اعتاد آباءنا دوما بأن يقنعونا أن زمانهم كان الأصعب ، مهما تفاوتت اعمارهم يحكون عن معاناتهم في الماضي ، وإذا كنت من الشباب العنيد الذي يرى أن حال البلاد قديما كان أفضل من الآن ، فيكون الرد" المفحم " من الأهل " إحنا كنا بنذاكر على لمبة جاز"، أما الآن فالحال لا يختلف كثيرا خصوصا مع قرب إمتحانات مراحل تعليمية مختلفة ومع إستمرار إنقطاع التيار الكهربي لفترات طويلة ، وعلى مستوى الجمهورية يذاكر أبنائنا على أضواء الشموع ؛لأنهم لم يجدوا " لمبة الجاز" ، فلو وُجد الجاز والسولار حتما سنعيش في النور ، وبعد أن حملت وزارة الكهرباء المواطنين مسئولية هذا الظلام ، وتبرأت وزارة البترول من أي تقصير رغم إعترافها بوجود أزمة ، يظل " الطالب المصري " هو من يدفع الثمن ، ولذلك إلتقت "البديل " ببعض طلبة للتعرف على معاناتهم قبيل إمتحانات آخر العام. قالت " آية حسن " طالبة بالصف الثالث الثانوي إن التيار الكهربي ينقطع لأكثر من سبع ساعات يوميا وهو وقت لا نستفيد منه بشيء ، نظرا لإرتفاع درجات الحرارة مع الظلام ، فلا نتمكن أن نذاكر أو حتى النوم ، مشيرة إلى ان هذه المشكلة ليست جديدة ، فقد طفح الكيل منها في السنة الماضية ، وتحمل الطلبة على أمل أن لا تتكرر هذه المأساة مرة أخرى ، وقد وعد الدكتور محمد مرسي بأن هناك بعض الإصلاحات التي ستمنع إنقطاع التيار الكهربي بهذه الطريقة " المستفزة "- على حد قولها – وتسائلت " من سيدفع فاتورة هذا الجحيم ؟" ؛ فالمدرس والأهل لا يرحموا الطالب ولا يعطوا له عذرا ، على الرغم من إلغاء بعض الدروس والمراجعات بسبب الكهرباء ، ونخشى أن يحدث هذا في لجان الأمتحانات ، كما ان الكارثة هي الحيرة بين مؤسسات الدولة ، فلا " الكهرباء " تحل الأزمة ، ولا " البترول " يوفر بدائل ، والضحية دائما وأبدا هو المواطن المصري ، الذي كتب عليه أن يرى " عذاب القبر " وهو على قيد الحياة. وأضافت أن هذه الفترة لا تحتمل مزيدا من الضغط العصبي للطالب ، فيكفي خوض الإمتحانات في هذه الأجواء المضطربة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا ، ونطالب الحكومة بأن لا " تزيد الطين بلة " ، وتسارع في حل أزمة الكهرباء بشكل عاجل وتجعلنا على قائمة إهتماماتهم . ومن جانبه أكد "محمود أسعد "- طالب بكلية الأداب الفرقة الثانية - أن المشكلة لها أكثر من بُعد ، وأولهم أن نسبة كبيرة جدا من الطلبة مقبلون على الإمتحانات ، مما يسبب أزمة في كل بيت وكأن الدولة تعاندنا ، وتتعمد أن تظهر عجزها لتستفز الشباب ، بحيث يخرج تفكيرهم عن الامتحانات والمذاكرة ، إلى التركيز في المشكلات التي تتفاقم كل يوم عن الآخر ، وأما البُعد الثاني فيتعلق بفواتير الكهرباء ؛ فليس إنصاف أن نتحمل أعباء إضافية نتيجة قصور في الدولة ، وغير منطقي أن يقل إستهلاك الكهرباء يوميا بمدة أقلها 7 ساعات ، ثم تكون الفاتورة بنفس قيمة الأشهر الماضية . أما "ندى مصطفى "- طالبة بالصف الثالث الثانوي - قالت أنها تعاني من حالة نفسية سيئة جدا ، بسبب الظلام الذي يجعلنا نتوقف عن المذاكرة في وقت حرج جدا ، ويحتاج الطلبة لكل دقيقة ؛ ولكن بات الوقت يهدر ولا نستفيد منه ، وأضافت أنها تؤدي الإمتحانات في مدارس شبرا الخيمة ، وهي غير مجهزة بأي وسائل لكي تصلح للإمتحانات ، فلا توجد بها مراوح خصوصا وأن الثانوية العامة دائما تكون في شهر يونيو ، وهو يتميز بإرتفاع درجات الحرارة ، وقالت مللنا الشكوى من ذلك دون أي رد فعل ، أما الآن فكل آمالنا ان نتمكن من مراجعة ما درسناه طوال العام في النور ، ونناشد كل الجهات المختصة بأن ترحمنا وتراعي الظروف المحيطة بنا ،لأننا لا نتحمل مزيدا من الضغط واللعب على أعصابنا .