من أقوال عبد الناصر المأثورة "إن شعبنا يعرف قيمة الحياة لأنه يحاول بناءها على أرضه"،"إن الرجعية تتصادم مع مصالح جموع الشعب بحُكم احتكارها لثروته"،"إننى أومن إيمانًا قاطعًا أنه سيخرج من صفوف هذا الشعب أبطال مجهولون يشعرون بالحرية ويقدسون العزة ويؤمنون بالكرامة"،" إن الجماهير هي القوة الحقيقية، والسلطة بغير الجماهير هي مُجرد تسلط معادٍ لجوهر الحقيقة"،"إن الأخذ من المجتمع بغير عطاء استغلال، والنمو على حساب الجماهير كما التخلي عن خدمة آمالها هروب ". مازالت البديل فى الجزء الثانى من حوار الذكريات عن الزعيم الخالد وعن وقائع تدلل على هذه الشعارت التى رفعها ولم تنفصل عنها، كما رأينا مع حكام جاءوا من بعده . رئيس الفقراء ورمز العدالة الاجتماعية ..المحسوبية والواسطة لم يكن لها مكان فى قاموسه..هل هناك حكايات تدعم هذه الفكرة استمعت إليها ؟ الرئيس جمال عبد الناصر كان يرفض الاستثناءات والوساطة والكيل بمكيالين مثل الحكام الآخرين الذين جاءوا بعده، وأبرز هذه الأمثلة التى تؤكد ذلك، أن والده بعد بناء السد العالى، أرسل له خطابًا يبلغه فيه بأن عمه استولى على أرض ملك الدولة وهى أرض بنى مر، وعلى الفور صدر قرار بالاستيلاء على الجزيرة من قبل الجيش، وتوزيعها على المعدمين والفقراء، ولم يقل "عمى اتركوه". وبالفعل جاءت لجنة من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعى، والأرض كانت بالفعل مزروعة ، وتم توزيعها على الفلاحين المزارعين، ولكن والدى الحاج "طه" لم يستول على الأرض، ولكن كنا نؤجر جزءًا من الأرض من مصلحة الضرائب العقارية، قبل قانون الإصلاح الزارعى. بعد نكسة 1967 أرادت الدولة ان تضع وحدة دفاع جوى فى أسيوط وكانت على أرضنا ، وكان الرئيس وقتها فى زيارة للسودان وترقب والدى "الحاج طه " مجيئه وذهب إليه ليشكو ماحدث، وقال له هذه أرضى التى أعيش منها أنا وأولادى، ومع ذلك وزارة الدفاع أخذتها منى، فرد ناصرعلى عمه وقال "احمد ربنا إنهم راحوا لقيوا أرض ..أحسن ماكانوا راحوا ملقيوش حاجة". كل هذه المواقف .. ماالذى تراه فيها أديكتاتورية أم عدلا؟ كلها مواقف تؤكد على أن كل مايطالب به الرئيس من تحقيق العدل للفقراء ولم يكن شعارات بل حقيقة، وأنه عكس أى حاكم يستأثر بنفسه بمزايا وعطايا معينة، فكان يطبق القانون على الجميع حتى لو أعمامه وأقاربه. هناك موقف آخر يدلل على ذلك، بأنه وصل للرئيس عبد الناصرأن عمه خليل حسين، أراد أن يستغل اسمه فى تحقيق مصالح شخصيه له، وبالرغم أن هذا العم هو الذى علم وربى عبد الناصر حتى دخل الكلية الحربية، إلا أنه لم يرض بهذه المعلومة التى جاءت له من المخابرات، وقام بتحديد اقامته لعدة شهور . واقعة أخرى لخال عبد الناصر يدعى "إبراهيم حماد" كان يمتلك عمارة بالإسكندرية، واستغل اسم عبد الناصر وقرابته له، فى إخراج أحد سكان العقار الذى كان يضايقه دوما وطرده من الشقة وأخرج له أثاثه بالشارع، وعندما علم عبد الناصر بهذه الواقعة، اعتقل خاله 3 أشهر بسجن قنا، لأنه استغل اسمه، واستقوى به فى ظلم جاره، وطلع يقول "أنا لاخال عبد الناصر ولا أعرف عبد الناصر". أيضا ذهب عمى "الحاج عبد الناصر" لابنه الزعيم ، ليتوسط لديه حتى يستثنى أخيه الأصغر من استكمال درجات الالتحاق بإحدى الكليات، وهذا كان طلب لشقيقه مباشرة، ومع ذلك رفض عبد الناصر، ورد على والده "إذا وافقت واستثنيت أخى، فالمفروض استثنى باقى الشعب المصرى أيضا فى نفس الطلبات. هل حقا رفض عبد الناصر تطوير قرية بنى مر ضمن مشروع القرية النموذجية حتى لايقال أنه ميزها عن باقى محافظات مصر؟ كان محافظ أسيوط آنذاك يدعى سعد زايد فى الستينيات وكان لديه فكرة مشروع، وأراد فى تخصيص 15 فدانًا، من أجل بناء عليها قرية نموذجية تكون مجمع علمى كبير، ويؤسسوا منزل للرئيس وآخر لأعمامه، وتم عرض المشروع على عبد الناصر ،ولكنه رفضه وأمر بوقفه ، وقال:" "بنى مر هتكون آخر قرية يتم تنفيذ المشروع" ،ولكنه مات ولم يتم هذا المشروع بالأساس فى المحافظة. هل هناك علاقة بين أبناء الزعيم وعائلتهم فى أسيوط ؟ بكل تأكيد هناك اتصالات وطيده بين أبناء الزعيم، وجاء الدكتور خالد وإخوته عبد الحميد وعبد الحكيم ، لقضاء واجب العزاء فى والدى الحاج "طه"بالإضافة إلى حضورهم فى المناسبات المختلفة، فضلا عن الاتصالات الهاتفية التى لا تنقطع على مدار اليوم. هل احتفلت "بنى مر" برحيل الإخوان فى 30 يونيو، وما رد فعل الإخوان بالقرية؟ القرية كلها احتفلت، بل شاركت فى المظاهرات المطالبة برحيل نظام جماعة الاخوان المسلمين ،من هتافات ومسيرات، لكن الإخوان فى القرية هم قلة، يمكن أن يعدوا على أصابع اليد الواحدة، ثم إنه لا يمكن أن تحدث اشتباكات وغيرها من المشاهد التى نراها فى القاهرة بين المؤيدين والمعارضين، لأن القرية يغلب عليها طابع العائلات، فلا يجرؤ أحد على الاعتداء على أى شخص. بماذا تفسر أن الصعيد وأسيوط الشهيرة معقل للجماعة الاسلامية بأنها أعطت أصواتها لمرسى ؟ من المعروف أن الصعيد والريف عامة أغلب أهله يعيشون على الفطرة، والدين شىء مهم جدا ومؤثر فى تركيبة الشخصية، ومن ثم صادف هؤلاء من يتحدث باسم الدين ونصره الشريعة، مثلما استخدم الإخوان والأحزاب الدينية هذه الشعارت، التى جذبت المواطنين، فضلا عن الاستغلال للفقروالأمية وتوزيع الزيت والسكر مقابل الأصوات الانتخابية ،ولكن بعد حكم هذا العام للتيار الاسلامى، اختفى التأييد لهم، ومسيرات الأمس للإسلاميين بالمحافظة والتى كانت تضم الاف اصبحت لا تتعدى المئات الآن . هناك الكثير من الآراء المطالبة الآن باعتقال أفراد الجماعة كما تعامل معهم ناصر فى 1954 ..مارأيك .؟ كلمة حق أريد أن أقولها، المحاسبة والمحاكمة لمن أذنب وأخطا فى شعب مصر، لكن لا للإجراءات الاستثناية للإخوان المسلمين، ومن أراد أن يفرط فى سيناء ويتقوى منهم بالغرب للتدخل واحتلال مصر وتقسيم جيشنا الوطنى ، فلن تصبح أمامه سوى تهمة الخيانة العظمى التى يستحقها لا محالة، ولكن من هو برىء، فالمجال السياسى مفتوح للجميع دون إقصاء . من وجهة نظرك ..ما أهم الإنجازات والإخفاقات التى ارتكبت فى عهد عبد الناصر ؟ قبل أن نركز على الإخفاقات، لابد أن نقرأ هذه المرحلة فى سياقها التاريخى، حيث استلم عبد الناصر البلد من حكم ملكى أفسد البلاد، قلة صغيرة مسيطرة على خيرات الشعب والباقى معدم وذليل ومستعبد ،ومن ثم فإنجازاته أكثر من سلبياته. وبالرغم من أن نكسة 1967 المسئول عنها المشير عبد الحكيم عامر، إلا أنه تحمل مسئوليته كرئيس دولة ،وأعلن تنحيه، إلا أن الشعب سامحه لأنه شعر أنه مظلوم، فمشروعات عبد الناصر كان يتمتع بها الشعب المصرى لوقت قريب لولا سياسات الخصخصة ، سواء من قطاع عام ،ومصانع ومشروعات وشركات، وتأميم قناةالسويس وبناء السد العالى . ولكن ماذا عن الديمقرطاية فى عهده؟ فى الحقيقة الفترة التى تولى فيها البلاد كانت تحتاج هذه الطريقة السياسية فى التعامل، فعبد الناصر أراد أن يطبق النظام الاشتراكى من أجل نهضة البلاد وإنقاذها من الانهيار الملكى، وأعتقد أن عبد الناصر كان يسعى إلى تطبيق الديمقراطية التى كانت أحد الأهداف السبعة لثورة يوليو، ولكن بعد استقرار البلاد وبنائها ولكن العمر لم يمهله. ما الذى تتذكره يوم وفاة الزعيم عبد الناصر؟ كنت طفلا صغيرا، ولكن أتذكر جيدا أن مصر كلها وبنى مر اتشحت بالسواد فى يوم وفاة عبد الناصر، فمنازل كل أهالى القرية مفتوحة أبوابها ،وتستقبل العزاء فى الزعيم ، أتذكر صراخ السيدات ونواحهم حتى الآن، وأتذكر صورة عبد الناصر والنعوش الرمزية التى تجوب القرية، والأعلام السوداء المعلقة على البيوت. ماهى أهم المشكلات التى تواجه قرية "بنى مر" حتى الآن؟ أولى هذه المشكلات أن الصرف الصحى تم توصيله للمنازل ولم يعمل حتى الآن، غياب رصف الطرق، مياة الشرب ملوثة، أما عن الخدمات الصحية فهى غائبة، ولم تشهد "بنى مر" أى تطوير مثلما حظيت به قرى ومحافظات الرؤساء الذين حكموا مصر بعد عبد الناصر مثل كفر مصيلحة بالمنوفية لمبارك، وقرية ميت أبو الكوم للرئيس السادات . هل ترى أن إهمال القرية كان متعمدًا كجزء من الصورة العامة لتحطيم وتشويه تاريخ الزعيم؟ لا أستطيع ان أجزم أنه متعمد، ولكنه غير مفهوم، كيف لقرية يأتى لزيارتها حتى الآن وفود من العالم العربى والغربى، ليلتقطوا صورًا فى قرية الزعيم، ويتعرفوا على تاريخه ونشأته، والدولة تهملها بهذا الشكل الجسيم. ولم نر بكل تأكيد "يافطة "جديدة تم وضعها فى عهد الرئيس مرسى، أو وضع حجر أساس، منطقة الخزان الجديد التى تم افتتاحها فى عهده المعزول، تمت فى عهد المخلوع ، وفى عهد المحافظ نبيل العزبى، وهذا الكوبرى الذى تم افتتاحه على أيدى احد الشيوخ على الترعة الإبراهيمية كان تصور اللواء العزبى . هل ترشح احد من عائلة الزعيم فى أى انتخابات برلمانية ؟ أنا ترشحت فى 1995، و2000، وفى كلا المرتين تأتى الأوامر مباشرة بتعليمات من المخلوع مبارك لإسقاطى فى الانتخابات ، فكان هناك عداء شديد من أى شخص ينتمى لعائلة الزعيم، ومحاولة استبعاده من المشهد السياسى بأى ثمن، ولا مانع من الترشح فى المرحلة المقبلة، ولكن متوقف على استقرار الظروف والأوضاع السياسية فى البلاد . - الزعيم رفض تطوير "بنى مر" قبل باقى قرى مصر - أرفض الاعتقالات للإخوان ولكن من استقوى بالغرب ودعاها للتدخل هو خائن ويستحق الإعدام - انتخبت حمدين ورفضت الانتخاب فى جولة الإعادة.. وشفيق فى الحكم كان أرحم من الإخوان