تجرى انتخابات الرئاسة الإيرانية 2013، الكلام هنا ليس عن الظروف الخارجية لأوضاع مأساوية لشرق أوسط مترنح تحت وطأة ثوراته الملونة المفتوحة على كل الاحتمالات ولكن الظرف الداخلي الصعب في دولة كبيرة بحجم إيران يلقي بثقله على كاهل الانتخابات التي يُجمِع المراقبون على استحالة التنبؤ بنتائجها مسبقًا مما يدحر الفكرة الغربية التي تتهم النظام الإيراني بالشمولية كلما سنحت الفرصة. يضاف إلى ما سبق حالة الجهل المعرفي للجيران في المنطقة بطبيعة النظام هناك، وبالتالي عدم فهم حدود المنصب ومهامه الذي سوف يذهب الإيرانيون لانتخابه الأمر الذي يجعل العملية الانتخابية الإيرانية محاطة بالكثير من الشائعات الإعلامية سواء عن جهل أو أغراض. في العام 2009 فاز الرئيس أحمدي نجاد بفترته الرئاسية الثانية بنسبة 62% أمام منافسه "مير حسين موسوى"، في تلك الانتخابات قدم الغرب بروفة رديئة الصنع لثورات المنطقة الملونة، فقد اندلعت الاحتجاجات وظهر ما سمى في الإعلام الغربي ب"الحركة الخضراء" لتتهم النظام الإيرانى بتزوير الانتخابات برغبة واضحة في تفجير الأوضاع من الداخل أو كسر شرعية مؤسسة الرئاسة الإيرانية في الحد الأدنى، و ورغم عدم نجاح المشروع الغربي وقتها إلَّا أن الخشية من تكرار السيناريو وبشكل أكثر احترافية ما زال يشكل تهديدًا جديًّا للدولة في إيران. الاستحقاق الرئاسي الإيراني هو الآن محور اهتمام غربي خليجي مشترك يتمنى فوز تيار بعينه داخل إيران يتمثل في هاشمي رفسنجاني ظنا منهم بأنه سوف يكون أكثر مرونة في التفاهم مع الغرب وأكثر رغبة في الانسحاب داخل حدود الجغرافيا الضيقة لإيران بعيدًا عن دعم المقاومة فى فلسطين ولبنان فهم لم يستطعوا إدارك حتى الآن أن إيران دولة مؤسسات مثلها في ذلك مثل أعتى الديمقراطيات الحديثة؛ لذا فتغيير اسم الرئيس من أحمادي نجاد إلى هاشمي رفسنجانى لن يعنى الانقلاب على الثوابت الدستورية في الجمهورية الاسلامية مثلما لم يتغير شيء بعدما تحول اسم بوش إلى اوباما في الولاياتالمتحدة، أو ساركوزي إلى اولاند في فرنسا. على إيقاع المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، والأوضاع الاقتصادية الخانقة تحت وطأة الحصار داخليا ، ونذر الحرب الأهلية والتفتيت في سوريا، وعاصفة المصير في الداخل العراقي ومحاولات حصار المقاومات العربية في لبنان وفلسطين بمشاركة تركية عثمانية لا يمكن إنكارها والتهديد الاسرائيلي خارجيًّا تدور فصول الانتخابات الرئاسية الإيرانية 2013. رغم العدد الكبير الذي بلغ حوالي 400 اسم للمتقدمين لخوض الانتخابات وهو عدد فاق كل التوقعات إلَّا أن البريق والحظ يظل محجوزًا للعدد الأقل من المرشحين فعلى قائمة الإصلاحيين هناك الرئيس الأسبق هاشمى رفسنجانى البالغ من العمر 78 عامًا والذي تقدم قبل قفل باب الترشح بدقائق سبقه بوقت قصير سعيد جليلي وهو كبير المفاوضين في الملف النووي والمحسوب على التيار المحافظ أو الصقور بلغة السياسة الغربية، هناك أيضا رحيم مشائي مدير مكتب الرئيس والمقرب منه يضاف إلى الأسماء اللامعة مستشار قائد الثورة الإسلامية على أكبر ولايتى الشخصية التي تحظى باحترام واسع داخليا وخارجيا، كذلك هناك على غلام حداد وعلى لاريجانى رئيس البرلمان محمد باقر قليباف عمدة طهران ،موجتابا سمارىهاشمى مستشار الرئيس الخاص حسن خوميني حفيد الإمام الخوميني محمد رضا عارف نائب الرئيس السابق وعلى أكبر صالحي وزير الخارجية حيث استقر التقسيمة ما بين ثلاثة تيارات هي الإصلاحيين والمحافظين وتيار ثالث هو المدعوم من الرئيس أحمدى نجاد يتنافسون على ثاني أهم منصب في الهيئة التنفيذية في إيران. قبل أن تبت لجنة الانتخابات الإيرانية في أهلية المرشحين أعلن ستة مرشحين عن انسحابهم كان أهمهم محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني ووزير الزراعة صادق جليليان. تحدد المواد من 113 إلى 132في الدستور الإيراني صلاحيات الرئيس كالتالي: اختيار وزراء حكومته وتقديمهم إلى مجلس الشورى لإجراء تصويت الثقة على تعيينهم، غير أن الرئيس ليس في حاجة إلى الحصول على ثقة مجلس الشورى ليشكل الحكومة، كما له حق إقالة الوزراء دون الرجوع إلى المجلس. المصادقة على القوانين وتطبيقاتها بعد المصادقة عليها من مجلس الشورى. المصادقة على الاتفاقيات والمعاهدات والعقود الخارجية، بعد مصادقة مجلس الشورى اعتماد أوراق السفراء الأجانب لدى إيران، والمصادقة على تعيين السفراء الإيرانيين إدارة ميزانية الدولة، وتنفيذ خطط التنمية بعد مصادقة مجلس الشورى رئاسة اجتماعات مجلس الأمن القومي. يتولى الرئيس أو نائبه رئاسة اجتماعات مجلس الوزراء. تعيين وكيل (قائم مقام) لمدة أقصاها ثلاثة أشهر لأي وزارة لا يوجد فيها وزير. للرئيس - في ظروف خاصة- أن يعين ممثلًا عنه بسلطات محددة من خارج مجلس الوزراء على أن تعتبر قرارت الممثل في قوة قرارات الرئيس وأعضاء مجلس الوزراء. منح أوسمة الدولة فى ظل عالم يعاد تشكيله يحاول التنفس بعد عقود من الرزوح تحت وطأة عالم القطب الواحد الأمريكي تكون الانتخابات الإيرانية، وهى الحدث الأهم في الأيام القليلة القادمة مفتوحة على احتمالات الحرب والسلام في العالم الجديد الذي يصاغ بالدم.