قالت مجلة" تايم" الأمريكية في مقال نشرته بالأمس، إن إحدى القنوات التركية قدمت فيلما وثائقيا عن طيور البطريق والأخرى عرضت برنامجا للطهي، فبالنسبة للعديد من الأتراك، كان صمت هذه القنوات يمثل أحد أعراض الرقابة الذاتية على وسائل الإعلام التركية التي مارسها حكم رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" منذ عشرة أعوام. ففي الوقت الذي تحولت فيه الاشتباكات الملحمية بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وشرطة مكافحة الشغب وسط مدينة اسطنبول إلى ساحة معركة في نهاية الأسبوع الماضي، لم يكن لأكبر القنوات الإخبارية في تركيا دور في تغطية الأحداث. ووضع المتظاهرون تهكما بوضع صورة طائر البطريق على القمصان القطنية وإطلاق النكات الضاحكة عن البطريق الذي أصبح رمزا للمتظاهرين الذي يشعرون بالإحباط من تغطية وسائل الإعلام الرئيسية في بلدهم للاحتجاجات. وقال الرئيس التنفيذي لقناة«إن تى فى»بعد اجتماعه مع موظفي القناة الذين استقال بعضهم احتجاجا على عدم تغطية الأحداث :إن "جمهورنا يشعر بالخيانة"، مؤكدا أن "الانتقادات التي وجهت للقناة عادلة لأقصى حد". وأشارت الصحيفة إلى أن مشروع إزالة حديقة تضم 600 شجرة وسط اسطنبول أثار موجة الاحتجاجات والتي سرعان ما تحولت إلى حركة تدفق عارمة من الغضب ضد الحكومة في أكثر من 60 مدينة تركية وأوضحت المجلة، أن القيود التي تفرضها الحكومة التركية على حرية الصحافة تمثل أولى أسباب غضب المتظاهرين فضلا عن القلق إزاء النهج الاستبدادي الذي تتبناه الحكومة. ويؤكد النقاد أن حكومة "أردوغان" دائما ما تسعى للسيطرة على وسائل الإعلام من خلال فرض غرامات ضريبية ضخمة والاستيلاء على أصول شركات إعلامية تعادى سياسات إدارته للبلاد برغم نفى الحكومة وجود أى دافع سياسي وراء تلك القضايا لتصبح النتيجة النهائية تجاهل القنوات الإخبارية تناول سياسات الحكومة ليصبح أمامنا حالة من التعتيم الإعلامي المفتقر إلى المصداقية لما يجرى من أحداث. ووفقا لاستطلاع للرأي أجرته جامعة "بيلجى" في اسطنبول خلال الأسبوع الجاري، يؤكد 84 %من المتظاهرين فى اسطنبول أن عدم وجود تغطية إعلامية أحد أسباب المشاركة في الاحتجاجات بينما يقول 56% منهم أن السبب يكمن في مشروع إزالة الحديقة. وكما حدث في ميدان التحرير، لجأ المتظاهرون الأتراك إلى مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" بعد تجاهل وسائل الإعلام الرسمية تغطية الأحداث فى البلاد حيث يؤكد أحد نشطاء مخيم حديقة جيزى فى اسطنبول إعلام شبكات التواصل الاجتماعي يحتل أهمية كبيرة لما نفعله فهو يمثل وسيلتنا لنشر المعلومات كي يعرف الجميع الحقيقة. وكالات