لم تجف دموع أمهات الشهداء على خدودهن أمام منزل محمد مرسي في التجمع الخامس رغم حرقة شمس اليوم، واختلطت العبرات بالنحيب والعويل ومطالبة الرئيس بالرحيل بل والدعاء عليه. الوقفة دعت إليها والدة الشهيد محمد مصطفى الشهير ب"كاريكا" التي قالت ل"البديل"، إن "مرسي أخبرها عبر مكالمة هاتفية قبل توليه حكم البلاد أن دم ابنها الذي استشهد خلال أحداث مجلس الوزراء في رقبته، ولكنه حنث بوعوده بل لطخت الدماء يداه باستشهاد جيكا والجندي". الهتافات المنددة بحكم الإخوان والمجلس العسكري من قبله دوّت في سماء المنطقة : "سامع أم شهيد بتنادي.. الداخلية قتلوا ولادي والداخلية بلطجية"، وزاد المشهد مهابة ارتفاع أيادي الأمهات إلى سماء للدعاء على "مرسي ومبارك وحبيب العادلي": "اللهم أذقهم ذلًا كالذي أذقوه لنا". ورغم تجلد هؤلاء الأمهات وصبرهن على مصابهن، سقطت إحداهن مغشيًا عليها وسط دموع ووجوم لف وجوه الحاضرين الذين من بينهم الدكتورة منال عمر الطبيبة النفسية وكريمة الحفناوي الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري وشهندة مقلد الناشطة اليسارية. أم الشهيد أحمد محمود بخيت أشارت إلى أن "الطب الشرعي أصدر تقريرًا مضللًا عن وفاة ابنها غرقًا، لكنه علمت من خلال المحامين أنه عذّب على يد أفراد الداخلية داخل قسم شرطة قصر النيل عقب أحداث مجلس الوزراء". بينما طالب خليفة أحمد والد الشهيد أحمد البالغ من العمر 19 عامًا، بمحاكمة ثورية لمرسي ومبارك والعادلي، معربًا عن أمله في إصدار مطبوعة ورقية تحت اسم "الشهداء" تهتم بأخبار الثورة، بالإضافة إلى إدراج أسماء الشهداء في المناهج الدراسية. وفي حالة من البكاء حارق، هتفت والدة الشهيد مصطفى حلمي، 21 عامًا: "ثأري معك يا مرسي.. يا احنا في البلد يا أهلك وعشيرتك"، وقالت وهي تحاول التغلب على دموعها الغزيرة كالسيل: "ابني استشهد في عهد مرسي الذي لم انتخبه؛ لتأكدي أنه غير حريص على مصلحة الوطن". والدة الشهيد أضافت "نريد رئيسًا لكل المصريين، لا يقسم البلد بين إخوان وسلفيين ومسلمين ومسيحيين وشيعة كما فعل مرسي"، معلنة "مشاركتها في يوم 30 يونيو". أحمد راغب، محامي وعضو بالجماعة الوطنية لحقوق الانسان قال من جانبه: "ندعم حقوق أهالي الشهداء ونساندهم، ووقفتهم اليوم في التجمع الخامس بمثابة رسالة إنسانية للرئيس الذي لم يثبت صحة نيته في تحقيق وعود القصاص بأية قرارات". ومع اقتراب موعد صلاة الجمعة، انطلق موكب مرسي مسرعًا أمام منزله، وسط هتافات المتظاهرين "ارحل ..ارحل ..يسقط حكم المرشد"، فيما حاول بعضهم اللحاق بسيارته مشهرين الكروت الحمراء في وجهه. المتظاهرون رفعوا الكروت الحمراء ل"مرسي" أمام منزله بالتجمع الخامس