«البديل باق».. هذه رسالتنا إليكم في هذا العدد.. نحاول أن نؤكدها من خلال حرصنا علي قضايانا وقضاياكم رغم الأزمة.. ورغم عنف الأحداث التي ألمت بنا. كان القرار الذي صدر ممهوراً بتوقيع الجمعية العمومية ل«البديل»، هو الصدور يوم 5 مايو القادم.. لكن الوجع الذي طال الجميع، والحرص علي الحلم الذي بنيناه هو الذي دفعنا جميعاً لإعلان التواصل معكم فوراً رغم صعوبة القرار وخطورته. في أقل من 24 ساعة تم إعداد هذا العدد الذي تجدونه بين أيديكم اليوم.. 24 ساعة عادت فجأة خلالها «روح البديل» إلي نفوس، أوجعها قرار التحول حتي البكاء، وإلي أجساد نال منها القرار حتي السقوط.. فجأة دبت الحياة في عروق «البديل» من جديد.. عادت المشاجرات حول الإمكانيات الضعيفة المتاحة.. الكل يسعي لأن يكون له مكان في التواصل معكم من جديد.. الكل يجري في جنبات المكان.. الكل يستعد لولادة جديدة ل«البديل».. الكل يحاول نفض أحزان، أنهكت أرواحنا ونالت من قلوبنا.. وكأننا جميعا علي موعد مع المحبوبة بعد طول هجر. لم يكن فراقنا لكم قد مر عليه أكثر من أربعة أيام، لكنها مرت علينا قرونا عدة.. بينما مرت الأربع والعشرون ساعة، التي قضيناها في الاستعداد للقياكم واحتضان أعينكم كدقائق معدودة.. كنا جميعاً نسرع خفافاً إليكم.. نود أن تمتلئ أحضاننا بعبق أنفاسنا التي كانت سندنا.. كان التفافكم حولنا هو دافعنا إليكم.. لم نكن نتخيل أنكم تحبوننا إلي هذه الدرجة.. ولم نكن نتخيل أبداً كل هذه المساندة.. كنا نحب «البديل» إذا ما استطعنا إليكم سبيلاً، ولكنكم جعلتمونا نحبه لأجلكم وفقط. كانت كل المؤشرات تقول: إن «البديل» يعاني أزمة مالية طاحنة منذ أكثر من 6 أشهر.. وكانت الأزمة قد تركت تأثيراتها علي الممولين الرئيسيين للجريدة، بينما كانت كتيبة «البديل» تقاتل من أجل الاستمرار، تحلم لكم وبكم ومن أجلكم.. رغم الأزمة الطاحنة لم يخطر ببال واحد منا أن نصحو لنجد أنفسنا دون «بديل»، دون تواصلنا معكم ومع همومكم وحلمنا بكم.. للحقيقة طافت الظنون برؤوسنا، لكننا كنا نسارع بطردها، كنا نحاول مواجهتها بعمل جاد رغم العراقيل ورغم تهافت البعض.. كانت الرسائل تصل إلينا من جميع الأطراف «خفوا شوية» رسائل تورط فيها بعض من زملائنا دون أن يدروا، لكننا لم نكن نحلم بغيركم.. ولم نكن نؤمن بأحد سواكم.. وكنا ندرك أنكم سندنا الوحيد وقت تشتد الأزمة.. لكن مساندتكم فاقت كل التوقعات. فوسط آلام فقد «البديل اليومي».. وترنح الحلم وسط المخاوف التي انتابت الجميع.. وسط مشروعات المستقبل التي تجمدت، وقصص الحب التي نال منها القرار، لم يكن لنا سواكم فأنتم الذين ساندتمونا: زملاء أحسوا بوجعنا، وصحفا تبنت همنا نقلت الإحساس بفقدنا لكم.. ومهمومين بنا لحد الدعوة للاكتتاب من أجل عودتنا.. اتصالات هاتفية ملأت الآفاق تفيض لوعة علي ما جري لنا.. وآمالا بالعودة.. وإصرارا علي الدعم حتي ولو بمصروف اليد.. طلابا يعلنون المساندة والرغبة في التبرع.. وصحفيين وكتابا ومثقفين يبحثون عن مخرج من الأزمة.. ودعوات من جميع الاتجاهات لمساندة «البديل».. لم نكن نحتاج أكثر من هذا لندرك أننا وصلنا إليكم.. وأننا علي الدرب الصحيح نسير.. لذلك كان لابد أن نسرع الخطي إليكم.. أن نحفظ الحلم لكم.. وكانت أولي خطوات الحفاظ علي الحلم، هي الحفاظ علي كتيبة المحررين، التي صنعت «البديل» فبدونهم سنخسر الحلم.. وبهم حتماً سنعود إليكم يوماً.. عله أقرب مما تتصورون. —- كتبت هذه الكلمات قبل عام ونصف، حينها كان البديل على أبواب إصدار أسبوعي لم تكتب له الحياه، عقب توقف الإصدار اليومي في 8 أبريل 2009، واليوم لا يزال هذا المقال معبراً عن موقف “البدايلة” من قرائهم، والحب الذي أحطتمونا به طوال هذه الفترة التي اكتسبنا فيها خبرات وعرفنا معلومات عن حجم الضغوط التي تتعرض لها الصحف في مصر، وطرق الحكومة الخلفية لمصادرة حرية الصحافة، وهذا موضوع مقالات قادمة.