تناولت صحيفة الجارديان اليوم التطورات الأخيرة في سوريا تحت عنوان "العراق وسوريا..الظاهرة المتبادلة"، وتتساءل الجريدة في مستهل موضوعها "هل يمكن تطبيق نموذج الصحوات الذي استخدم في العراق لطرد مقاتلي القاعدة من شمال سوريا". وقالت الصحيفة إن "السعوديين رغم أنهم يريدون أن يبقوا خلف الستار إلا أنهم يرون أنه لا بد أن يتدخل طرف ما في الساحة السورية بشكل مسلح لدعم الفصائل المعارضة التي يتزايد الانقسام بينها". وأوضحت أن الجماعات الجهادية تمكنت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية من اقتحام عدة مدن في شمال وشرق سوريا ودخلوا في معارك مع فصائل المعارضة الأخرى. وأكدت الجارديان أن الانقسام بين فصائل المعارضة السورية لا يتوقف عند حد الصراع على الأراضي التي تم اقتحامها بل يتعدى ذلك حيث انفصل أحد الفصائل المسلحة عن الائتلاف الوطني السوري الذي يدير الأمور من الأراضي التركية لكن بعد ذلك انفصل عن هذا الفصيل الجديد 13 مقاتلًا فقط ليشكلوا مجموعة خاصة بهم وليستمروا في الحصول على السلاح من الائتلاف الوطني. وترى الجريدة أن الصراع الآن يتحول من حرب بين طرفين فقط إلى صراع متعدد الأطراف حيث يتقاتل الجميع فيما بينهم وهنا تبرز أهمية الإجابة على التساؤل الذي طرحته في بداية المقال وهو "هل يمكن تطبيق نظام الصحوات في شمال سوريا لطرد مقاتلي القاعدة؟". وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لم يثق بشكل كامل في الصحوات التي أسستها القوات الأمريكية في محافظة الأنبار، كما نقلت عن أحد قادة الصحوات في العراق قوله "إن ما فعلته الصحوات في الأنبار خلال عام 2006 يمكن أن يحدث مرة أخرى الآن في حلب" مؤكدًا أن النموذج يمكن نقله من العراق إلى سوريا ببساطة. لكن الجريدة تخلص إلى أن هناك معوقًا كبيرًا في سبيل ذلك وهو أن ميليشيا مسلحة جديدة ستكون بحاجة إلى دعم من نظام قوي وهو الأمر الذي لايتوفر في سوريا كما أن الولاياتالمتحدة ستواجه مشاكل في توفير هذا الدعم خاصة في الوقت الذي يبحث فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إمكانية التقارب مع إيران.