انتخبت المعارضة السورية أمس، أحمد عاصي عوينان الجربا، رئيسا جديدًا، وعلقت مجموعة من نشطاء المعارضة السورية على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، وقالت بعد الإعلان عن انتخاب الجربا جاءت النتيجة "فوز السعودية على قطر برئاسة الائتلاف السوري، في الوقت بدل الضائع عندما سدد أحمد عاصي الجربا هدفه"، وقال أحدهم على صفحته على "فيس بوك" إن أمثال الجربا "أشد خطرًا من النظام على الثورة" بحسب وكالة "فرانس برس". وإذا كان العديد من الناشطين والمعارضين تبادلوا التهاني بانتخاب الجربا، بعد أشهر من التجاذبات، خلفًا للرئيس السابق أحمد معاذ الخطيب، فإن ناشطين آخرين انتقدوا الاختيار، معتبرين أن الرئيس الجديد لا يملك أي مؤهلات، وأنه فقط "رجل السعودية". وانتخبت المعارضة السورية أمس الجربا، رئيسا جديدًا، وهوغير معروف على نطاق واسع من الناشطين على الأرض ووسائل الإعلام العالمية المتابعة للملف السوري؛ فهو شخصية قبلية من محافظة الحسكة في شرق سوريا، وله علاقات قوية بالسعودية، وفاز على مصطفى الصباغ، وهو رجل أعمال ينظر إليه باعتباره مدعوما من قطر، التي تراجع نفوذها على المعارضة أمام السعودية. والجربا زعيم عشيرة معروفة في سوريا، وسجين سياسي سابق، وقد حصر اهتمامه خلال الأشهر الأخيرة بإقناع الجهات الداعمة "للثورة" بتزويدها بالسلاح في مواجهة نظام الرئيس بشار الأسد، وفي يناير 2013، قال الجربا في مقابلة مع قناة "العربية" الفضائية إن النظام السوري قوي بسلاحه، متسائلًا "هذه الترسانة القوية كيف نجابهها؟ بالأقلام؟ علينا أن نأتي بالسلاح وهذا ما نفعله". وإن كان الجربا غير معروف على نطاق واسع من الناشطين على الأرض، ووسائل الإعلام العالمية المتابعة للملف السوري، فإنه شارك في تأسيس الائتلاف، الذي نشأ في نوفمبر 2012، ودخله ممثلا عن العشائر السورية، وهو زعيم في عشيرة آل شمر، التي توجد في سوريا والعراق والسعودية والأردن، وقد لعب دورا أساسيا في التواصل بين العشائر والمعارضة، ولد عام 1969 في القامشلي في محافظة الحسكة "شمال شرق"، ويحمل إجازة في الحقوق من جامعة بيروت العربية. وأمضى الجربا سنتين في سجون السورية بين 1996 و1998، وخرج نهائيا من دمشق في أغسطس2001، عبر بيروت، ليستقر في السعودية، وعمل في مجالات الإغاثة والطب لدعم الثورة السورية منذ انطلاقها، وكان عضوًا في الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، قبل أن يصبح عضوا في الائتلاف الوطني السوري، كما علق عضويته في الائتلاف مع آخرين في مارس 2013، احتجاجًا على انتخاب غسان هيتو آنذاك رئيسًا للحكومة السورية المؤقتة، التي كان يفترض تشكيلها لتشرف على "المناطق المحررة". وجاء هذا التعليق كانعكاس لخلاف حاد بين تيارين داخل الائتلاف أحدهما مدعوم من قطر ومؤيد لانتخاب هيتو، والثاني رافض لتشكيل حكومة موقتة مدعوم من السعودية، إلا أن الجربا ما لبث أن عاد إلى الائتلاف، ودافع بقوة عن توسعته، ثم انضم إلى كتلة المعارض ميشيل كيلو، الذي دخل الائتلاف بدوره مع أربعة من أعضاء الكتلة الديمقراطية التي يترأسها في نهاية مايو. ولم يدل الجربا بعد انتخابه بأي تصريح، واكتفى بيان الائتلاف بالنقل عنه أن "من أهم أولوياته الآن متابعة مستجدات وتطورات الوضع في الداخل السوري لاسيما في حمص" حيث تشن قوات النظام حملة عسكرية عنيفة منذ أكثر من أسبوع.