من منا ليس له عفريت، فهناك من عفريته يقتسم معه عمره ومنا من هو عفريته حماته أو مديره فى العمل. ومن السهل تحضيره وصرفه بإذن الله. أما أن يكون لشريحة عريضة من الشعب عفريت واحد أو جماعة من العفاريت وتستمر المحاولات ويعجز الشيوخ عن صرفه فهذا هو عين العذاب. وقصة تحضير ذلك العفريت بعد أن كانت الدنيا هادئة أو كنا نظنها كذلك، والعفاريت فى أماكنها تحت الأرض فقام بعض الشباب بعمل زار كبير فى أحد ساحات المدينة الكبرى ليسمع به ويراه القاصى والدانى، وبالفعل سمع به العالم وأبهرت به شريحة عريضة من المساكين الذين لا ناقة لهم ولا جمل ظنا منهم أنه زار لصرف العفريت الذى ظل خارج الفانوس لعشرات السنين، وكانت الفرصة سانحة وجيدة وفى وقتها المناسب لخروج العفاريت من تحت الأرض فى زى ملائكى أبيض اللون لتنضم لهؤلاء الشباب فى تلك الساحة لتبدو الصورة أضخم وأكثر ابهارا للعالم، وبدا للجميع وقتها أن ذلك العفريت القديم حان وقت انصرافه، ولم يكن يعلم الجميع أن أياد كثيرة استخدمت كل ما لديها من حيل وبخور وزئبق أحمر لتحضير العفريت القادم، كيف أتى؟، ومن أين أتى؟، من الصعب أن تنجم فهو فى النهاية شغل عفاريت. وما أن فطن الكثيرون إلى صعوبة البقاء مع هؤلاء العفاريت الجدد الذى أصبح معهم حال وطنهم أقرب ما يكون الى الجثة الهامدة بين من يدقون طبول الزار حتى تحولوا وكأنهم أطفال يبكون ويقولون لا نريدهم وترحم البعض الآخر على حياتهم مع العفريت القديم ليخرج هنا وهناك من ينادى ويطالب ويستغيث بنزول المنقذ كما يحلو لهم أن يسموه الى ساحات البلاد ليخلصهم منذلك العفريت الذى أطلق كل أعوانه فى مفاصل الدولة ليلبسها ويجرى منها مجرى الدم فى العروق وتعلو نداءات بأين المنقذ، ذلك المنقذ الذى طاله منهم ماطاله وقت أن كان بين أيديهم وربما كان له دور من قريب أو من بعيد لا نعلمه فى تحضير ذلك العفريت. وإن كانت الصورة الحالية والتى يبدو فيها وأن ذلك العفريت أقوى من أن ينصرف بتلاوة الهتافات أو بثورات لأنه يقوى بحشد أعوانه فلا يهتم بالدم هنا وهناك ، فإن هناك من العفاريت من يعشق رائحة الدم ولا يجدى معه ما فلح مع من كان قبله وتصبح الأحداث الجارية أرضاً خصبة للقيل والقال عن عدم رغبة المنقذ فى النزول ثانية الى ساحة المعركة أو عن نيته للنزول اذا لزم الأمر، فى النهاية كله تواكل على المنقذ وليس توكلا على رب المنقذ، وإن كان المنقذ كما يرى الكثيرون هو القادر الوحيد بعد الله على مواجهة ذلك العفريت وأعوانه. لكننا تعلمنا قديما أن من حضر العفريت يصرفه وليعلم العفريت انه ليس كل عفريت مارد .كيف يصرفه ومتى؟؟ عليهم أن يبحثوا ويحللوا ويفتشوا فى نواياهم وعن اخطائهم وأين وطنيتهم واما ان يدقوا جميعا طبول زار يليق بصرف عفريتهم أو يدقوا آخر يليق بطلب الغوث من منقذهم فى وقت يتغنى كل فى مكانه منفردا ويده على خده بما قاله الخال الأبنودى ( واللى شبكنا يخلصنا ).