شرعت الصين وروسيا في ترجمة التوافق الذي توصل إليه زعيما الدولتين لتعزيز التعاو على أرض الواقع من خلال أفعال مباشرة ، وأثناء زيارة نائب رئيس مجلس الدولة الصيني "تشانغ قاولي" لمدينة سانت بطرسبرغ الروسية لحضور مؤتمر اقتصادي دولي، وقعت شركة البترول الوطنية الصينية وشركة النفط الروسية العملاقة "روسينفت" أمس اتفاقا طويل الأجل بشأن الإمدادات النفطية بقيمة 270 مليار دولار أمريكي، هو ما يعتبر تقدما جيدا في التعاون في مجال الطاقة بين الجارين. ويتمتع التعاون في مجال الطاقة بين الصين وروسيا بإمكانيات كبيرة وشهد قوة دفع في السنوات الأخيرة مع وجود العلاقات الشاملة بين البلدين في أفضل حالاتها . وقال الرئيس التنفيذى لشركة "روسينفت لوكالة "شينخوا" على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي إن " روسيا والصين شريكان استراتيجيان، وكان التعاون في مجال الطاقة إيجابيا"، مضيفا أن شركته ستعزز التعاون مع الشركاء الصينيين. ويعتقد أن الإتفاق بين الشركتين الصينية والروسية سوف يعيد تشكيل الصورة الجغرافية لصادرات النفط الروسية التي تذهب معظمها إلى السوق الأوربية، وبالنسبة للصين، ثاني أكبر اقتصاد فى العالم ومستهلك رئيسي للطاقة، ستمدها روسيا بكميات النفط والغاز التي تحتاجها لدفع النمو. وبالنسبة لروسيا، ستصبح الصين مقصد تصدير مثالي لطاقتها مع انخفاض الطلب فى سوقها الرئيسي أوربا فى ظل المشاكل الاقتصادية، وصرح الرئيس الروسي "فلاديمير يوتين" في الجلسة الكاملة للمنتدى أن شركة الطاقة الروسية "غازبروم" تجهز العقود لإمداد الغاز إلى اليابان والصين، ومن المقرر أن يغادر تشانغ، الذي وصل إلى سانت بطرسبرغ الأربعاء الماضى ، يغادر روسيا اليوم . وتأتي زيارته في أعقاب قمة ناجحة في موسكو بين الرئيس الصيني "شي جين بينغ" ونظيره الروسي "بوتين" في مارس الماضى، وتهدف إلى ترجمة التوافق رفيع المستوى الذي تم التوصل اليه مؤخرا إلى نتائج ملموسة، مع وجود التعاون فى الطاقة على قمة الأجندة. وحفل جدول أعمال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني بلقاءات ثنائية مع القادة السياسيين الروس، بما في ذلك الرئيس بوتين فضلا عن قادة أعمال فى قطاع الطاقة الروسي. وقال تشانغ في اجتماعه مع بوتين الخميس الماضى: إن "الصين ترغب في العمل مع روسيا لتعظيم إمكانيات التعاون الاقتصادي الثنائي وترجمة العلاقة السياسية التي هي في أفضل حالاتها الآن من أي وقت مضي إلى نتائج ملموسة من التعاون العملي". وأشار محللون إن الاتصالات المنتظمة رفيعة المستوى بين الصين وروسيا تلعب دورا هاما في تعزيز التعاون الثنائي، وقال "هونغ ويي"، باحث بمعهد دراسات روسيا وأوربا الشرقية ووسط آسيا، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، إن: " الزيارات المتكررة بين قادة البلدين أرست أساسا سياسيا لتعزيز التعاون الاقتصادي". وتستكشف البلدان أيضا مجالات جديدة لتعميق العلاقات، وخلال اجتماعه مع بوتين، قال تشانغ إن البلدين ينبغي عليهما تنفيذ المشروعات المتفق عليها في مجالات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار، مع توسيع التعاون البيني في الصناعة فائقة التكنولوجيا وإطلاق مجالات جديدة من التعاون مثل البحث والإنتاج المشترك وتقديم مشاريع جديدة في مجالات الطاقة الجديدة وحماية البيئة والتصنيع. وقال بوتين: إن البلدين حددتا الطاقة والتكنولوجيا الفائقة كمجالين ذات أولوية لتعزيز التنمية والتعاون على المدى الطويل وتعتبر المشاريع الكبيرة بمثابة قوة دفع قوية. وأضاف أن " الحكومتين لديهما إرادة قوية لتعزيز التعاون وأعتقد أن التعاون العملي بين روسيا والصين يتمتع بمستقبل مشرق". وكالات اخبارمصر-البديل