أكد عبد الناصر فروانه، الأسير المحرر والباحث المختص بشؤون الأسرى، تزايد حالات الاعتقال بين الأطفال الفلسطينيين منذ بدء انتفاضة الأقصى، وتصاعدها بشكل لافت منذ يناير 2012 حتى اليوم، مما يثير القلق الشديد على مستقبل الطفولة. وأوضح فروانه، في بيان له أمس"الثلاثاء"، بأن أطفال فلسطين لم تشفع لهم طفولتهم وبراءتهم، وأن الاعتقالات (الفردية والجماعية، أو العشوائية والمنظمة) لم تستثنيهم يومًا، ويتعرضون بعد اعتقالهم لأصناف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، وأن "الاعترافات" التي تُنتزع من بعضهم بالقوة وتحت وطأة التعذيب والابتزاز تستخدم كأدلة إدانة، ويحتجزون في سجون ومعتقلات تفتقر للحد الأدنى من حقوق الأطفال مما يشكل خطرا على طفولتهم ومستقبلهم، وفي بعض الأحيان استخدموا كدروع بشرية مما يخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية الطفل. وأكد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ بدء انتفاضة الأقصى عام 2000 حتى اليوم قرابة تسعة آلاف وخمسمائة طفل؛ لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، بمعدل (760) طفلاً سنويًا، ولا تزال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها (243) طفلاً؛ لم تتجاوز أعمارهم الثامنة عشرة، بينهم (42) طفلاً تقل أعمارهم عن 16 عامًا. وأشار فروانه إلى أن المئات من الأسرى كانوا قد اعتقلوا وهم أطفالاً وتجاوزوا سن الطفولة ولا يزالون في السجون الإسرائيلية، بعضهم صدر بحقه أحكامًا بالسجن لسنوات طويلة تصل للمؤبد (مدى الحياة). وأوضح فروانه بأن (881) طفلاً اعتقلوا خلال العام الماضي 2012 فقط، بزيادة قدرها (26%) عن العام الذي سبقه 2011. وأضاف: "بأنها صعَّدت اعتقالاتها للأطفال بشكل لافت وملحوظ وبنسبة أكبر منذ بدء العام الجاري، حيث اعتقلت (293) طفلاً خلال الربع الأول من العام الجاري بزيادة قدرها (9.3%) عن نفس الفترة من العام الماضي، وزيادة قدرها (34.4%) عن نفس الفترة المستعرضة من العام قبل الماضي 2011، وهذا مؤشر خطير". وناشد فروانه المؤسسات الدولية، لا سيما تلك التي تٌعنى بحقوق الطفل بالتدخل العاجل لحماية الطفولة الفلسطينية من خطر الاعتقالات وآثار التعذيب وتبعات السجون، وضمان إطلاق سراح كافة الأسرى الأطفال ووضع حد لاستهدافهم المتواصل والمتصاعد، مؤكدًا على أن كافة الممارسات الإسرائيلية بحق الأطفال من اعتقال وتعذيب وظروف احتجاز تتنافى مع اتفاقية الطفل.