* الإسلام لا يعرف الدولة الدينية.. والسلفيون لديهم خشونة في التعامل نتيجة انعزالهم عن الحياة السياسية * جمعة 29 يوليو كانت استعراض للقوة من القوى الإسلامية والشعب لن يقبل استعلاء من أي طرف سياسي وسيضر من يمارسونه أكثر كتب – حازم الملاح : دعا حمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة مصر مساء أمس الجمعة إلى حوار وطني جاد مسئول وعقلاني بين القوى السياسية والوطنية على تنوعها بما فيها التيار الإسلامي بمختلف فصائله من إخوان إلى سلفيين إلى صوفيين بالإضافة للمدارس السياسية والفكرية في مصر القومية واليسارية والليبرالية .. وقال حمدين إن الهدف من الحوار هو الوصول لتوافق وطني وإدراك المشترك الذي لا ينفى الاختلافات بين تلك القوى من أجل بناء أرضية مشتركة في تلك المرحلة الانتقالية الهامة في تاريخ مصر . وقال حمدين أثناء حواره مع برنامج “مصر في أسبوع” على قناة” On Tv ” مساء الجمعة بعد ساعات من انتهاء مليونية ” السلفيين ” التي كان مقررا أن تكون مليونية الإرادة الشعبية أن هناك الكثير مما يغضب في مليونية التحرير وأنه يتفهم ذلك ويتفق مع بعضه لكن أيضا هناك جوانب مهمة لابد من النظر إليها مثل مشاركة السلفيين للمرة الثانية في حدث سياسي هام بعد أن ظلوا لسنوات طويلة في عهد النظام السابق مبعدين أو مبتعدين عن الحياة العامة وممارسة دورهم فيها . وقال حمدين أن السلفيين لديهم خشونة في التعامل نتيجة انعزالهم عن الحياة السياسية لفترة طويلة وأنهم سيحتاجون لبعض الوقت والممارسة حتى يدركوا أنهم في مجتمع مفتوح ومتنوع وأكثر اتساعا منهم بما يجعلهم منفتحين أو مضطرين للحوار مع القوى الأخرى .. مشيرا إلى أنه مع حق كل مواطن مصري أيا كان انتمائه السياسي أو الديني بما فيهم السلفيين والمسيحيين في ممارسة حقهم السياسي ودورهم العام .. كما أشار حمدين لأنه رغم أن الكثير من التوقعات كانت تشير لوقوع اشتباكات في ميدان التحرير إلا أن هذا لم يحدث رغم التوتر البادي على الأطراف المشاركة ، ووجه التحية لقرار القوى السياسية التي انسحبت من المظاهرة مؤكدا أن الانسحاب كان قرارا حكيما بديلا عن الصدام أو تشويه صورة الميدان الخلاف الذي قد يصل لاشتباك . وأكد حمدين على أن ما يستفز المصريين في مليونية الجمعة هو الشعور بالاستعلاء واستعراض القوى من جانب القوى الإسلامية ، مؤكدا أن الشعب المصري لن يقبل بأي استعلاء من أي طرف سياسي وأنه سيضر من يمارسونه بأكثر مما يضر أي طرف آخر .. كما أبدى صباحي دهشته من الإصرار على افتعال خلافات ليس لها محل من الإعراب منتقدا الخلط بين الدعوة للتوافق على مبادئ دستورية وربطها بالشريعة الإسلامية والمادة الثانية وكأن هناك تناقض بينهما .. مؤكدا أن كل الداعين لمبادئ دستورية – بما فيهم هو – حريصون على النص على هوية مصر العربية كما هو نصها في المادة الأولى من الدستور والحضارة العربية الإسلامية كمرجعية مشتركة للمسلمين والأقباط وكون الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع باعتبارها ثقافة للمجتمع كله الذي يمثل الدين له أهمية خاصة مؤكدا أن جوهر الشريعة هو العدل ، مع أن يكون للمسيحيين حق بناء دور عبادتهم وتشريع أحوالهم الشخصية حسب شرائعهم ، مجددا اقتراحه بالنص الدستوري الذي يجرم التمييز بين المصريين . وأضاف صباحي لما سماه “الخلافات المفتعلة” قضية الدولة الدينية والدولة العلمانية ، مؤكدا أن العلمانية جاءت في سياق تاريخي مختلف وفى مجتمع أوروبي مختلف عن مصر ، وأن الإسلام لا يعرف بالأساس مفهوم الدولة الدينية ، مؤكدا أن مصر دولة مدنية ديمقراطية . وانتقد صباحي موقف بعض الأطراف الإسلامية التي تراجعت عن موقفها من قضية المبادئ الدستورية ، مؤكدا أنه بعد مظاهرات الجمعة لا بد أن يزيد الإصرار والتمسك بتوافق وطني حول تلك المبادئ الدستورية لطمأنة أغلبية المصريين على أسس ومبادئ بناء دولتهم مؤكدا أن الدستور الجديد لا بد أن يكون محل توافق لا محل أغلبية وأقلية وليس ملكا لأغلبية برلمانية أو رئيس منتخب . وأشار إلى أن مشهد يوم الجمعة لا يجب أن نتوقف عنده وإنما هو مجرد لحظة في مسار المرحلة الحالية مشيرا إلى أن هناك لحظات أخرى مناقضة لهذا المشهد في مسيرة الثورة . وأكد حمدين أن دعوته للحوار الوطني تقوم على رفض الاستعلاء أو الهيمنة من أي طرف ورفض إقصاء أو استبعاد أي طرف ، داعيا إلى التوفيق لا التلفيق بين القوى الوطنية . وحول تصوره للمرحلة الانتقالية أكد حمدين أن التصور الأرجح حتى الآن وإن كان غير مؤكد نهائيا هو أن يتم التوافق على مبادئ دستورية ثم إجراء الانتخابات البرلمانية في شهر نوفمبر ثم تشكيل الهيئة التأسيسية لإعداد الدستور الجديد وعرضه في استفتاء شعبي ثم انتخاب رئيس الجمهورية ، مؤكدا أننا نريد انتخاب رئيس محدد الصلاحيات ونريد برلمان منتخب له صلاحيات المراقبة والتشريع والمحاسبة ، وسلطة قضائية مستقلة . وفيما يخص مشروعه الاقتصادي أكد حمدين أن هدفه الرئيسي هو النهضة بمصر خلال 8 سنوات لتصبح دولة متقدمة وناهضة وصاعدة بالمعايير الدولية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ، مشيرا لأن موارده لصنع تلك النهضة هي 85 مليون مواطن مصري مع 94 % من أرض مصر غير المستغلة وملايين الجنيهات التي لا يتم استثمارها في مصر .. وقال صباحي أن لديه فريق من العلماء والخبراء يعدون حاليا برنامجه الانتخابي الذي يحقق حلم النهضة ، مشيرا لأن الدكتور بهى الدين عرجون العالم الوطني المتميز الملقب بأبو الفضاء المصري هو المسئول عن فريق إعداد البرنامج وأنه يستعين بعدد كبير من العلماء والخبراء والمتخصصين مثل د. محمد عبد الفتاح القصاص في البيئة ود. زكريا الحداد في الزراعة . وقال حمدين أن التحول باتجاه التصنيع أمر رئيسي في نهضة مصر مشيرا لأهمية أن تحقق مصر طفرة واختراق في مجال التصنيع التكنولوجي ، كما أشار لأن هناك مصادر مهمة للطاقة في مصر سيعمل على الاستفادة منها واستغلالها مثل الطاقة الشمسية والرمال . وقال صباحي أنه ليس هناك رئيس يفهم في كل شئ وأنه انتهى عصر العمل بتوجيهات السيد الرئيس ، مشيرا لأن الرئيس المقبل لا بد أن يكون لديه مشروع وإرادة لتطبيقه وأن يحدد أهدافه وفقا لإرادة الشعب ويستعين بالعلماء والخبراء كل في مجاله لوضع الخطط التنفيذية لتحقيق تلك الأهداف . وأكد صباحي أنه يعتبر نفسه مرشح الفقراء والبسطاء والطبقة الوسطى ، قائلا أنه يحمد الله على قبول الناس له في زيارته وجولاته بمختلف محافظات مصر ، مؤكدا أنه يزور الناس في كل مكان ليتعلم منهم ويستمع لهم ويطرح عليهم رؤيته وبرنامجه ، معتبرا أن الدور الأول للرئيس المقبل لا بد أن يكون إنصاف الأغلبية التي ظلمت وقهرت في عهد النظام السابق والانحياز لهم . وكشف حمدين صباحي عن تبنيه لخطط لتنمية الصعيد أهمهما مشروع لتنمية وتعمير ضفتي بحيرة ناصر وإعادة بناء وتعمير 44 قرية نوبية ، بالإضافة لخطة لتنمية سيناء مع منح البدو حق تملك الأراضي في سيناء . وأشار لأن برنامجه يولى اهتماما خاصا بفئات اجتماعية همشت وظلمت على رأسها العمال والفلاحين ، بالإضافة إلى متحدى الإعاقة والمرأة المعيلة وأطفال الشوارع والأرامل والسجناء وزوجات السجناء . كما أكد على اهتمامه بإيجاد حلول عملية لمشكلة العشوائيات وتوفير مساكن آدمية لائقة كريمة لسكان العشوائيات ، موجها التحية للفنان محمد صبحي لمبادرته في تطوير العشوائيات مؤكدا أن الجهود المدنية والأهلية لا تعفى الدولة من دورها تجاه تلك القضية ، وهو ما اتفق معه الفنان محمد صبحي في مداخلته التليفونية التي بدأها بالقول أنه يعتبر صباحي “توأم حجته العقلية” وأنه يتحدث من عقله لكن كلامه يمر عبر قلبه ، مشيرا لأن خطاب حمدين يصل ل”أم محمد” كما يصل للمثقف . وتعهد صباحي في حالة انتخابه رئيسا أن يستكمل جهود تطوير العشوائيات داعيا الجميع للمساهمة في جمع مليار جنيه مصري لهذا المشروع الذي يتبناه محمد صبحي مؤكدا أنه لو جاء رئيسا سيوفر باقي المبلغ الذي يحتاجه المشروع من موازنة الدولة . وأكد حمدين أنه يسعى لاقتصاد قائم على 3 قطاعات هي القطاع التعاوني الذي يجمع أصحاب الملكيات الصغيرة ويحشد جهودهم وطاقاتهم ويوظفها ، وقطاع خاص قائم على الرأسمالية الوطنية الحريصة على المساهمة في نمو الوطن وأداء دورها الاجتماعي ، مشيرا إلى أنه سيدعم ويحفز أي رأسمالية وطنية تساهم في بناء الوطن وخطة النهضة داعيا الرأسمالية الوطنية لربط نموها بنمو الوطن ، وداعيا كل المصريين لأن يحققوا أحلامهم في إطار حلم بلدهم . كما أضاف حمدين أن أي خطة تنمية جادة لا بد من دور رئيسي للقطاع العام فيها خاصة أن هناك مشروعات رئيسية للتنمية قد لا يرى فيها المستثمرين ملائمة أو ربحية وهو ما يحتم وجود دور للدولة . كما جدد صباحي انحيازه لحقوق الفلاحين مشيرا لأنه لا بد من إسقاط ديون الفلاحين لدى بنك التنمية ، ولا بد من تمليك الفلاحين أراضيهم خاصة فلاحى أراضى الأوقاف ، وداعيا لتأسيس صندوق وطني لدعم الفلاحين وتطوير أوضاعهم . أما فيما يخص قضية التعليم فقد أكد صباحي انحيازه لأن يكون أكبر قدر من الموازنة لصالح التعليم ثم البحث العلمي ثم الصحة ، وقال أن مصر تحتاج لنظام تعليمي جديد تماما ، محددا مواصفاته في أن يكون تعليما يحقق شعار “التربية والتعليم” ويزرع القيم والثقافة والأخلاق والانتماء ، وأن يكون تعليما إبداعيا يربى وينمى العقل والوجدان ، وأن يكون تعليما ديمقراطيا ، وأن يكون مرتبطا بالإنتاج وبخطة النهضة للوطن مع إعادة الاعتبار لقيمة التعليم الفني وأهميته ، وأن يكون التعليم في كل مراحله مجانيا مؤكدا أن التعليم ليس سلعة من يملك ثمنها يتعلم ومن لا يملكه لا يستطيع التعلم ، مشيرا لأن التعليم هو أهم معيار وسبيل للترقي الاجتماعي حسب الكفاءة وليس حسب الغنى أو الفقر ، وأضاف أن التعليم هو استثمار في الثورة البشرية وكلما زاد حجم الإنفاق عليها كلما زاد المردود لصالح المجتمع والوطن . وقال حمدين صباحي أنه يسعى لجهاز شرطة يطبق شعار “الشرطة في خدمة الشعب” ويلتزم بحقوق الإنسان وتتوافر فيه الكفاءة المهنية ، رافضا أي دور للأجهزة الأمنية في التدخل في الحياة السياسية ، وداعيا لأن تكون الشرطة أحد دلالات هيبة الدولة وسيادة القانون واحترام كرامة الموطن . وفى نهاية الحلقة أكد حمدين أن روح الشباب المتوفرة لدى قطاعات كبيرة من الشعب المصري وإيمانهم بقدرتهم على بناء نظام جديد والنهضة بمصر هي الضمان لتحقيق الحلم المشروع بنهضة مصر خلال 8 سنوات