«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. نادر سلسيلي: قبل أن ترموا " أبا الشهيد" بحَجَرْ ( 3 من 3 )
نشر في البديل يوم 16 - 06 - 2013


(1)
"النزاع السُني - الشيعي؛ بدأ يتربع محل النزاع الأوسع بين المسلمين والغرب... وقد يتصدر الحياة السياسية العربية؛ ويحل محل القضية الفلسطينية؛ في سلَّم الأولويات"؛ يقول تقرير معهد بروكينجز؛ الصادر في شهر أبريل/ نيسان 2013
(2)
الصفر هو الرقم الوحيد الذي لا يقبل القسمة على اثنين؛ ما يسري بدوره على "الحقيقة". التي شربنا كأسها المُرَّ حتى الثُمالة؛ فما يمْنعنا وقد أُتخمنا منها أن نُجرِّب حديث الصراحة؛الذي لا تعمية فيه ولا إبهام؛ غير عابئين برذاذ سخافات طائفية مَقيته؛ يُلقيها هذا النفر؛ أو ذاك.
الحقيقة المُجردَة تقول أن حزب الله حارب وحيداً؛ في مواجهة أعتى ترسانة سلاح في المنطقة؛ تحت وطأة ميزان قوى فادح الاختلال؛ لمصلحة العدو؛ الذي أمَّن له الأميركي منذ كان؛ تفوقاً نوعياً على جيوش الدول العربية مجتمعة (على فرض أنها ستحاربه؛ مُجتمعة؛ وهو ما لم يحدث؛ قط !).
ثلاثة وثلاثون يوماً كاملة. في ذلك الصيف قبل سبع سنوات؛ و المقاومة تسأل: "هل مِنْ ناصرٍ ينصُرني"؟ فيكون الجواب خُذلانُ وتخذيل؛ إن من "الجبهة" الداخلية؛ حيث الكل "طوابير خامسة"؛ تكاد تكون مُعلَنة؛ أو "الخارجية" حيث الكل يفرِك يديه حُبوراً؛ بانتظار انتهاء هذه "الظاهرة" النبيلة التي كشفت تهافتهم؛ وهوانهم على عدُّونا؛ لا عدُّوهم؛ وعرَّت تخاذلهم؛ وأقلقت سُباتهم الطويل!
من دون "سلاح النفط" (بالأحرى كان النفط وأهله؛ خنجراً في خاصرتها)؛ حاربت المقاومة؛ بشرف وكرامة؛ كما يليق بها؛ وبشرف الجندية؛ وكرامة السلاح؛في آن. فيما تحتفظ الذاكرة بما تعرفه عن "جيوش" حاربت أقل من إسبوعين؛ فقط؛ قبل أن يصرخ قائدها "الأعلى" بالشكوى؛ طلباً لوقف القتال بذريعة خائبة/ خائرة/ خائنة: "إنني لن أستطيع أن أُحارب أميركا"!
(3)
"هل يجوز نُصرة ما يسمى حزب الله الرافضي؟ وهل يجوز الانضواء تحت إمرتهم؟ وهل يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين؟ وما نصيحتكم للمخدوعين بهم من أهل السنة؟
الإجابة:
لا يجوز نُصرة هذا الحزب الرافضي, ولا يجوز الإنضواء تحت إمرتهم, ولا يجوز الدعاء لهم بالنصر والتمكين, ونصيحتنا لأهل السنة أن يتبرؤا منهم, وأن يخذلوا من ينضموا اليهم, وأن يبينوا عداوتهم للإسلام والمسلمين وضررهم قديماً وحديثاً على أهل السنة, فإن الرافضة دائماً يضمرون العداء لأهل السنة, ويحاولون بقدر الاستطاعة إظهار عيوب أهل السنة والطعن فيهم والمكر بهم, وإذا كان كذلك ؛فإن كل من والاهم دخل في حكمهم لقول الله تعالى " وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ " !
4)
ما سبق هو نص "فتوى" الشيخ السعودي عبد الله ابن جبرين؛ أثناء حرب الثلاثة وثلاثين يوماً؛ صيف العام 2006. حيث كان حزب الله؛ آنذاك؛يخوض؛ وحده؛ معركة الأُمة العربية؛ضد عدوها الوجودي. لكن هذا لم يكن لِيشفع له؛ عند الذين رهنوا أنفسهم ل "دار الإفتاء الأميركية"؛ فهم يضبطون "فتاواهم"؛ على موجتها! فما نصروا؛ السيد نصر الله؛ ولو بشِق كلمة؛ بل خذَّلوا الناس؛ عن نُصرته؛ ولو بِشق كلمة؛ أيضاً. ما يجعلنا نوقن؛ مثل مَنْ كان له قلب أو ألقى السمع؛ وهو شهيد؛ أن لا سلاح عربياً سيُرفع بوجه "إسرائيل" ؛من تلك الأسلحة الأميركية التي يتم استيرادها؛ بعشرات بلايين الدولارات سنوياً؛ بما يكفي لتزييت ماكينات السلاح الأميركية؛ بينما تنام تلك الأسلحة في مخازنها تتشكى الظمأ؛ فيما يأكلها الصدأ!
(5)
لا أحد بمقدوره أن يُطالب أحداً؛ أن يتخذ موقفاً مُغايراً لقناعاته ( فهذا فوق طاقة "البشر") لكن ما لا يليق؛ حقاً؛ هو أن يستمرىء البعض التذرع بجهله؛ و بأنه "لم يكن يعرف"؛ ساعة يتبين له أنه كان "ِمعول هدم" من حيث ظن نفسه "بنَّاءاً " وأن ما ظنَّه "الحق الفصيح" لم يكن سوى "الباطل الصريح"!
فليس خفياً على أحد؛ سوى أصحاب "الغرض"؛ الذي يبقى "مرضاً" عُضالاً؛ ولا ريب؛ أن إلباس الحرب الأهلية في سورية؛زياً طائفياً؛ يُمثل مصلحة "إسرائيلية" مُباشرة؛ هذا ما كشفه؛ علناً؛ مؤتمر "هرتسيليا"؛ المعني باستراتيجية "الأمن الوطني الإسرائيلي" ( في انعقاده السنوي؛ في شهر مارس/ آذار؛ الماضي) وأشار إليه الباحث الأميركي المتخصص في شئون "الحركات الإسلامية"مارك لينش؛ بقوله: "يرمي إسباغ صفة الشيعي على محور سورية - ايران- حزب الله إلى تقويض شعبيته؛ عن طريق تذكير الجماعات بعصبياتها المذهبية" ( "فورن بوليسي" ؛23/5/2013)
فهل كان ما أعلنه؛ د. محمد مرسي؛ في خطابه الكارثي؛ بما غلب عليه من انفعال ( 15/6/2013)؛ بعيداً عن هذا السياق؛ أم أنه كان في صُلبه؟!
(6)
لا يتوقف القوم عن لَوكِ سؤالهم؛ الذي يظنونه ذكياً؛ بما لا يُقاس: "كيف سمح حزب الله لنفسه بأن يتدخل في سورية؛ على هذا النحو العلني؟!"وكأن العيب كل العيب؛ في إعلانه ما يفعل؛ فليس في وارد هؤلاء؛ أن يرى حزب الله تدخله هذا" طبيعياً"؛ لذا لا يجد فيه ما يخجل منه؛ فيدعوه لإبقائه طيْ الكتمان.
وبدون أسئلة؛ مُضادة؛ عن أسباب دخول آلاف "الجهاديين الإسلاميين" من أربعة أنحاء المعمورة؛ لحمل السلاح ضد الجيش العربي السوري؛ دعونا نتساءل عمَّا دعا تحتمس الثالث وسيف الدين قُطُز وصلاح الدين الى الخروج؛ من حدود مصر؛ لمُلاقاة أعدائهم؛ خارج حدودهم ؟!
إنها "البصيرة الاستراتيجية"؛ لا سواها:
حزب الله قاتل في "القصير" حيث "الممر الأهم" لعتادِه العسكري؛ وحيث كان يتمترس أُلوف من التكفيريين الذين أتوا الى سورية؛ من كل حدب وصوب .ولم يتحرجوا من الإعلان؛ أن معركتهم التالية؛ "بعد إسقاط الأسد؛ ستكون في لبنان؛ وضد حزب الله"!
هنا نستطيع أن نقرأ المشهد من أكثر من زاوية: حزب مقاتل يبدو مُستفرَداً في "بيئة معادية" حيث قطاع كبير من "السُنة"؛ المنتمين سياسياً لتيار سعد الحريري؛ (الواجهة "السعودية"؛ في لبنان) يرونه "عدواً"؛ وقطاع أعرض من المسيحيين الموارنة؛ في معسكر 14 آذار ( القواتيين والكتائبيين) يرونه كذلك. والدروز أعادوا تموضعهم بعيداً عنه؛ (وفق بوصلة زعيمهم وليد جنبلاط؛ المتذبذبة) فأصبحوا هم أيضاً في الخندق المعادي؛ للمقاومة.
على الجانب الآخر؛ سمعنا "المعارضين" السوريين وهم يُكررون غير مرة؛ تدلُههم في حب العدو "الاسرائيلي"؛ بما يُنبىء حزب الله وقيادته بما ينتظره على يد هؤلاء؛ فتكون "الكماشة" قد اكتملت: سورية تحولت؛ على يد الحُكام "الاسلاميين" الجُدد؛ من حليف الى عدو؛ و"الاسرائيلي" سيشن الحرب القاصمة التي يُعدُ لها منذ سبع سنوات. والطابور الخامس في لبنان على أُهبة الاستعداد للتحرك متى دقت ساعة الصفر!
(7)
ويبقى السؤال: ما الذي كان مطلوباً من حزب الله؛ تحت هذه الظروف المُعقدة؟!
أكان مطلوباً منه أن "يبيع" حليفه السوري؛ الذي طالما شكَّل رافعة للمقاومة؛ وظهيراً لها فكان هو الصوت "العربي" الوحيد الداعم للمقاتلين؛ بالسلاح قبل الإسناد المعنوي؛ في "ساعة العُسرة"؛ صيف العام 2006 . يوم كان الثلاثي غير المرِح: مبارك والعَبادِلة إلا واحداً (الأردني؛ والسعودي)؛ يطعنون المقاتلين في ظهورهم؛ بتشفٍ لا يختلف البتَّة؛ عن نظيره الصهيوني؛ فيما يُجاهرون بالتحريض على المقاومة مُدينين "مغامراتها"؛ التي لم يرفع رؤوس أُمتنا من وحل التسويات المُذِلة؛ سواها ؟!
و هَبْ أن المقاومة "باعت حليفها"؛ كما كان يطلُب إليها "الناصحون"؛ من "الإخوان المُسلمين"؛ هل كان النظام السوري الجديد؛ وهو بطبيعة الأشياء؛ موالٍ بالكُلية للأميركي (و بالتبعية ل" الإسرائيلي") سيمنح المقاومة فرصة إقامة علاقاتٍ "استراتيجية" عميقة كتلك التي بَنَتْها المقاومة مع النظام السوري؛ في عهدي الأب والأبن؛ معاً ؟!
وكيف يُمكن لنظام سوري "جديد" (على فرض إمكانية ذلك؛ أصلاً) أن يُؤَّمِن للمقاومة؛ خطوط إمدادها ومخازن سلاحها (بما في ذلك من مُخاطرة مُهلكة؛ مع حلفائه الغربيين) فيما المقاومة نفسها لم تحفظ "صنيع"؛ ذلك النظام الذي عادى العالم؛ لأجلها؛ وحَمى ظهرها؛ كأوفى صديق؟!
ببساطة: هل قيامك ببيع صديقك الذي وقف بمُفرده إلى جوارك "في وقت ضِيق"؛ يُمكن له أن يُكسبك صداقة آخر "شاهد على خيانتك" ؟! هل يبدو هذا مٰتسقاً مع مسيرة "المعقولات"؛ التي رعى العقل مسيرتها؛ منذ الأزل؟!
ودعونا نستمر في طرح الأسئلة التي تبدو غائبة في مشهد زحام الذين يُحبون أن يُحمَدوا بما لم يفعلوا: ليُخبرنا أحدهم عما "فعله" الذين يَمُنُون على المقاومة؛ بوقوفهم إلى جوارها؛ في حرب ال 2006 ؟! أكان لديهم "سلاح" سوى "منصة إطلاق التصريحات"؛ بعد "مصمصة الشفاه" كالعجائز ؛اللواتي لا يملكن من أمر أنفسهن شيئاً؟!
ولا يتورع بعض المُرجفين في المدينة؛ عن تكرار هذه الجملة التي تشي بسذاجة قائلها: "لقد خُدِعنا في حزب الله"؛ ما يستدعي سؤالاً منطقياً: و ما الذي يضمن لنا؛ألا تكونوا مخدوعين في موقفكم المناوىء للمقاومة اليوم؛ بمثل ما خُدعتُم فيما تزعمون أنه موقف داعم؛ بالأمس ؟! فمَن كان مُغفلاً مرة ( بإقراره ؛ هو نفسه) ما الذي يمنع من استغفاله ألف مرة ؟!
ويبدو طبيعياً أن مَن يتهم نفسه ب "الغفلة" لن يتورع عن إلصاق تُهم تُجافي كل منطق من عينَّة: "هؤلاء أخطر من اليهود"؛ والإشارة طبعاً إلى "حزب الله"؛ ودعونا نُسايره في زعمه: وماذا فعلتَ لليهود "الأقل خطراً" ؟! أيها الصنديد؛ "حامي حِمى الإسلام"؛ وحامل تذاكر دخول الجِنان؟!
ألم تُعلن؛ بلا مواربة لفظية؛ إلتزامَك الكامل باتفاقية العار والشنار ( "كامب ديفيد") وتُدلِس على سامعيك؛ ذوي الوعي البسيط؛ بأقوال مُرسلة على شاكلة أن الرسول ( ص)؛"عاهَدَ اليهود في المدينة"؛ وكأننا نحن الذين نزلنا"ضيوفاً" على الصهاينة؛ ولم يحتَّلوا هُم أراضينا ؟!
(8)
اقتضت مشيئة الله؛ جلَّت مشيئته؛ أن يجمع الإنسان بين جانحيه مزيجاً من الحكمة والحماقة؛ فتشكَّل تاريخ الإنسانية؛ كما عرفناه؛ من هذا المزيج والحكمة (التي وُصفَت يوماً بأنها "يمنية"؛ حيث أصل العرب)؛ تبدأ من إدراك حقيقة ناصعة: النهار يستمد وضوحه من نفسه؛ لا من اعتراف الآخرين به. فاعترافهم يبقى "تحصيل حاصل"؛ وهو؛ في عُرف أهل المنطق "مُحالْ" ؛ تماماً كالسعي لاكتساب "رضا" كل الناس؛ ولا يعني هذا؛ مطلقاً؛ أننا نُنزه "حزب الله" عن النقد؛ بل لعلنا لا نتجاوز الحقيقة إذا ما عددنا ذلك النقد ضرورياً؛ ولازماً لتصويب المسار؛ أمس واليوم، وغدًا، حرصًا على المقاومة؛ التي طالما حمل حزب الله رايتها؛ لثلاثة عقود ونيِّف.
لكننا نُطالب، في المقابل؛ كلُّ من ينتقد حزب الله؛ بأن ينظر في مرآته أولاً؛ كي يتأكد من أنه فعل شيئًا، ولو صغيرًا، ضدّ "إسرائيل". ويستيقِن قبل أن يسترسل في نقد حزب الله، من أنه أطلق رصاصة ( ولتكن رصاصة "خرطوش"؛ من التي يقتلون بها شباب الثوار؛ في الميادين) ضدّ "إسرائيل" فإنْ لم يفعلْ أيًّا من ذلك، فسيكون نقدُه لحزب الله، أو لأيّ فصيل مقاوم؛ قدّم ولو شهيدًا؛ أو جريحًا واحدًا؛ ضدّ "إسرائيل" ، مدعاةً للتشكيك.
يبقى التأكيد على أن نقدَ المقاومة ينبغي أن يأتي من باب تجذيرها، وتعميمِها على أوسع فئات المجتمع العربي، وتجنيبِها الفئويةَ والمذهبيةَ والطائفية والتبعيّةَ، لا من باب خدمة أميركا وقطر وتركيا والسعودية و "إسرائيل"!
وعلى نحو شخصي ستظل ُ فلسطين هي بوصلتي؛ و"المعيار الصادق" الذي أقيس به مواقف "القوم"؛ صواباً وخطأً. و ما دامت "إسرائيل" تُصنِف حزب الله؛ على قائمة أعدائها اللدودين؛ فلن أبتلع شيئاً من ألعاب الحُواة؛ المُتسترين بالدين؛ فيما هم يخدمون أجندة أعدائنا؛ يستوي عندي أن يتِّم ذلك بوعْي؛ أو في غيابه!
وما دام هؤلاء يدفعون بفلذات أكباد الناس؛ إلى التهلكة في الحرب الأهلية العبثية؛ في سورية؛ تحت مزاعم "الجهاد"؛ فيما يُرسلون أبناءهم ليتعلموا في جامعات "الغرب الكافر"؛ فلن أتزحزح أُنملة عن محبتي وتقديري اللذان لا يقفان عند حد؛ للسيد حسن نصر الله "أبو الشهيد"؛ الذي ما ضنَّ بولده البِكرُ؛ على الصفوف الأمامية للجبهة مع العدو؛ وسأظل أدفع عنه سهام "المؤلفة جيوبهم"؛ ما دام هو الإسم الأول على قوائم "الإغتيال" الصهيونية؛ فيما يتمتع آخرون بقوائم "طعام" أميركية. أقلَّهُ ؛من باب الإمتثال للأمر النبوي الكريم؛ الذي ما أظن أحداً من هؤلاء " المتنطعين" قد أداره برأسه مرة: " ليس للقاعد؛ أن يلُوم المجاهد"!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.