تطرقت في المقال الأول لعدة نقاط ,منها ما يخص مصر وما يخص الوطن العربي بأكمله وهناك بعض القراء تفاجئوا بمحتوى المقال الأول وهناك من هاجمه بشدة وأيضاً من أيده ولكن الجميع تسرعوا في الحكم عليه . وحتى أعود بكم إلى ما بدأناه وجب عليّ أن أوضح عدة نقاط منها : ما دخل إيران بما يحدث في الوطن العربي ؟ وما مصلحة إسرائيل وبعض الدول الغربية المؤيدة لسياسات إسرائيل وغيرها من الدول ذات النفوذ في المنطقة ؟ لقد بدأت مقالي السابق بأن هناك مؤامرة تحاك في الظلام لتنفيذ مخطط بعينه ليخدم أهداف ومصالح بعض القوى ذات النفوذ في المنطقة وربما تراءي للبعض بأن وصفي للثورات العربية مؤامرة هو وصف ظالم ولكن في الحقيقة هو مخطط ينفذ تحت دعوى الثورات العربية أو ما يسمى بالفوضى الخلاقة .. فهناك قوى خارجية بمساعدة بعض الجمعيات والمعاهد الحقوقية في الدول العربية تسعى لتغير خريطة الوطن العربي بأكمله وهذا المخطط دخل في حيز التنفيذ بعد سقوط برجي التجارة العالمية والتي لم يثبت إلي الآن مَن هو المنفذ الحقيقي لخطة التفجير لهما وإن كان تنظيم القاعدة أعلن مسؤليته بأنه وراء الحادث . ولكنها ليست الحقيقة أو هكذا أزعم فإيران تسعى لتوسيع رقعتها في الخليج العربي وتدعم الأقليات الشيعية في كل دول الخليج والعالم العربي بما فيها مصر وبالفعل بدأت إيران في تغيير الخارطة لصالحها بتغيير مسميات المناطق العربية التي تستحوذ عليها (( كالخليج العربي الذي تطلق عليه إيران فى وسائل الإعلام الخليج الفارسى وهناك مناورات خفية بين إيران والإمارات وبين إيران والكويت وكلها تصب لصالح إيران لترضى غرورها وتوسع نفوذها السايسى والجغرافى )) أما إسرائيل وأمريكا فتدعم الأقليات التابعة لها و التي تصب في النهاية لخدمة مصالحها وليس لخدمة الأقليات التي تدعمها وهنا تلتقي مصالح إيران مع مصالح إسرائيل وأمريكا وتبدأ خطة تقسيم الوطن العربي لدويلات صغيرة على أسس طائفية و بالتحديد في الدول التي تم إشعال الفتن الطائفية بها طوال عقود مضت حتى تهيأ المناخ العام لتقسيمها في الوقت المحدد سلفاً وللعلم فالطائفية هنا ليست بين المسلمين والأقباط فقط ولكن بين المسلمين السنة والشيعة أيضاً وخاصة في دول الخليج أما الوضع بالنسبة لمصر فهو جد خطير فمصر تختلف عن كل البلدان العربية لأنها تعد القلب النابض للوطن العربي ولأنها تعج بالتيارات السياسية والفكرية المختلفة من ليبراليين وإسلاميين وعلمانيين وأقباط وشيعة وبهائيين واشتراكيين... إلخ. وربما اكثرهم حظاً أو أخطرهم هم جماعة الإخوان المسلمين أولاً لأنهم جماعة منظمة ، ولها قاعدة شعبية لا يستهان بها استطاعت أن تصمد طوال عقود مضت أمام جبروت الحكام _ وهنا تأكيد لانتصار الفكر على القوة دائماً وأبدًا _ فالفكر أقوى من الرصاص لأنك برصاصة ربما تقتل عشرات يحملون فكر ما ولكنك في حقيقة الأمر جعلت أُلوفا يعتنقون هذا الفكر فالإخوان المسلمون حولهم النظام السابق إلى فزاعة للغرب يلوح بها كلما طالبوه بالديمقراطية ولكني أرى قادة الإخوان أو بعضهم أشد وطئة من الديكتاتورية السابقة التي سقطت بفعل الثورة لذلك تجد آراء متضاربة بين قادتهم وبين بعض شباب الإخوان رغم أن الإخوان فصيل سياسي من فصائل عدة على الساحة الا أني تعمدت تسليط الضوء عليهم لأنهم الأكثر شعبية وتنظيماً ولهم أجندات خاصة بهم رغم وجود بعض الفصائل في مصر تحمل أجندات خارجية بحتة بدأت في تنفيذها حتى من قبل الثورة ونستكمل في المقال القادم عن ماهية الثورات العربية وخاصة الثورة المصرية ..