أثارت تهديدات حزب «النور» بالانسحاب من لجنة الخمسين المكلفة بإعادة صياغة الدستور، سخط بعض أساتذة العلوم السياسية، لاسيما وقد أتبع «النور» تهديداته بوعيد، يتمثل في اعتزامه الدعوة إلى الحشد ضد التعديلات المنتظرة، والتصويت عليها ب «لا» إذا تم المساس بالمواد المتعلقة بالشريعة الإسلامية. «البديل» التقت بعض أساتذة العلوم السياسية، في محاولة لقراءة رؤية حزب النور ولغة التهديد والوعيد التي بادر باللجوء إليها في استباق للأحداث. قال الدكتور جمال زهران - أستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، إن حزب النور لن يمكنه أن يحشد الناس، ولن يقدر على حشد الشعب، فالشعب خرج لإسقاط هؤلاء الذين رآهم «متأسلمين» يتاجرون بالدين من أجل السياسة لا من أجل الدين. وأضاف «زهران» أنه لا يوجد ما يسمى بأحزاب الشرعية أو الأحزاب الإسلامية، وإنما الأحزاب دومًا أحزاب مدنية، والشعب المصري عرف من يتاجرون بالدين ويتصنعون الحديث باسم الإسلام، حديثًا أجوفًا فارغ المحتوى، ولن ينحاز إليهم لأنه بات يعلم جيدا جرائمهم وإرهابهم. ويرى «زهران» أن انسحاب حزب النور لن يؤثر في عمل اللجنة، وهذا التهديد ليس سوى «فرقعة» أو «شو» للحزب ليس إلا، بغرض الظهور على الساحة. ويرى الدكتور حسن نافعة - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه يجب التخلي عن أسلوب التهديد والوعيد، والابتزاز السياسي الذى يمارسه حزب النور، وأن نتبنى مقابلة الحجة بالحجة، لأن التعقيد والإصرار على موقف معين سيزيد من تفاقم الأزمة والخلاف والانقسام. وأضاف «نافعة» أنه طالما قبل الحزب المشاركة فى اللجنة، فعليه أن يطرح ما يريد من مقترحات داخل إطار اللجنة وإذا رأى أن مقترحاته لم يتم الاهتمام بها أو النظر إليها، فعليه حينئذ أن يتخذ ما يراه مناسبا من إجراءات مثل الانسحاب أو ما شابه ذلك، أما محاولته الاستباق والتأثير على الأعضاء بالتهديد والوعيد، والتصويت ب «لا» على المسودة، فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق. وأوضح الدكتور جهاد عودة - أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أن حزب النور من الأحزاب الإسلامية المعتدلة، فهو لا يتبنى المواقف المتشددة، لكنه أحيانا يتخذ مواقف متناقضة ويتسم بالتردد فى اتخاذ القرار وتحديد المقف. وبالنسبة لمسألة المواد المتعلقة بالشريعة، فقد تنازل الحزب وترك المسألة للأزهر لزيادة عدد ممثليه فى اللجنة. أما بالنسبة لمسألة قدرته على الحشد، فإن الحزب غير قادر على التعبئة العامة والحشد، فمن المعروف أن هناك خلافات بينه وبين قيادات الدعوة السلفية فى الإسكندرية، بل هناك خلاف بين قيادات الحزب نفسه. وأكد «عودة» أن انسحاب الحزب من اللجنة سيترك انطباعا سيئا فى هذه المرحلة بوجود انشقاقات وانقسامات.