ذكرت "رويترز" أمس عن وسائل إعلام رسمية في جنوب السودان أن الرئيس "سلفا كير" أقال حكومته بالكامل وكذلك نائب الرئيس يوم الاثنين الماضي، وأوقف عن العمل كبير مفاوضيه في المحادثات لنزع فتيل التوتر مع السودان. ونقل التليفزيون الحكومي عن مرسوم رئاسي قوله "وكلاء الوزراء سيتولون الآن إدارة الوزارات"، مضيفا أن نائب الرئيس "ريك مشار" أقيل أيضا وأكد "جيمس جاتيت داك" المتحدث باسم "مشار" نبأ الإقالة. وقال المرسوم إن "كير" أوقف عن العمل "باقان اموم" الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة، وهو كبير مفاوضي جنوب السودان في المحادثات. ويواجه "كير" معارضة من داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان، وأيضا من المواطنين بسبب أزمة اقتصادية ناجمة إلى حد كبير عن خلافات مع السودان، حالت دون تصدير النفط الخام بالإضافة إلى الفساد المستشري، ويقول دبلوماسيون غربيون إنهم يخشون من انزلاق جنوب السودان نحو عدم الاستقرار، في الوقت الذي يواجه فيه العديد من التحديات، خاصة تلك المتعلقة بتصدير النفط مع السودان، بالإضافة إلى تصاعد عنف المتمردين والقبائل. وكان "مشار" ألمح في مقابلة أجريت معه في الآونة الأخيرة، بأنه قد ينافس "كير" على زعامة الحركة الشعبية لتحرير السودان قبل الانتخابات العامة المقررة في 2015، وأعفى "كير" بالفعل "مشار" من بعض مهامه في ابريل، فيما بدا أنها محاولة للحد من نفوذه. ومن جانبه انتقد "اموم" في الآونة الأخيرة "كير" بسبب إيقاف وزيرين في تحقيق يتعلق باحتيال، حسبما أفادت وسائل الإعلام المحلية، وجاء في المرسوم إن لجنة حزبية ستتولى التحقيق معه. وأوضح "برنابا مريال بنجامين" الذي يشغل منصب وزير الإعلام حتى الآن، انه لم يعلم بأمر إقالته إلا من نشرة الأخبار المسائية في التليفزيون، وقال "اموم" إنه فوجئ عندما اتصلت به "رويترز" على هاتفه المحمول للتحدث معه بشأن إقالة الحكومة. وقال "نيال بول" رئيس تحرير صحيفة "سيتيزن" المستقلة، إن "كير" اتخذ القرار المناسب لإنهاء الشلل في حكومته، وأضاف "عجزت الحكومة عن إحراز أي تقدم بسبب هذا التشاحن الداخلي حول من يسيطر على الحركة الشعبية لتحرير السودان."