* إخوان سوريا: لا تتركوا النظام ينفرد ببعض أهليكم.. ولا تسمحوا لطاغية أن يستعبدكم * الجماعة تطالب رجال الجيش بالدفاع عن الوطن وليس قمع الإرادة الوطنية * وفد تركي يناقش الأسد الإصلاحات المحتملة لمنع سقوط النظام البديل- وكالات: تواصل السلطات السورية قمع الاحتجاج ضد النظام خصوصا في درعا حيث قتل العشرات منذ الإثنين على الرغم من الإدانات الدولية، بينما انطلقت دعوات جديدة إلى التظاهر اليوم الجمعة. وفي درعا أكد ناشط حقوقي سوري أن المياه والكهرباء قطعتا عن المدينة الواقعة جنوب سوريا وقتل أكثر من 42 شخصا منذ تدخل الجيش السوري الإثنين الماضي. ودعت جماعة الإخوان المسلمين السورية المحظورة في بيان مساء أمس السوريين إلى الخروج إلى الشوارع في احتجاجات للمطالبة بالحرية. وقال البيان الذي أُرسل إلى رويترز “لا تتركوا النظام ينفرد ببعض أهليكم. اهتفوا بصوت واحد للحرية وللكرامة.. لقد خلقكم الله أحرارا.. فلا تسمحوا لطاغية ولا لجبار عنيد أن يستعبدكم... والله أكبر ولله الحمد.” وأضاف البيان: “نكرر النداء على رجال الجيش العربي السوري.. أفرادا وصف ضباط وضباطا وقيادات.. مؤكدين أن دور الجيش هو الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين. ونصر على إبقاء مؤسسة الجيش في إطار وقارها ومهمتها الوطنية الأساسية.. والامتناع عن الزج بها كعامل قمع للإرادة الوطنية المتطلعة الى الحرية والكرامة.” كما طالب البيان “كافة البعثيين الشرفاء.. وجميع الذين يشغلون مواقع المسؤولية في بنية النظام.. وكذا كل المنخرطين في أجهزة الدولة على المستويين الرسمي والشعبي.. إلى موقف وطني مماثل يقرع ناقوس الخطر.. ويشارك في وضع حد لغطرسة أجهزة الامن.. التي ما تزال ترتكب الفظائع في حق المواطنين الابرياء.” وهذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها الجماعة – التي يقيم قادتها في المنفى – بشكل مباشر إلى التظاهر ضد الأسد الذي يواجه احتجاجات مطالبة بالديمقراطية منذ ستة أسابيع. ومن جهته، أكد وزير الإعلام السوري عدنان محمود أن السلطات السورية مصممة على “متابعة عملية الإصلاح الشامل”، مؤكدا على تلازم هذا المسار باعادة “استتباب الأمن والاستقرار والطمأنينة” للمواطنين. وقال عبد الله أبازيد إن “حصيلة القتلى منذ الإثنين الفائت بلغت 42 شهيدا”، مشيرا إلى أن “عائلاتهم لم تتمكن من دفنهم لأن قوات الأمن تطلق النار على أي شخص يتوجه لمقبرة الشهداء” التي يسيطر عليها الجيش. وكان الجيش السوري مدعوما بالدبابات والمصفحات اقتحم المدينة لقمع الاحتجاجات غير المسبوقة والتي اندلعت في 15 مارس الماضي. من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية إن اثنين من رجال الأمن قتلا وجرح سبعة آخرون في درعا وفي تلكلخ على الحدود مع لبنان. وصرح وزير الإعلام السوري أنه منذ بداية الأحداث في سوريا “هناك أكثر من خمسين شهيدا من الجيش وعشرات الشهداء من الشرطة ومئات الجرحى. لقد قاموا بالتمثيل في جثثهم دون أي رادع أخلاقي أو إنساني أو ديني”. ورأى أن “الشعب السوري مدرك بعمق لهذا المخطط المدعوم بالمال والسلاح ولأدواته في الداخل والخارج والذي يستهدف سوريا ودورها ومواقفها القومية والوطنية”. وأكد الوزير السوري أن “الجيش تدخل بناء على مناشدات الأهالي لفرض استتباب الأمن وملاحقة هذه المجموعات التي روعت السكان الآمنين”. ومن جهتهم، دق ناشطو حقوق الإنسان ناقوس الخطر. وقال أبازيد إن “الوضع يزداد سوءا ولم يعد لدينا دواء أو غذاء ولا حتى حليب الأطفال. والكهرباء ما زالت مقطوعة كما أننا بدون مياه”. وأشار إلى سماع إطلاق نار في المدينة خلال قيام طائرة بالتحليق في سمائها، وقال “أعتقد أنها طائرة استطلاع”. ومن جهة اخرى، يشهد معبر البقيعة الحدودي في منطقة وادي خالد في شمال لبنان حركة نزوح لمئات السوريين، بعد اشتباكات حصلت في مدينة تلكلخ السورية المقابلة ليلا. وقال محمود خزعل الرئيس السابق لبلدية المقيبلة الواقعة في منطقة وادي خالد الذي كان ينتظر أقارب وأصدقاء عند المعبر إن “حركة النزوح بدأت خفيفة منذ مساء الأربعاء مع عبور عدد من العائلات لكن منذ الثامنة من صباح اليوم، بلغ عدد العابرين حوالى 700 شخص”. وبدورهم، دعا “شباب الثورة السورية” على موقع الفيسبوك “إلى يوم جمعة الغضب والقيام بمظاهرات ضد النظام وللتضامن مع درعا”. وكتب الشباب في موقعهم “إلى شباب الثورة، غدا سنكون في كل مكان، في كل الشوارع (...) ونتعهد لكل المدن المحاصرة بما في ذلك أشقائنا في درعا بأننا بالموعد”. وأعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية إن دبلوماسيا أمريكيا قد اعتقل لبعض الوقت في سوريا نهاية الأسبوع الماضي، ثم أطلقت السلطات السورية سراحه لاحقا. وفي إطار المحاولات الساعية للخروج من المأزق، اجتمع رئيس المخابرات التركية مع الرئيس السوري بشار الأسد ضمن وفد رفيع المستوى يزور دمشق لاقتراح إصلاحات يمكن أن تساعد في إنهاء الانتفاضة ضد الحكم الشمولي. وذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية إن حقان فيدان رئيس المخابرات الوطنية التركية ووكيل معهد التخطيط الحكومي ترأسا الوفد. وكان فيدان قد زار بالفعل دمشق مع اندلاع الأزمة كمندوب شخصي لأردوغان. وقال مسؤول من وزارة الخارجية التركية لرويترز قبل الاجتماعات “الوفد سيعقد اجتماعات مع السلطات السورية بشأن الإصلاحات التي يمكن إجراؤها.” وأضاف “سيتبادل الوفد مع المسؤولين السوريين الخبرات التركية في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية.” وكان أردوغان قد حذر الأسد من أنه إذ لم ينفذ إصلاحات عاجلة فإنه قد يسقط بنفس الطريقة التي أطاحت بها انتفاضات شعبية بحكام شموليين في أماكن أخرى بالشرق الأوسط هذا العام.