انتقدت صحيفة "كرستيان ساينس مونيتور" موقف جماعة الإخوان المسلمين إزاء الأزمة السورية الراهنة، قائلة: فشلت جماعة الإخوان المسلمين في إصلاح مشكلة الكهرباء، والوصول إلى اتفاق بشأن صندوق النقد الدولي التي هي بأمس الحاجة إليه، وحتى إصلاح علاقتها الممزقة مع الولاياتالمتحدة. ووسط الأحداث الغامضة التي أتت بالرئيس "محمد مرسي" إلى سدة الحكم في العام الماضي، يبدو أن البلاد تتخذ مسار جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، عن طريق تصعيد الخطاب الطائفي بشأن الحرب في سوريا. ويقول "أحمد عارف" المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في حديثة عن الطائفية، لرويترز: "على مر التاريخ لم يتورط "السنة" في بدء الحرب الطائفية"، تلك التصريحات أتت بعد إعلان مجموعة من رجال الدين من مختلف المناطق العربية يوم الخميس الماضي، ودعوا إلى الجهاد في سوريا بالعقل والمال والأسلحة وبكل الأشكال. وأضافت الصحيفة: يستحق الخطاب الطائفي حول الحرب السورية الالتفات، حيث تصر جماعة الإخوان المسلمين على أنها منفصلة عن حزب الحرية والعدالة الذي رأسه "مرسي" من قبل، ولكن الممارسات العملية تشير إلى أنهما غير منفصلين، مما يشكل خطرا كبيرا حول التصريحات بشأن سوريا. ويبدو خطاب الإخوان متطابقًا ومتشابهًا مع تحول موقف إدارة "أوباما" بشأن الموافقة على تسليح المعارضة السورية، فمشاركة جبهة النصرة في الحرب السورية، والتي صنفتها الولاياتالمتحدة على أنها منظمة إرهابية، أحد الأسباب الرئيسة لتردد الإدارة الأمريكية في تقديم مساعدات عسكرية مباشرة للمتمردين، حيث تتمحور مخاوف واشنطن في وقوع تلك الأسلحة في أيدي الجهاديين، وحال سقوط "الأسد" وسيطرة الجهاديين على الحكم، لن يكونوا ذوى ميول تجاه الولاياتالمتحدة. كما أن الولاياتالمتحدة الصديق المقرب لإسرائيل على خلاف مع النظام السوري منذ سنوات، ولكنها لا تضمن أن من يحل محله سيكون أفضل، خاصة مع تأييد النظام المصري الحالي للجماعات الجهادية، مما يثير الشكوك والتحذيرات. وحسب الصحيفة قام "حسني مبارك" بالعديد من العمليات ضد الجماعات الجهادية المتشددة داخل البلد، ولكن بعد سقوطه عاد "أيمن الظواهري" إلى مصر، الذي تولى مقاليد تنظيم القاعدة بعد مقل "أسامة بن لادن". والقاعدة والظواهري يكرهان الإخوان لاحتضانها مبادئ الديمقراطية الانتخابية، ما يعتبرونه انحرافًا فكريا، ولكن مصر الآن تبدو أكثر اتساعًا لاستيعاب المجاهدين وإرسالهم للقتال إلى الخارج، وقال أحد مساعدي الرئيس "محمد مرسي" لرويترز: "الحكومة لم ترسل المجاهدين إلى سوريا، وفي نفس الوقت لا تستطيع منع المصريين من السفر إلى هناك". ومن المفترض أن يعلن "مرسي" عن موقفه من الأزمة السورية، وفي نفس الوقت يظهر الشيخ "يوسف القرضاوي" الذي دعا بالفعل للجهاد في سوريا، أما في خطبة الجمعة بالأمس في القاهرة ظهر الداعية السعودي " محمد العريفي" والذي أشاد ب"أسامة بن لادن" في وقت سابق، ودعا إلى الجهاد في سوريا، كما دعا أيضا خطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة. ويشتعل الصراع الطائفي هذا العام بشكل واضح خاصة في سوريا، وربما يمتد الحماس المذهبي إلى ما هو أبعد من ذلك، وسيتردد صداه عبر المنطقة بأكملها حاملا أخبارا غير سارة.