قالت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية، اليوم، إن الولاياتالمتحدة وحلفائها القلائل المتبقين، هم من يدعون إلى استخدام الخيار العسكري ضد سوريا، على الرغم من الإدانات الدولية واسعة النطاق، وأن الحرب قد تعم منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وتقود إلى حالة من الفوضى. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الذي انتخب في 2008 مستخدما شعارات تدعوا إلى السلام، هو من يدق طبول الحرب الآن ويتحدثعن ضرورة معاقبة الرئيس السوري "بشار الأسد". وتساءلت: لماذا تبحث الولاياتالمتحدةالأمريكية عن ذريعة لضرب سوريا في الوقت التي تعاني منه مصاعب اقتصادية؟ هل أغلقت نوافذ الدبلوماسية في سوريا؟ وإذا بدأت أمريكا الحرب المحفوفة بالمخاطر، هل هي قادرة على الفوز بها؟. ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا وحلفاء دمشق، سيردون إذا هاجمت أمريكا سوريا، وسط تأكيدات أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي وستواصل المنافسة على مكانتها باعتبارها قوة عظمى. وذكرت أن استراتيجيون روس، أكدوا أن خطة مهاجمة سوريا وضعت عقب انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، فواشنطن مستعدة دائما لاستخدام القوة العسكرية لمواجهة أي تحرك قد يغير ميزان القوى في الشرق الأوسط، موضحين أنه إذا استطاعت أمريكا أن تصبح القوة الإقليمية المهيمنة في الشرق الأوسط، فإن ذلك سيكون خطوة مهمة ومحورية نحو هدفها الكبير المتمثل في السيطرة على أوراسيا أوروبا وآسيا وشريان الطاقة العالمية في القرن الواحد والعشرين. وأشارت الصحيفة إلى أنه تاريخيا، دائما ما استخدمت الولاياتالمتحدة الحرب، كوسيلة لإخراج البلاد من صعوبات اقتصادية، وحاليا معدل البطالة مرتفع للغاية في أمريكا وانخفض مستوى المعيشة بشكل كبير، فالقوى الغربية تخطط لحرب من أجل فتح أسواق جديدة لمجمعاتها الصناعية العسكرية من أجل الحصول على المال اللازم للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة، وغالبا ما يحدث هذا في المنطقة لأن الدول العربية غنية بالنفط وهي على استعداد لإنفاق المليارات للإطاحة ب"الأسد". ورأت أن الهجوم على سوريا هذه المرة سيكون مختلفا تماما، لأنه قد يخلق تهديدا كبيرا لأمن إسرائيل، الوكيل الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والتي تفتقر إلى العمق الاستراتيحي اللازم للتعامل مع التصعيد الخطير للحالة، وستكون عرضة لصواريخ متوسطة المدى في سوريا، حال تعرضها للهجوم، بالإضافة إلى الصواريخ المحتملة من حزب الله اللبناني و إيران. واختتمت الصحيفة بقولها: الفائز في حرب سوريا هم الإرهابيون والمتطرفون، الذين اكتسبوا زخما كبير خلال ال 30 شهرا الماضية، خلال النزاع في سوريا، ومن الواضح أن النتيجة الوحيدة لمثل هذه المغامرة العسكرية ستكون الدمار وسفك الدماء، وارتفاع معدل الفقر، مثل ما فعلت الولاياتالمتحدة في أفغانستان والعراق، بعد سنوات من الحرب.