بعد تعرضهم للظلم في عهده..رعايا الرئيس نادمون

صيحات وهتافات وسط أشعة الشمس في ساعات الظهيرة الحارة وسواد عظيم يرفع لافتات واعلام تطالب باسقاط النظام الحالي والبعض الاخر منهم انهكهم التعب فيستظلون بأي ساتر يقيهم من حر الشمس..ساحة ميدان التحرير القبلة التي يهتدي اليها جميع اطياف الشعب المصري للثورة ضد اي ظلم حتي وان جاء المظلوم وصاحب الشكوي من اقصي البلاد الي اقصاها للاعتصام بعد محاولات باءت بالفشل في توصيل رسالة او اصلاح ما افسده قرار او اعلان او حتي سياسة لنظام حاكم..«البديل» التقت مجموعة من المواطنين ممن جاءوا من اماكن متفرقة بعد تعرضهم للقهر في ظل نظام جديد منتخب ..
"أنا ندمانة علي اني اديت صوتي للدكتور محمد مرسي لإني اعتبره سينصف المهمشين والبسطاء بعد عشرات السنوات من المهانة والذل"..بتلك الكلمات بدأت وفاء محمد رغم انها منتقبة؛ حديثها ل« البديل» قائلة :« سأعتصم بميدان التحرير للاعتراض علي سياسة النظام الحاكم الذي فرق جميع اطياف المجتمع ويخدم مصالحه الشخصية و المنتمين له فقط، بعد ظني ان الرئيس الجديد المنتخب سيشعر بآلام المواطنين لانني اعتبرته منهم خاصة وانه تحدث عن الدين الذي لا يعلم عنه اي شئ و سيأتي بحقوق الشهداء ولم يفعل ما وعد به».
واضافت محمد أن جماعة الإخوان المسلمين صرحت عبر برنامج الرئيس الانتخابي بتطبيق الشريعة الاسلامية رغم تطبيقهم شرع آخر يتوافق مع أهواءهم ومزاجهم الشخصي فقط بعد متاجرتهم بالشريعة، لافتة الي انها لديها ولدين متزوجان ولا يعملان بعد تخرجهما وكان لديها املا في اصلاح الاوضاع علي يد الرئيس المنتخب الا ان ذلك الأمل مات في النهاية.
واشارت الي انها وابناءها لديهم تصميم في المكوث بالميدان ليوم الاحد المقبل ومن ثم سيتم التوجه لقصر الاتحادية لتوصيل رسالتهم للرئيس واسقاط نظامه او الموت هناك.
من جهة اخري سيادة محمود احمد والدة الشيخ محمد عبد الله نصر "خطيب ميدان التحرير ، ان سبب تواجدها بالميدان، لتعرضها للظلم في عهد الرئيس مرسي خاصة وان منزلها تمت مهاجمته من عناصر أمن الدولة اكثر من مرة للقبض علي نجلها وعند عدم وجوده يفتشون محتويات المنزل ويقلبونه راسا علي عقب دون التورع بحرمات البيوت علي أمل ان يجدوا ما يدين ولدها الا انهم في كل مرة لا يجدوا ضالتهم فيرحلون .
وطالبت محمود برحيل نظام الإخوان معتبرة انهم أضروا كثير بالشعب المصرى ،مشيرا الي انه كان من الممكن ان تكون هناك حريات تدعم ذلك النظام الا ان الاسلوب القمعي اصبح شيئا متعارفا عليه لدي المواطنين وكأن الثورة لم تقم .
واضافت ان نجلها يتعرض حاليا للظلم والإضطهاد والتهديدات الا انها لن تخاف عليه طالما ينضال بأسم مصر.
أما سعد محمود حفني أحد اهالي اسوان والذي جاء للاعتصام بميدان التحرير للاعتراض علي خطاب مرسي لانه علي حد قوله لم "يدخل رأسه"، نظرا لانه هدد المصريين عبر الخطاب بالاضافة الي انه لم يحقق امال وطموحات الشعب المصري منذ مجيئه.
وقال حفني: " خلاص يا مرسي الشعب المصري ما " بجاش" ياكل من الكلام ده"، مطالبا اياه بالرحيل وترك السلطة حقنا للدماء.
واضاف حفني ان الشباب لا يجد فرص العمل ولا يوجد امن في الشارع، مشيرا الي ان الاوضاع بعد الثورة ازدادت سوءا فالمواطنون واهالي الصعيد ازدادوا فقرا الي جانب عدم وجود رعاية صحية بالقري والنجوع فأي مريض لا يجد مستشفي لائق للعلاج لا يوجد امامه الا الموت.
وعلي نفس السياق قال والد ماجد هشام عبد الجواد، احد مصابي الثورة في احداث محمد محمود وبطل الجمهورية في لعبة الكنغوفو، انه نزل الي ميدان التحرير ولاعلام الثوار بنزول ابنه الذي تمت اصابته بطلقين ناريين في بطنه ورغم تردي حالته الصحية الا انه سينزل هو وزملاءه لاستعاده حقوقهم المسلوبة.
ووصف عبد الجواد الرئيس مرسي بانه لم يحقق ما وعد به فهو تحدث عن العدل ولم يطبقه ولم يصرف اي تعويضات لمصابي الثورة او الاعتماد عليهم في التوظيف الحكومي ولم يفعل ذلك ايضا.
اما عمر الدسوقي موظف بالشركة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، انه وزملاء لهم معتصمون بالميدان لمدة 3 ايام ولن يرحلوا الا بعد سقوط حكم جماعة الاخوان المسلمين او الاستشهاد في سبيل استعادة البلاد.
وقال الدسوقي :" ما يحدث في مصر حاليا هو اختلاط الزيت بالماء لتشويه ثوار ميدان التحرير ممن وقف الي جوار جماعة الاخوان وتهميش مؤسسة الازهر والتفريق بين عالم الدين الازهري وبين من هو متلون يريد الوصول للسياسة علي حساب الدين".
من جهة اخري اتسمت تظاهرات أمس الجمعة منذ ساعات الصباح وحتي قرب نهاية اليوم، بالسلمية والالتفاف علي منصة واحد رغم اصابة احد المتظاهرين بطلق خرطوش في قدمه صباح ذلك اليوم، الي جانب غياب التواجد الامني لتأمين المتظاهرين الا من بعض اللجان الشعبية علي مداخل الميدان.
وبحسب ما رصده محررو« البديل» خلال خطبة الجمعة بمسجد عمر مكرم والتي القاها الشيخ مظهر شاهين امام المسجد وتحدث فيها عن توحيد الصف وحقن الدماء وانتقاد نظام الاخوان ومن يؤيدهم من التيارات الدينية بانها تتاجر باسم الدين وتستغله ولا تطبق ما جاء به النبي محمد صلي الله عليه وسلم الي جانب تأكيده علي الالتزام بالسلمية .
كما ان الهتافات التي اطلقها المتظاهرون اتسمت ببعض التجاوزات والتي وصفت الاخوان المسلمين بالفاظ بذيئة بعض الشئ.