما هم الذين قتلوا قائدهم . هل يصح أن يقوم رئيس الجمهورية بتكريم السادات ويستقل نفس السيارة التي كان يستقلها السادات في احتفالات النصر.. ويكرم الشاذلي ومن قبلهما طنطاوي وعنان والجنزوري ولا يحضر أي من هؤلاء الحفل الذي دعي اليه الخارجون لتوهم من السجن بعد قضاء العقوبة في جريمة قتل السادات.. وهل سنعيش لنري حبيب العادلي وهو يجلس في الصف الأول في الاحتفال بالذكري العاشرة لثورة يناير . .هل بعد كل هذا ننتظر أن تعاد كتابة التاريخ من جديد بحيث نري التماثيل في الميادين لكل من قام بعملية ارهابية ضد الأبرياء وقتل أبطالا ضحوا من أجل الوطن والشعب. الغريب والمحير جدا في الموضوع هو أن مهندس عملية قتل قائد النصر.. الضابط السابق الجهادي عبود الزمر الذي خرج من السجن بعفو من المجلس العسكري وعاد الي بيته في زفة من انصاره, خرج علينا في يوم النصر ليذكرنا بالمشهد المأساوي لقتل السادات ومبررا ذلك بأنه وقع سلاما منفردا مع اسرائيل متناسيا الواقع الحقيقي لرؤية السادات للسلام وأنه جاهد من أجل سلام حقيقي عادل وشامل ولكن الأفق الضيق والمصالح الصغيرة منعته. ورغم اعتراف الزمر بأن السادات أعاد للمصريين كرامتهم بنصر أكتوبر رمضان.. الا أن هذا لم يشفع له ليكون حكم جماعة الجهاد عليه بهذه القسوة والوحشية. ليكون المشهد الختامي في المنصة وفي يوم ذكري النصر هو القرار الذي اختارته الجماعة ونفذته. يبدو فعلا أننا مقبلون علي مرحلة جديدة يعاد فيها كتابة التاريخ.. ولكن أي تاريخ هذا الذي يكتبه من لوثت يداه بدم رجل أخلص لوطنه ,عاش من أجل المباديء ومات من أجل السلام كما أوصي أن يكتب علي قبره. ان تاريخ السادات لن يمحوه أحد ولن يستطيع لأنه ارتبط بالوطنية.. وربما يكون خطؤه الوحيد هو أنه فتح الباب لهذه الجماعات أن تظهر وتكبر وتتوغل.. ثم تقتل وتعود لتجلس في الصفوف الأمامية.