"كان شعورى منذ وليت منصب الوزارة هو أننى حبيس قفص حكومى استمر لأربعة أشهر بالكمال والتمام، حيث بدأ الأمر مع أداء القسم فى 21 يوليو، وانتهى بتقديم الوزارة استقالتها فى 21 نوفمبر 2011، ومن هنا جاء عنوان هذه الانطباعات، ولنبدأ من البداية ". بهذه الكلمات افتتح الدكتور حازم الببلاوي، المكلف بتشكيل الحكومة بعد التطورات السياسية الأخيرة وفق ما أعلنته رئاسة الجمهورية مساء اليوم، كتابه " أربعة شهور في قفص الحكومة" الذي أعقب استقالته من منصبه في أول حكومة بعد ثورة 25 يناير، والذي ذكر فيه التحديات التي واجهته كوزير لمالية مصر ورئيساً للمجموعة الوزارية الاقتصادية. ربما يكون القاسم المشترك بين استقالته من حكومة عصام شرف، وتكليفه لتولي الوزارة الآن، هو وجوده في وزارات لحكومات انتقالية بعد أحداث دامية، حيث تقدم الرجل باستقالته من حكومة شرف بعد أن سالت دماء مصرية في أحداث ماسبيرو، ويأتي تكليفه الآن بعد تطورات سياسية شهدت إراقة دماء مصرية أخرها مقتل 60 مصرياً وإصابة ما يزيد عن الثلاثمائة في أحداث الحرس الجمهوري. الدكتور حازم عبد العزيز الببلاوي من مواليد 17 أكتوبر عام 1936 اقتصادي ومفكر وكاتب، عمل مستشاراً لصندوق النقد العربي بأبي ظبي واختير في 16 يوليو 2011 نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للمالية في وزارة عصام شرف، وتقدم باستقالته من منصبه في 11 أكتوبر 2011 بسبب أحداث ماسبيرو وقد رفضها المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري المفوض بإدارة شئون البلاد، الاستقالة رفضا تاماً وعاد إلى مكتبه في ذات اليوم. حصل الببلاوي على العديد من الجوائز والأوسمة، من بينها جائزة أحسن الرسائل من جامعة باريس عن رسالة الدكتوراه سنة 1964، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في الاقتصاد على مستوى الوطن العربي سنة 1983، كما حصل على وسام جوقة الشرف بدرجة فارس من حكومة فرنسا سنة 1992. الببلاوي يؤمن بالفكر الليبرالي واقتصاديات السوق المفتوح ويرى فيها وفق مقال له نشرته الأهرام أن تاريخ الرأسمالية هو حقا تاريخ إنتعاش السوق وازدهارها، ولكنه أيضا وبنفس القوة هو تاريخ بروز دور الدولة وهيمنتها، وأن هناك خطأ في نظري علي أنها مفهوم إقتصادي للحرية الاقتصادية المطلقة دون رادع أو قيد، فهي عند البعض هي حرية السوق الذي يتحكم فيه أرباب الأعمال دون تدخل أو رقابة من الدولة، وهو أمر غير صحيح تاريخيا أو نظريا.