* شبكة سي بي إس: الفارون من سوريا يؤكدون تزايد أعداد المنشقين من الجيش * جارديان: بشار يواجه عددا متزايدا من الهوات النقالة والكاميرات عكس والده الذي أخفى مذبحة حماه لأسابيع * دبلوماسي هولندي: مصير المؤسستين العسكرية والسياسية في سوريا متطابق فإن سقط واحدة تبععتها الأخرى عكس مصر ترجمة- نور خالد: ذكرت شبكة “سي بي إس” الأمريكية أن مقاطع الفيديو التي تظهر تدريجيا على الإنترنت تشير إلى أن تحدي المتظاهرين المناهضين للحكومة السورية يتصاعد، بالتوازي مع إصرار الحكومة على سحقهم. وفي القابون، إحدى ضواحي دمشق، خرج مقطع فيديو على يوتيوب يوضح أن المتظاهرين كانوا في الواقع “يصطادون” قوات الأمن السورية. في البداية، بدا وكأن القوات تتراجع، لكن ليس لفترة طويلة. فالمسلحين تمكنوا في نهاية المطاف من الوصول إلى مواقعهم، بعضهم فعلها زحفا ثم فتحوا النار على المتظاهرين العزل. وذكرت مراسلة “سي بي إس”، إليزابيث بالمر، أنه لم يكن هناك فيديو لهذه الحملة لكن هناك أدلة أخرى في شكل سيل من اللاجئين الفارين إلى ملاذ آمن في تركيا. وقال مصطفى دعاس إنه خلال احتجاج أمس لجسر الشغور، فتح الجنود ورجال الشرطة النار على المتظاهرين فورا. وقال مصطفى الذي لا يزال مصدوما وعلى الرغم من شعوره، يعمل على إسعاف المصابين، إنه حاول جمع الأدلة على هاتفه المحمول، وكانت قوات الأمن تطلق النيران من على الأرض ومن السماء. ويوضح الفارون من القتال أن هناك مؤشرات على انشقاقات جديدة في الجيش السوري حيث يتزايد عدد الجنود الذين يصلون إلى تركيا. ونقلت صحيفة “جارديان” البريطانية، أن النظام السوري بدا مترددا في تخفيف حملته على جسر الشغور مما سيدفع بعدد القتلى للتزايدمع عدم قدرة النظام على إخفاء الأدلة. وفي عام 1982، في عهد والد الرئيس بشار الأسد، حافظ، صدر أمر قمع وحشي لانتفاضة إسلامية في مدينة حماة ، التي قتل فيها ما لا يقل عن 10000، وظل قادرا على إخفاء ذلك لمدة أسابيع. أما بشار، فيواجه الواقع الحديث حيث الهواتف النقالة والإنترنت وزيادة عدد البارعين في أمور التكنولوجيا بشكل متزايد . ومنذ بدء الاحتجاجات في منتصف مارس، أظهرت السوريين للعالم ما يجري من خلال مزيج من روايات شهود العيان واللقطات التي يصورها الهواة للاحتجاجات العنيفة وعواقبها. وويتم التصوير بكاميرات الهواتف المحمولة وفي بعض الحالات، بالكاميرات الصغيرة التي تم تهريبها إلى داخل البلاد، وعادة ما يتم تحميل المادة على الكمبيوتر بعد ذلك بوقت قصير. وذكر رجل في حمص كيف شاهد مجموعة تتجمع حول رجل على الأرض بعد مظاهرة. وقال: “مررت من هناك واكتشفت أنه شخص معه كمبيوتر يستخدم تقنية 3G لتحميل مقاطع الفيديو”. واعتبرت الصحيفة أن الصداع بالنسبة لسوريا، التي منعت الصحفيين، لا يأتي فقط من المتظاهرين، فمقاطع الفيديو يقوم بتصويرها أيضا أعضاء من الجيش وقوات الأمن، والذين يصورون حجم الإساءات أو يعرضون مشاهد الجثث الدامية، وهي التسجيلات التي بدأت تتسرب أيضا. ونشرت “إندبندنت” البريطانية مقالا السفير الهولندي السابق في سوريا نيكولاوس فان دام بعنوان “حمام الدم بات أمرا محتوما”، يرى فيه أن ما يحدث الآن من تصعيد في أعمال العنف هو نتيجة حتمية لطبيعة نظام شبه عسكري وجد نفسه أمام حلين أحلاهما مر: إما التغيير والتلاشي وإما المواجهة والدخول في دوامة دموية. وقال إن “النظام يعلم أنه في خطر، لكنه لن يستسلم بسهولة”، موضحا أن هناك فارق بين النظام السوري والنظام السابق في مصر، خاصة فيما يتعلق بالمؤسسة العسكرية فمصيرها في سوريا مرتبط بمصير المؤسسة السياسية، فإذا انهارت هذه، تلاشت الأخرى. وذكر أن وجه الاختلاف الثاني هو في أن الأسد لا يتمتع بسلطة كبيرة سواء على الجيش أو على باقي القوات السورية، وربما لم تكن له أي سلطة من قبل، قائلا إنه تم تنصيبه “على رأس هرم السلطة لتجنب الشقاق بين القادة العسكريين ولضمان استمراية النظام بعد وفاة والده حافظ، ولكن هذا لا يعني امتلاكا للسلطة”. واستبعد الدبلوماسي أن يكون بشار هو من يُصدر أوامر إطلاق النار على المتظاهرين، متهما من “تعودوا منذ عشرات السنين على القمع والتنكيل” بالضلوع في عمليات القمع. واعتبر أن ما حدث في جسر الشغور، محاولة من النظام لتجنب التصدع وقد لا يكون سوى بداية لمواجهة داخلية ببين القوات الموالية وبين من “تسول له نفسه الانشاق” من أفراد قوات الأمن.