خبراء يعتبرون أن تصريحات بوتين لم تستهدف اندماجا فعليا ولكنها غازلت الرغبات التوسعية لدى المواطنين الروس قبيل الانتخابات عواصم- وكالات: أعلنت أوسيتيا الجنوبية، الإقليم الذي أعلن انفصاله عن جورجيا من جانب واحد، واعتفرت موسكو باستقلالها، معارضتها للاندماج مع روسيا في دولة واحدة. وكان فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الروسي دعا إلى هذا الاقتراح. وصرح ديمتري ميدوييف سفير أوسيتيا الجنوبية في موسكو في مقابلة مع إذاعة “صدى موسكو” أن “شعبنا اختار الاستقلال في استفتاء في 2006 ولا خطط لدينا لنصبح تابعين لفدرالية روسية“. إلا أنه أشار إلى أن بلاده مستعدة لتقارب مع موسكو في إطار الاتحاد بين روسيا وبيلاروسيا، وهو عبارة عن تحالف سياسي اقتصادي لم تتضح أطره بعد. ويأتي رد الفعل غداة تصريح لبوتين دعا فيه إلى اندماج روسيا وبيلاروسيا وأوسيتيا الجنوبية في دولة واحدة. وردا على سؤال لأحد المشاركين في منتدى للشباب المؤيدين للسلطة حول إمكانية إقامة دولة تضم الدولتين كما كان الأمر “خلال وجود الاتحاد السوفيتي“، قال بوتين “هذا ممكن ومرغوب جدا به، ويعتمد بشكل أساسي على رغبة شعب بيلاروسيا“. وأدلى بوتين بتصريحات مشابهة حول أوسيتيا الجنوبية الواقعة في شمال جورجيا والتي اعترفت روسيا باستقلالها إثر حرب خاطفة في 2008. وأعلنت وزارة خارجية بيلاروسيا أنه لا تعليق لديها حول الموضوع، وصرح اندري سافينخ أحد المتحدثين باسم وزارة خارجية بيلاروسيا أن “لوكاشنكو قال بوضوح إن السيادة الوطنية مقدسة لدى سكان بيلاروسيا وهي ليست موضوع تفاوض“. واعتبر نائب رئيس البرلمان الجورجي ميخائيل ماتشافرياني أن تصريحات بوتين تظهر أن “هدف روسيا هو ضم الأراضي الجورجية“. ويرى مراقبون من روسيا وبيلاروسيا أن تصريحات بوتين موجهة أساسا للرأي العام الداخلي وتهدف إلى تلبية التطلعات التوسعية للعديد من الروس بينما تدخل البلاد مرحلة انتخابية. وستشهد بيلاروسيا انتخابات تشريعية في ديسمبر 2011 ورئاسية في مارس 2012. وصرح المعارض البيلاروسي أناتولي لبيديكو أن “التصريح موجه إلى الروس الذين يشعرون بالحنين إلى الماضي” السوفياتي. وأضاف أن “هناك حملة انتخابية في روسيا“. واعتبر خبير السياسة الروسي ستانسلاف بلكوفسكي أن دعوة بوتين عبارة عن مناورة سياسية. وقال “لا يوجد مضمون سياسي جدي في تصريحات” رئيس الوزراء الروسي. وأضاف أن “بوتين ليس صادقا أبدا“، معتبرا أن هذا الأخير لا يرغب فعلا في الاندماج مع بيلاروسيا.