لم تتبلور الموافقة على منح تفويض بتوجيه ضربة عسكرية ضد سوريا في الكونجرس الأمريكي، ما يعني أن إدارة أوباما أمام مشكلة وسيلزم عليها إهدار المزيد من الوقت ورأس المال السياسي الثمين، لمداهنة المشرعين المترددين وكذا الجماهير الأمريكية وجذبهم إلى صفها، حسبما يقول الخبراء. ووفقا لما جاء في وكالة الأنباء "شنخوا"، اليوم، فإن ملامح المشكلة بدأت في أن تظهر يوم الأربعاء الماضي، بعدما صدقت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بعد ما يزيد على ثلاث ساعات من المناقشات على مشروع قرار يتضمن توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، وذلك بأغلبية 10 أصوات مقابل 7 لتُظهر نسبة التصويت أن هناك تأييدا من الحزبين، وكذا معارضة من الحزبين، ما يشير إلى حالة انقسام في الرأي داخل الكونجرس بشأن القضية السورية. ولفت "مايكل بارون" الباحث بمعهد الشركات الأمريكي، إلى أن "الكثير في الكونجرس، ليس فقط الجمهوريين، يشعرون بالامتعاض لاستدعائهم بشأن مسألة التفويض هذه، التي تشير استطلاعات الرأي إلى أنها لا تحظى بموافقة شعبية، ولا سيما بين الناخبين المستقلين الذين بإمكانهم تحديد نتائج الانتخابات في العديد من الولايات". ووفقا لاستطلاعات الرأي التي جرت مؤخرا، يعارض غالبية الأمريكيين توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا، ويتراوح تأييد الضربة بين 20 و30 في المائة. ويدرك أعضاء الكونجرس خطورة دعم مغامرة عسكرية لا تحظى بموافقة شعبية، قبل عام على الانتخابات، وتشير التقارير إلى أن مجلس النواب لن يعقد جلسة حول أي قرار إلا بعد أن يصوت عليه مجلس الشيوخ، فإذا لم يتم تمريره في مجلس الشيوخ، فلن يطرح في مجلس النواب على الإطلاق، وحتى إذا ما تم تمريره في مجلس الشيوخ، فإن الأمر سيستغرق أسبوعا قبل أن يبدأ مجلس النواب في مناقشته. ولكن خلال قمة مجموعة العشرين ب"سان بطرسبرج" التي يحضرها أوباما، قال المتحدث باسم البيت الأبيض "بن رودس"، إن أوباما يدرس فكرة إلقاء خطاب لإقامة الحجة بشأن توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا من المكتب البيضاوي. وذكر البيت الأبيض أن أوباما ألغى زيارته إلى كاليفورنيا الأسبوع المقبل ليقوم على رعاية القرار في الكونجرس، وتفيد التقارير بأن الإدارة لم تحظ على موافقة ثلث الكونجرس بشأن مسألة سوريا في الأسبوعين الماضيين. وقال "مايكل دوران" الباحث في مركز "سابان" لسياسات الشرق الأوسط، بمؤسسة "بروكينجز"، "إن أوباما سيفعلها قطعا لأن مصداقية الولاياتالمتحدة على المحك، وإن عدم اتخاذ إجراء قد يسبب للإدارة المزيد من المشكلات في الشرق الأوسط". كما سيبدو أوباما ضعيفا إذا ما خسر تصويتا في الكونجرس على استخدام القوة ضد سوريا، وسيصبح في وضع سيء في ضوء ما تحويه أجندته من قضايا تتعلق بسقف الديون، والميزانية الفيدرالية، وتنفيذ برنامج أوباما للرعاية الصحية، وإصلاح الهجرة.