شارك اللواء منصور العيسوي، واللواء أحمد جمال الدين، وزيرا الداخلية السابقين، مع ضباط الداخلية، المتظاهرين، مطالبهم برحيل مرسي، وزوال حكم الإخوان، بميدان التحرير. التقت "البديل" اللواء أحمد جمال الدين، كاشفًا سر الإطاحة به من منصبه، مؤكدًا أن ضباط الداخلية ضحايا نظام مرسي، ودفعوا وحدهم الثمن، رافضًا اتهام مؤيدي الرئيس المعزول برابعة العدوية بالعملاء والخونة. .. في البداية ما سر مشاركتك لثوار التحرير يوم 30 يونيو، بصحبة وزير الداخلية الأسبق منصور العيسوي؟ ليعلم الجميع أنني شاركت في مظاهرات التحرير كمواطن مصري، وليس كوزير داخلية سابق، وغير صحيح ما تردد بشأن مشاركتي في التظاهرات للانتقام من النظام المعزول، على خلفية استبعادي من موقعي، ولكن الضمير الوطني حتم عليَّ المشاركة في التظاهرات، ومواقفي كانت ثابتة، ورؤيتي كانت واضحة في أحداث الاتحادية أثناء فترة وجودي بالوزارة، كنت أريدها سلمية إلى آخر دقيقة، وكانت مهمتي طوال قيادتي لوزارة الداخلية هي الحفاظ على دماء المصريين. .. ولكن مشاركتك ثوار التحرير في ظل المطالبة بعودتك وزيرًا للداخية تثير علامات الاستفهام؟ لست مطالبًا بتبرير تصرفي، ولكن وزارة الداخلية وقيادتها الحاليين تحملوا أعباء شديدة وعملوا تحت ضغوط نفسية، وكانوا ضحيه نظام مرسي، ودفعوا وحدهم الثمن، وأكرر أنني شاركت في التظاهرة بعد قلقي من تصاعد الأحداث وانتشار الدم بين المصريين، بعدما تحول الشارع لحرب عصابات. .. ما رأيك في موقف الداخلية عقب خطاب الفريق السيسي؟ الضباط انضموا حقًا لصفوف الجماهير، ووضعوا في الاعتبار مطالبهم والمتمثله في رفض حكم الإخوان، ورفض إراقه الدماء، والنهوض بالدوله اقتصاديًا، في ظل مناخ أمني، وكان من الصعب توفير هذا المناخ في ظل الأصوات التي تعالت، تنادي بالعنف وتحرض على القتل. .. البعض توقع أن وزير الداخلية يطلق النار على متظاهري التحرير، تنفيذًا لقرار رئيس الجمهورية؟ هذا كلام فارغ، ولا يصح أن يقال عن وزير الداخلية الحالي، لأنه لو صدرت له تعليمات مكتوبة بالتعامل بأطلاق النار، لن يفعلها، ولن يحرض رجاله عليها، وتلقيت اتصالات من جميع ضباط الشرطة، وطالبتهم بالالتفاف حول وزيرهم، ولا أعتقد أنه يحدث شىء، لأن الضباط الآن استوعبوا الدرس، ولن ينفذوا قرارات تعارض القانون، وهم أبناء شعب مصر، ومستحيل أن يطلقوا النار على أشقائهم، وهم ينفذون القانون دون النظر إلى الجهة التي أصدرت الأوامر إليهم، لأن تطبيق القانون أفضل من أي شىء، وموقف الضباط واضح الآن. .. ما سر صمتك طيلة هذه الأشهر منذ خروجك من الوزارة؟ ألتزمت الصمت حتى اترك الفرصة للقيادات، للعمل، وحتى تستقر الأمور ويعود الأمن للشارع، وحتى لا يكون هناك أي تأثير لكلامي على الساحة أو يتهمني البعض بالسعي وراء البطولة، ولكن الوضع السياسي والأمني أصبح مقلق للغاية، في ظل أحداث العنف التي شهدتها مصر، من انقسامات، وهناك دعوات متعدده لتنظيم مليونيات متضاربة، وبات موقف التيار الإسلامى أشد خطورة على البلد، لذا قررت كسر حاجز الصمت، خوفاً علي هذا البلد. .. إذًا القلق من العنف والدم كان وراء مطالباتك بالتوافق بعد مهلة ال48 ساعة؟ دعوت إلى التوافق وعلقت على خطاب السيسي، لشعوري بالخطر على مصر وحالات الانقسام والاحتقان، لهذا أصر على أن التوافق بات أمرًا ملحًا، ورغم أنني تعرضت لانتقادات من قوى ثورية في كيفية التوافق مع نظام لا يستجيب، على حد وصفهم. فمنبع ذلك الخوف من وقوع عمليات مسلحة مع قوى إسلامية وأخرى معارضة، لأن الثورة قامت في 2011 ومازالت مصر متماسكة ولم تنهر وأتمنى أن يدرك الجميع خطورة هذا المشهد فى ظل المشاكل الاقتصادية والأمنية وعدم السقوط فى مخطط العنف والميل إلى استخدام السلاح، وأرى أن الشارع غير متقبل التوافق، ولكن بمجهود العقلاء أعتقد أنه سوف يتقبل ذلك. .. البعض استقبل مطالبك التوافقيه بأنها تحذيرات مخيفه ؟ لم أقصد ذلك، ولكن أردت توضيح الصورة، كما هي دون رتوش، ولست مع إقصاء فصيل سياسي عن المشهد السياسي في مصر، وكنت أتمنى أن تشارك جميع التيارات الدينية والحزبية لاستقرار الوضع الأمني والاقتصادي داخل مصر، وكنت أتمنى أن يعمل الجميع من أجل مصلحة مصر، وليس من أجل المصلحة الشخصية، ولكن دائمًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. .. كيف استقبلت مبادرة السيسي للتقريب بين جميع القوى؟ لم تكن تلك المرة هي الأولى، بل سبق وأن دعا الفريق السيسي لهذه المباردة في ديسمبر الماضي، وكانت بين الشرطة والجيش، وكان الغرض منها وقف حالة الانقسام والاحتقان الموجودة في البلاد، وكان ذلك التوقيت في غايه الأهميه لتوحيد الصف في مصر. .. ولكن تلك المبادرة بين الشرطة والجيش أثارت تخوفات الرئاسة من انقلاب عسكري؟ فعلًا، فسر البعض مبادرة التحام الجيش والشرطة بهذه التفسيرات، خاصةً بعدما رحبت المؤسسة الرئاسية بهذه المبادرة، وسرعان ما عاد الرئيس وطلب إرجائها، وهناك جهات أخرى كانت لا تريد إتمام هذه المبادرة التي كانت لا تهدف إلا لتحقيق الاستقرار دون غيره وأن التدخل من الجيش والشرطة كان خشية أن ينزلق الموقف ويخرج على السيطرة ولاسيما مع وجود جماعات تنتهج العنف. .. البعض أرجع قرار مرسي بأرجاء مبادرة السيسي في ديسمبر لرفض مكتب الإرشاد؟ هذه أمور لا يعلمها إلا الله، وكل ما أتذكره وقتها أن الرئاسة رحبت في البداية بهذه المبادرة، وعادت وأبلغت الجيش بإرجائها لوقت لاحق، وعلمت أن هناك قوى لا تريد أن يكون الجيش والشرطة هما اللذان يدعوان إلى التحاور، وأن هناك من يعارض ذلك، ووارد أن يكون مكتب الإرشاد كان له رأي في هذه المبادرة، ولا أعتقد أن اتصالات الشرطة والجيش أقلقت الرئاسة لان مرسي نفسه رحب بالمبادره واثني عليها لكن هناك غيبيات في هذا الامر لم تتضح رؤيتها حتي الان . .. نعود لأحداث الاتحادية التي تردد وقتها أن رفضك تأمينها السر وراء الإطاحه بك؟ وقتها لم يحدث أي اقتحام في الاتحادية، أو في المحافظات والمواطن اقتنع بأن الشرطة عقيدتها تغيرت، وكانت مهمتنا التأمين وليس إرهاب الشعب، وكنت اتواصل مع مدير مكتب مرسي ولم التقى به لمده 4 ايام من الاحداث. .. ولكن خيرت الشاطر اتهمك وقتها بسحب القوات والتخاذل في التأمين؟ كنت صاحب القرار في ذلك، وكانت رؤيتي وقتها أن نوعيه المتظاهرين وطريقتهم في التعبير عن رأيهم لم تكن مخيفه لحد يجعلني أتوقع اقتحام للقصر وكانت هناك معلومات واتصالات بين قيادات الداخلية مع القوى الثورية، وأكدت عدم اقتحام أي من المتظاهرين لقصر الاتحادية ومهمتي الأولى كوزير داخلية هي تحقيق الأمن، ومنع إراقة أي دماء وفي ذلك اليوم انتهى دون اى اقتحام أو مظاهر عنف واطلعت مرسي علي قراري بسحب القوات، ولم يعترض. .. رغم أداءك الأمني إلا أن الجميع أرجع الإطاحه بك بسبب قصر الاتحادية، وملاحقه أبو إسماعيل وأنصاره في أحداث حزب الوفد؟ حتى الآن لا أعلم سر إقالتي رغم التواجد الأمني الذي شعر به جميع المواطنيين بالشارع واثنوا عليه، ورغم إشاده الرئيس في مناسبات عديدة بمجهود الداخلية منذ توليت مسؤليها، وأحمد الله على أدائي في الوزارة وأنني عملت لصالح البلد دون انحياز لفصيل عن الآخر، ولم اهتم بمكتب الإرشاد. .. ولكنك أغضبت الرئاسة بعد حادث رفح لمطالبتك برفع يد الرئيس عن الجماعات الإرهابية؟ لم أطلب ذلك لأنني لست وزير داخلية وقتها، ولكن بعض القوي الثورية هي من طالبت بذلك، لربطها بين وجود رئيس جمهورية، ينتمى للتيار الإسلامي، وحادث الاختطاف والجماعات الجهادية، وعدم ضبط المتهمين، وهذا شعور الناس، لكن كانت هناك مفاوضات بين الخاطفين وأجهزة المعلومات، وتم إخلاء سبيل المجندين، ومن غير المعقول أن تكون الشرطة تركت الجناة في حادث الخطف إرضاءاً لرئيس الجمهورية، وإنما اعتقد أنه لصعوبة المنطقة الجغرافية في سيناء والجناة محددون ومعروفون بالاسم، وهناك أعمال تحتاج قرارات سياسية من الرئيس بجانب تجهيز معدات ومساندة الجيش فى مناطق مثل سيناء. .. بصراحه شديده ما سر اختيارك للواء خالد ثروت لتولي رئاسه الأمن الوطني؟ֺ اللواء خالد ثروت تمتع بخبرات مجالات الأمن الوطني، لأنها متعددة وفقًا للقانون وصلاحيات الجهاز وعمل الجهاز يكون دون تحييز أو مجاملة ولم تكن هناك ترشيحات من جهات عليا وترددت وقتها أنني قمت باستبعاد ثلاث قيادات لإفساح المجال للواء ثروت، وهذا افتراء لاني وجدت أن القيادات الثلاثة يتمتعوا بخبرات تؤهلهم للعمل في قطاع آخر غير الأمن الوطني ولا علاقة لتصعيد ثروت بجماعة الإخوان المسلمين، في فترة من الفترات بتولي رئاسة الجهاز. .. كيف ترى الوضع الآن في مصر وعلى أي اتجاه تسير الدفة؟ حصل الشعب على ما يريد والمرحلة الحالية صعبة، ولكي لا نعود للوراء والمشهد أتمنى أن يتدخل العقلاء فى الدولة لحقن أى دماء جديدة. .. في وجهة نظرك هل ظهر الطرف الثالث في ثوره 30 يونيو؟ في البداية هناك تقارير أمنية حذرت من اندساس أشخاص وسط المتظاهرين، لإحداث وقيعة مع الشرطة ولكن اذا تتبعنا مشهد الاحداث في تظاهره 30 يونيو نجد عدم اقتراب من أي قسم شرطه او مديريه امن او تقتحم السجون مثلما حدث في ثوره 25 يناير واجابه هذه التساؤلات تعكس الاجابه ايضاً عن سؤال من هو الطرف الثالث في قتل ثوار 25 يناير ومن وراء اقتحام السجون المصريه. ما تقيمك لخطاب التيارات الدينية التي تعالى أصوات أصحابها بالعنف والدم؟ بالطبع أدى إلى انقسامات وكادت ان تصل لحرب اهليه ومن وجهة نظري ان هذه الدعوات كان الغرض منها تصفية حسابات وانتقام تحت شعار محاربه الفاسدين وكانت لهذه الاصوات دور كبير في خروج الشعب المصري بالملايين في شوارع وميادين مصر يرفض العنف وتصاعدت الازمه بعد رفض النظام الاستجابه لخطاب الفريق السيسي الذي امهلهم فيه لتنفيذ مطالب الشعب الا ان تلك الاصوات خرجت أكثر دمويه. .. ولكن التيارات الإسلامية رفضت خطاب السيسي بنقل أعمال الدولة للمحكمة الدستورية وإقصاء مرسي؟فهل يدخلنا ذلك في صدام مسلح؟ֺ للأسف كنت أخشى ذلك، وكان لابد من التوافق والبعد عن الإقصاء من البداية، وكان لابد من الحوار لابد أن يتم بسرعة لمنع أي انهيار للأمن فى البلد فى الوقت الحالي خاصه بعد العنف الذي تلي قرار القوات المسلحه وادي لسقوط ضحايا واسال الدماء واعتقد ان موقف وزارة الداخلية والجيش سيكون صعبا أمام اقتتال المصريين وكاندائماً ضد نظرية إقصاء أى تيار ليبرالى أو قوى معارضة لاني من انصار الجلوس علي مائده الحوار حتي نصل لحل ينهض بهذه البلد ويصلح من شأنها كان لابد من تقريب وجهات النظر بين الجميع باعتبارهم شركاء فى وطن واحد بغض النظر عن قرارات الحشد والتصويت.