هذه محاولة لقراءة ما حدث في الاستفتاء بعد أن تحققت الكثير من النبوءات التي أعلنها المطالبون بالتريث وبناء مستقبل الوطن على أسس سليمة بعيدا عن مخططات سلق المستقبل فمن صنعوا الثورة كان من حقهم أن يشاركوا في صنع المستقبل لا أن يساقوا للتصويت على تصنيع مستقبل بليل وهذا ما قصدناه . * هذا بالتحديد ما قصدناه وتوقعناه ، وهو لم يصدق لأننا نقرأ النجوم أو نضرب الودع، بل ببساطه لأننا نستقرأ الواقع ، 2 ،77 % قالوا نعم ، لماذا؟ لان القوى الأكثر تنظيما و الأكثر خبره في شؤون التعبئة والأقدر على توفير الأموال وصرفها استطاعت إن تجيش الجيوش من اجل فرض رؤيتها، وبدءا أنا اسلم لها بأن هذا حقها،و لا مشكله لدي في هذه النتيجة، ولكن –ومره أخرى وأخرى وأخرى- هذا ما سوف يحدث إذا تسرعنا في إجراء انتخابات مجلسي الشعب والشورى، وسيحصل التيار الديني -بكل أطيافه- والتيار المحافظ -بما فيهم ما اصطلح على تسميته فلول الوطني- على الأغلبية، وهي اغلبيه ستتيح لهم اختيار مجلس تأسيسي على شاكلتهم –وهذا أيضا طبيعي- لنحصل في النهاية على دستور محافظ بصبغه دينيه يحكمنا إلى الثورة القادمة! ولا عزاء للثوار ولا الشهداء * اظهر الاستفتاء صحة المثل القائل ” اللي فيه طبع ما يسلاهوش”، والمثل الثاني بتاع الديل ده ، فبعد أن كنا نعتقد إن الثورة أسقطت الكثير من الممارسات غير الأخلاقية في الانتخابات، اكتشفنا أن محترفي الانتخابات و الاستفتاءات لا يتورعون عن الضرب تحت الحزام ليفوزوا بالجولة،” فلا “تعني إلغاء المادة الثانية من الدستور! ونائب رئيس الجمهورية سيكون قبطيا!واللون الأخضر “بتاع المسلمين”! وغيره الكثير الكثير حتى أن الزيت لعب لعبته لزحلقة النعم، المهم ان” الحكم ” رصد كل هذه التجاوزات والضرب تحت الحزام ولم يحرك ساكنا ، غريبه؟ لا مش غريبه، ليه مش غريبه ؟ اكمل السطرين التاليين وانا اقولك * الشعب والجيش ايد واحده، هذا ما اثبتته الثورة ، وهذا طبيعي لان الجيش جزء من الشعب، زي المحامين والمهندسين والصحافيين و- لا مؤاخذه – الشرطه ، ولان الشعب فيه الليبرالي وفيه المحافظ، فيه اليساري وفيه اليميني، فيه الاخواني والوفدي والناصري والسلفي والجهادي والصوفي وووووو،الجيش أيضا فيه كل دول،( أوليس الجيش جزء من الشعب؟) حتى ولو لم يسمح القانون لافراده باعلان انتماءاتهم أو ميولهم السياسيه، وعليه، ليس غريبا ان يأخذنا المجلس العسكري في مسار سيناريو معين يلائم تيار معين إذا كان هذا التيار له مريديه في المجلس ،ففي الميدان كنا كلنا ايد واحده ،اما الان فلكل تيار شأن يغنيه، وهذا يجعلني اشتم رائحه تواطؤ هي التي قادتنا في سكة التعديلات والتي ستوصلنا إلى مجلس يقصي- أو يحجم على احسن الفروض- تيارات عريضه واصيله في المجتمع المصري، ناهيك عن القطاع الاكبر من شباب الثورة الذي لن يسعفه الوقت ولا الخبره للمنافسه والتواجد في المشهد * وما يقال على الجيش يقال على القضاة والمستشارين والفقهاء الدستوريين، فمنهم ومنهم ومنهم ،وتفسير النصوص وصياغتها وتعديلها يخضع لانتماءات وميول سيادة المستشار ، لذلك-أيضا- لم اندهش عندما قال سيادة المستشار والمفكر- ذو الميول الدينيه- رئيس لجنة التعديلات الدستوريه طارق البشري ان انتخابات مجلسي الشعب والشورى ستكونان انتخابات فرديه وليس على اساس القائمه، لماذا؟ لان الاحزاب الوليده لن تكون قد كونت مؤسساتها بشكل صلب يسمح لها ان تشكل قوائم تخوض بها الانتخابات، مع ان سيادته قال في ذات اللقاء التلفزيوني عندما طرح عليه اعتراض قطاع عريض على إجراء انتخابات بعد عده اشهر ، لان هذا لن يسمح الا للقوى الجاهزه في المجتمع تنظيميا وماديا وخبره-الاخوان المسلمين واصحاب العصبيات ورجال الاعمال والمال-ان تخوض الانتخابات وتجد لها مكانا ملائما في المجلسين، اجاب ان الوقت كاف لكي تنظم جميع القوى صفوفها، خاصة مع وجود جو من الحريه واستمرار وهج الثورة في النفوس!!! الوقت كفايه يأسسوا ولا مش كفايه يا سيادة المستشار؟ولا مش مهم ، المهم الانتخابات تحصل وتكون فرديه وبلاش وجع دماغ!! * ولأن النتيجة مغريه، فقد بدأت التيارات الدينيه ، وخاصه الخوان المسلمين تعيد حساباتها، فبعد ان كانت قد اعلنت انها لن تخوض الانتخابات النيابيه الا في 30% من الدوائر ، صرح العضو السابق بمكتب ارشاد جماعة الاخوان، وزعيم التيار الاصلاحي بالجماعه الدكتور عبدالمنعم ابو الفتوح ان النسبه ستكون في حدود 35%!! ويا عالم على اخر الاسبوع هتوصل كام،ورغم ان الجماعه كان قد سبق لها ان اعلنت-أيضا- انه لن يكون لها مرشح للرئاسه ، لم يمنع هذا الدكتور ابو الفتوح ان يعلن انه “يفكر” في ترشيح نفسه رئيسا لمصر كلها، معللا ذلك بان الرئيس يجب ان يتخلص من انتماءاته الحزبيه!! ازاي يعني؟!! لن تكون اخوانيا يا دكتور؟! وهل سيعطي الاخوان اصواتهم لعمرو موسى اوالبرادعي أو-يمكن- لحمدين صباحي ويتركوك ليثبتوا انك لست مرشحهم وانهم صادقون في وعدهم؟! * وبعد ان انفض السامر ظهر علينا عضو لجنة التعديلات الدستوريه ليبشرنا بأنه سيتم اصدار اعلان دستوري يشمل التعديلات الدستوريه التي تم الاستفتاء عليها، إلى جانب مواد أخرى سيتم وضعها-ممن؟!!-لتكون دستورا –اعلان دستوري على وجه الدقه- نرجع اليه حتى اقرار الدستور الجديد؟؟؟!!!! لا حول ولا قوة الا بالله، وكان لازمته ايه الاستفتاء؟! ولماذا نستفتى على بعض المواد ولا نستفتى على البعض الاخر؟!! هل هو اعتراف ضمني انكم دخلتم حاره سد؟! وهل يملك اي من اساطين الفقهاء الدستوريين- الذين ايدوا سيناريو الاستفتاء والانتخابات المبكره- الشجاعه ليعترف بانهم دخلوا حاره سد؟! يا اما اشرحولي ،تستفتيني ليه على شويه مواد ومستفتيش ليه على المواد التانيه؟!!!!!!!! * لم يبق لي الا ان ادعو الله ان يخزيني ، وان تثبت الايام اني كنت سيءالظن ، قادني شيطاني و وساوسي وهواجسي و ان كل الكلام اللي كتبته تخريف في تخريف ،اللهم امين