لم يكترث معارضي الرئيس محمد مرسي بتهديدات قيادات الجماعة الإسلامية المتورطة في قتل الرئيس السادات وعدد من الأحداث الإرهابية في الأقصر وأسيوط والقاهرة وغيرها، والتي توعدت بسحقهم كما جاء على لسان طارق الزمر، كما لم يهتموا بفتوى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح بجواز قتلهم إذا ما نزلوا للتظاهر يوم 30 يونيو، وإنما نزلوا وعارضوا ومنعوا المحافظين الجدد الذي عينهم مرسي من دخول دواوينهم وخاصة في الأقصر الذي أعلن محافظها الجديد عن رغبته في الاستقالة تحت ضغط التظاهرات هناك. كما شهدت مدن المحلة وطنطا والفيوم والمنصورة والزقازيق وفوة بكفر الشيخ، اشتباكات عنيفة بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه وصلت لإحراق مقرات أحزاب ، ما يعتبره المحللون بروفة على ما سيحدث بعد 30 يونيو. ويرى الخبراء أن ما حدث هو نتاج طبيعي للصراع السياسي الدائر، بالإضافة إلى إحباط المواطن البسيط من سوء أحواله الاقتصادية والاجتماعية، ما أدى إلى إحداث حالة من التطرف في الأفعال وردودها، تجلت في أحداث العنف التي دارت أمس والمرشحة في الاستمرار خلال الأيام المقبلة، وحتى 30 يونيو الذي يعد موجة ثورية بامتياز. ويؤيد ذلك الدكتور مختار غباشي، رئيس الوحدة السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، الذي يتوقع أن تصور أن تستمر تلك الموجة حتى 30 يونيو كنتاج طبيعي للصراع السياسي الدائر، مطالبا القوى السياسية الانتباه لمصلحة المواطن المصري البسيط الغير قادر على استيعاب الطرف الذي يخالفه الرأي، لدرجة أنه يحمل السلاح في وجهه حتى لو وصل لقتله، موضحا أن تلك الظاهرة تسبب فيها عدة عوامل أهمها الضغوط الزائدة عليه من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية. من جانبه، قال الدكتور جمال أبو شنب، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة حلوان، أن العنف الدائر هو نتاج لمقدمات كثيرة وليس وليد اللحظة أدت إلى حالة الإحباط التي سيطرت على المواطنين في الفترة الأخيرة. وأضاف أن الإنسان عندما يمتلك كم كبير من الطموح والإرادة لإحداث تغيير للأفضل، ولم يتم استغلال هذا عن طريق توجيهه إلى أفعال إيجابية، يصاب بالاكتئاب، ويعاني مما يسمى في علم الاجتماع ب "الارتداد العكسي"، الذي يسعى المصاب به لتفريغه. وأكد أستاذ علم الاجتماع، أن وسائل الإعلام غدت مكان غير ملائم لعملية تفريغ الشحنات السلبية، نظرًا لشعور المواطن بأنه لم يعد هناك من يسمعه، فيلجأ إلى الشارع مستخدمًا العنف، تعبيرًا عن غضبه، مشيرًا إلى أن الشعب المصري يعيش في حالة من عدم التوازن بسبب ما يحدث من قبل النظام الحاكم. وفي نفس السياق، أكد دكتور يسري العزباوي، رئيس وحدة التحول الديمقراطي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن ما يحدث في المحافظات هو مقدمات لعنف يوم 30 يونيو، وهى حالة من الإرهاب التي تبثها جماعة الإخوان المسلمين في نفوس المعارضين لمنعهم من الخروج أو لتقليل أعدادهم، محملا الرئيس محمد مرسي المسئولية عن أي إراقة للدماء من الممكن أن تحدث، مشيرا إلى أنه لو تم ذلك فسيتهم بنفس ما اتهم به الرئيس السابق حسني مبارك، مطالبا إياه بالرضوخ للمطالب والحل الديمقراطي في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. خبراء: المواطن محبط من سوء أحواله الاقتصادية والاجتماعية..و"مرسي" يتحمل مسئولية أي إراقة دماء