كشف رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن مستشارين عسكريين أمريكيين شاركوا في الحرب التي اندلعت شهر أغسطس 2008 في جورجيا، وأن البيت الأبيض ربما يكون قد خطط لهذا الصراع لمساعدة الجمهوريين في الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية. وفي سياق تصريحات أدلى بها الجمعة- لإحدى الشبكات الألمانية، قال بوتين إن روسيا تصرفت بما يتفق تماماً مع القانون الدولي دفاعاً عن أوسيتيا الجنوبية الانفصالية التي هاجمتها قوات جورجيا يومي السابع والثامن من أغسطس/آب 2008 وأثارت أزمة دولية. وقال بوتين إن تواجد المستشارين العسكريين "يدفع المرء إلى استنتاج أن قيادة الولاياتالمتحدة كانت تعلم بهذا العمل الذي كان يجري الإعداد له، بل ربما شاركت فيه". وأضاف بوتين: "الأزمة أثيرت بطريقة خطيرة من جانب أصدقائنا الأمريكيين في إطار الصراع الانتخابي؛ وهذا استغلال للموارد الإدارية بطريقة مؤسفة لإعطاء ميزة لأحد المرشحين- وهو في الوضع الحالي من الحزب الحاكم". وأكد بوتين أن روسيا وجدت علامات على أن مواطنيين أمريكيين كانوا في منطقة العمليات العسكرية في جورجيا؛ وقال: "إذا كانت قيادة الولاياتالمتحدة قد وافقت على هذا، فيساورني شك حينئذ بأن ذلك قد تم بشكل خاص لتنظيم حرب صغيرة تكلل بالنصر، "وإذا لم تنجح ستظهر موسكو حينئذ كعدو، وعلى هذا الأساس يتم توحيد الناخبين حول مرشح رئاسي واحد.. هو بالطبع مرشح الحزب الحاكم". وقد وصف البيت الأبيض تصريحات بوتين بأنها "كاذبة تماماً". وقال بوتين إن روسيا "تجرعت" استقلال كوسوفو ولكنها كوفئت بصراع على حدودها تعتبره موسكو هجوماً على روسيا نفسها. وقال إن أوروبا تجاهلت وحدة أراضي صربيا بالاعتراف بكوسوفو بناءً على توصية البيت الأبيض؛ "وإذا واصلت الدول الأوروبية العمل على هذا النحو فسيتعين علينا حينئذ بحث الشئون الأوروبية مع واشنطن". يشار أن الغرب يناقش كيف يضغط على موسكو التي تورد ربع احتياجات الاتحاد الأوروبي من الغاز الذي يعتبر الشريك التجاري الأكبر لروسيا. كما اتهمت جورجيا روسيا باستغلال هذا الصراع لإسقاط الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي ولعرقلة طموحات جورجيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وعندما سُئل بوتين عما اذا كان ذلك هو هدف روسيا الحقيقي خلال الصراع، قال: "ليست هذه هي الحقيقة؛ هذا ببساطة تلاعب بالحقائق وكذب". وأضاف أن الولاياتالمتحدة استخدمت حلف شمال الأطلسي لإبقاء أوروبا تحت السيطرة بعد انتهاء الحرب الباردة، وأن روسيا صوِرَت بشكل مصطنع كعدو، "وأنهم يحتاجون إلى عدو خارجي.. لكن إيران لا تناسب هذا الدور بشكل جيد جداً وهم يريدون جعل روسيا تلعب هذا الدور". وتواجه روسيا عاصفة من الانتقاد من جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب تدخلها العسكري في إقليم أوسيتيا الجورجي الانفصالي واعترافها باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وهي منطقة انفصالية أخرى عن جورجيا. (رويترز)