السياسة في المنيا تفسد للود قضية, فمنذ بداية العام الدراسي شهدت بعض مدارس المحافظة صداما بين المدرسين والطلاب، أو بين كل منهم وزملائه, وتحولت بعض المدارس لساحات سياسية, تسفر يوميا عن مشاجرات ومشاحنات حادة رغم قرار الوزارة بمنع الحديث السياسي داخل أسوار المدرسة، باعتبارها مكانا للتعليم وليس للصراعات السياسية والفكرية. تصدرت أغنية «تسلم الأيادي» المشاحنات كمسبب مهم، ففي مدرسة زهرة الإعدادية، أدت الأغنية إلى حدوث مشاجرة بين المدرسين، واعتراض معلمة طلبت وقف الأغنية وهدد بعض المعلمين بتشغيل أغنية «تتشل الأيادي»، ووقعت بعدها مشاجرة بين التلاميذ، وتم إخطار مديرية التربية والتعليم. وقال محمد مدحت – وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، إنه تم إحالة «مسعود ع. أ.» – مدرس لغة عربية بمدرسة «السلام الثانوية بنات» بحي شاهين بمركز المنيا, إلى التحقيق, بعد إثارته البلبلة والصدام بينه والطالبات من جهة والطالبات وبعضهن البعض من جهة أخري نتيجة مهاجمته للفريق أول عبد الفتاح السيسي, ووزير الداخلية, والبابا تواضروس, وشيخ الأزهر, واتسعت دائرة الخلاف داخل المدرسة بأكملها. وفي السياق نفسه، أزالت مديرية التربية والتعليم بالمنيا بعض العبارات التي كتبت على جدران بعض المدارس وتحمل إساءات لفظية للجيش والشرطة – بحسب ما أكده وكيل الوزارة – الذي أكد أن المديرية ستواجه أية تجاوزات داخل المدارس. وقال محمد عبد الرءوف حسن – مدرس التربية الرياضية بمدرسة الاتحاد الثانوية بنين بالمنيا، إنه تلقي تهديدات في رسائل علي هاتفه المحمول, من أرقام مجهولة, رجح أن تكون خاصة بطلاب مؤيدين للرئيس المعزول, تطالبه بعدم تشغيل أغنية «تسلم الأيادي» والتحدث في السياسة داخل المدرسة. وأكد عدد من الطلاب بالمدارس الثانوية بالمنيا، منهم "خالد سيد محمد"، الطالب بمدرسة «صفط الخمار الثانوية المشتركة» أن اليوم الدراسي لا يخلو من المزاح والجدل السياسي بين الطلاب والمدرسين من جهة، والطلاب وبعضهم من جهة أخري, كما أن الحصة الدراسية لا تخلو من الحديث في الشأن السياسي. وبالرغم من مرور 5 أيام علي بداية الدراسة, واختفاء أعمال الحشد والتظاهر من قبل الطلاب المؤيدين للرئيس المعزول, إلا أن مسيرة محدودة نظمها العشرات من طلاب مركز دير مواس بالمنيا قبل انتهاء اليوم الدراسي.