ما بين طوابير الخبز، والتموين، وأسطوانات البوتاجاز، يقضى أهالي الإسماعيلية عمرهم ووقتهم؛ ليجدوا أنهم قد قضوا جزءًا كبيرًا من حياتهم في هذه الطوابير. وتشهد الإسماعيلية أزمات طاحنة ما بين رغيف الخبز وشكوى المواطنين من صعوبة الحصول عليه، وعدم جودته، حتى إذا حصلوا عليه، وبين السلع التموينية التي أصبح الحصول عليها شيئًا صعبًا للغاية؛ لوجود نقص شديد في هذه السلع، الأمر الذي يجعل من الصعب أن تصل لعدد كبير من المواطنين، أو تصل لهم ناقصة، وبين أسطوانات البوتاجاز التي لا يحصلون عليها بسهولة، فضلاً عن بيعها بما يزيد على 15 و20 جنيهًا للمواطن البسيط. ولعل مشكلة الخبز من أكثر المشاكل التي يعانى منها الأهالي، خاصة الذين يعيشون بالقرى والعزب؛ لعدم وجود أفران للخبز المدعم، فضلاً عن عمليات التهريب للدقيق المدعم، وكذلك الخبز الذي يتم تهريبه للتجار الذين يقومون بتنشيفه وبيعه في الأسواق علفًا للمواشي؛ لتحقيق مكاسب كبيرة. وفيما يتعلق بالتموين فهناك أزمة كبيرة ونقص شديد في السلع التموينية، ويظهر ذلك واضحًا في الطوابير الطويلة أمام الجمعيات الاستهلاكية؛ من أجل صرف مقررات التموين كل شهر، والتي قد تنشأ عنها مشاجرات بين الأهالي. وتكتمل الصورة بأزمة أسطوانات البوتاجاز التي يعانى منها المواطنون، خاصة الفقراء ومحدودي الدخل، حيث أصبح من الصعب الحصول على أسطوانة بوتاجاز، وإن حصلوا عليها، يكون سعرها ما بين 15 و20 جنيهًا، وقد يضطرون أحيانًا لشرائها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، الأمر الذي يشكل عبئًا ماديًّا فوق أعبائهم. وفى ظل الأحداث التي تشهدها البلاد، تجد أن المواطنين وخاصة الفقراء هم من يدفعون الثمن، فلا أحد يشعر بهم، ولا يجدون من يوفر لهم ضروريات الحياة، وتستمر حياتهم بالطوابير.