عين الرئيس الأمريكى سوزان رايس مستشارة للأمن القومى خلفا لتوم دونلان، كما رشح سامنتا باور المستشارة السابقة سفير للولايات المتحدة فى الأممالمتحدة خلفا لرايس. ويعتبر تعيين رايس فى هذا المنصب قرار غير مفاجئ، حيث كشف مصدر فى الأممالمتحدة أنه كان يتم التحضير لذلك منذ ستة أشهر على الأقل. وجاء على لسان مصدر مطلع فى البيت الأبيض"يبدو أن أوباما قد طفح به الكيل مع منافسيه فى الحزب الجمهورى، الذين تعهدوا من قبل بعرقلة كل صغيرة وكبيرة يقوم بها". ولا يحتاج هذا التعيين إلى تصديق من مجلس الشيوخ، حيث إن اختيار من يمثل هذا المنصب من صلاحيات الرئيس، رغم أن هذه المنصب يمثل تأثيرا وقوة كبيرة تضاهى وزير الخارجية ووزير الدفاع ومدير وكالة المخابرات الأمريكية "سي آى إيه"، وأحيانا يفوقها. وكان أوباما ينوى تعيين رايس فى هذا المنصب لتأثيرها الشديد فى السياسة الخارجية منذ فبراير الماضى، إلا أنه تريث بضعة أشهر حتى تهدأ العاصفة التى أحاطت برايس عقب الهجوم الإرهابى الذى تعرضت له السفارة الأمريكية فى بنغازى 11 سبتمبر الماضى، والذى أدى إلى مقتل السفير كريس سيفنز وثلاثة أمريكيين، وهو الحادث الذى رأى فيه الجمهوريون الفرصة لهزيمة أوباما فى الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضى. كما أكدت مصادر فى واشنطن أن وزير الخارجية جون كيرى - الذي وضع ثقله وسمعته وراء محاولة إحياء عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية - يضع يده على قلبه، حيث تعتبر رايس أن كل الجهود في هذا الاتجاه تذهب هدرا، وأن الأولوية في السياسة الخارجية يجب أن تعطى إلى سوريا ودعم المعارضة السورية بالسلاح والعتاد لضمان انتصارها، وضمان هزيمة بشار الأسد ونهاية نظامه. وتتفق رايس مع صقور مجلس الشيوخ في قضية دعم المعارضة السورية بالسلاح، كما تتفق معهم في ثانوية الشأن الفلسطيني، واتخاذ موقف صقري في مواجه إيران. وكان الحزب الجمهورى فى الكونجرس بقيادة النائب ديرل عيسى ذي الأصول اللبنانية قد استخدم "جدل بنغازي" كما يطلق عليه كحجة مستدامة، للإبقاء على قدمي الإدارة في نار الفضيحة، التي أدت بشكل مأساوي بمقتل الأمريكيين الأربعة بمن فيهم السفير ستيفنز. ويعتقد الجمهوريون أنهم سيتمكنون من جعل فشل الإدارة في حماية الدبلوماسيين الأمريكيين في بنغازي عبئا ثقيلا على رقبة هيلاري كلينتون، التى تدرس احتمالات خوضها انتخابات الرئاسة لعام 2016، بما يكفل سقوطها. وضغط أوباما على المستشار الحالى توماس دونلان للاستقالة من موقعه لثلاثة أسباب هي: أولا أن أوباما يريد أن يظهر أنه ليس فقط مستعدا لمواجهة الجمهوريين، بل يسعى لهذه المواجهة معهم، ثانيا، توجيه رسالة لآسيا وإفريقيا مفادها أننا سنوليكم الاهتمام اللائق في السنوات القادمة، وثالثا، أن أوباما يريد وجها إعلاميا مهما للترويج لسياسته الخارجية والأمنية، الأمر الذي لم يتمكن دونلان المتحفظ من القيام به. وتحل سمانثا باورز- الأكاديمية الأمريكية الأيرلندية- محل رايس كسفيرة للولايات المتحدة في الأممالمتحدة، التي تستطيع العمل بفاعلية مع الدبلوماسية العالمية، أن تجلب الغبطة لروسيا والصين والأممالمتحدة، بسبب دماثتها وابتعادها عن المواجهة. وتتحلى باورز بمواقف إيجابية تجاه حق الفلسطينيين في قيام دولتهم، أكثر من رايس بكثير. المصدر: القدس.كوم