مقدمة موضوعة الأمن الفكري بمكان لا تقل أهمية وخطورة عن الأمن الاجتماعي إن لم تكن تفوقه بكل أبعاده ، بل لا مبالغة في القول أن متانة الأمن الإجتماعي أو هشاشته تعتمد بصورة أساسية على مستوى الأمن الفكري ومدى متانة ، لأن ضمان الأمن الأجتماعي يقوم على أساس مبدأ التآلف والإنسجام بين أفراد المجتمع والتآلف والإنسجام بين أفراده لا يمكن أن يتحقق ما لم تكن هناك فكرة مشتركة تعيش في أذهانهم يتمحورون حولها وهذه الفكرة هي التي تتولد عنها جملة من النظم والقوانين التي تحكم المجتمع وتنظم علاقاتهم ، والتي يعبر عنها بالفكرة المركزية ، وهذه هي العلة الحقيقية التي تقف وراء متانة النسيج الاجتماعي وانسجامه افراده ومكوناته المختلفة ، فتشكل المجتمع يبدأ من هذه الفكرة وكذا بقائه واستمراره ، من هنا نحتاج إلى ما يحفظ لنا بقاء هذه الفكرة حية في أذهان الناس ويضمن عدم وجود ما يشوش عليها ، من هنا مست الحاجة إلى البحث عن الأمن الفكري للحفاظ على استمرار علاقة الناس الذهنية بتلك الفكرة، وليقف حائلا دون حصول تشويش يربك تمحور الناس حولها. الفكرة المركزية : الفكرة المركزية عبارة عن رؤية مشتركة في ذهنية مجموعة من الناس تنتج تآلفا وانسجاما بينهم وينبثق عنها كيان موحد يتسع ويكبر بقدر فاعلية هذه الفكرة وسعة انتشارها ، وهي قد تتمثل بوحدة الدم والنسب أواللغة (القومية ) كما في التشكيلات ذات الطبيعة القبلية والمجتمعات التي تنتمي إلى سلالة معينة كالجنس الآري أو لغة واحدة كالعربي والكردي ، أو تتمثل بوحدة الأرض التي يعيشون عليها والمعبر عنها ب (الوطن) أو وحدة المعتقد (الدين أو الطائفة) ، أو وحدة الرؤية الفلسفية أو الاقتصادية أو السياسية ، أو وحدة المهنة مثل النقابات والجمعيات ، أو وحدة الهدف والبرنامج كما في الاحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ، أووحدة الأسرة (الزوجية) وغير ذلك ، فإن أي تجمع لا يمكن أن يتحقق ويحصل التآلف بين أفراده ما لم تكن لديه رؤية مشتركة يؤمن بمحوريتها ويلتزم بلوازمها . وكلما كانت الفكرة المركزية حية في أذهان الناس متجذرة في نفوسهم ، كلما ازداد تماسكهم واشتد ترابطهم وتآلفهم وبالتالي ينتعش أمنهم الاجتماعي وتضمحل روح الجريمة وينحسر العداء بين أبناء ذلك المجتمع ويستقر تبعا لذلك نظامهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتزدهر حياتهم. ووجود الفكرة المركزية في أذهان الناس لا يعني خلوها من غيرها ، فهناك ثمة أفكار كامنة وخاملة أو أقل فاعلية وظهورا تمثل خلاية نائمة في ذهنية الفرد والمجتمع وتشكل تهديدا مستمرا لمصير الفكرة المركزية وتنتظر فرصة النهوض والانقضاض عليها والحلول محلها ، وهذه الافكار متى ما نشطت في ظروف خاصة بتأثر أو تأثير من عوامل داخلية أو خارجية تشتد فاعليتها وتفرض وجودها وحاكميتها على سائر الأفكار الأخرى ، فتأخذ قناعات الناس بالتغير التدريجي إزاء الفكرة المركزية لتتحول عنها إلى الفكرة الجديدة ، فتكتسب صفة الأولوية بسبب المتغيرات والمعطيات الجديدة لتحتل موقع المعيارية للألفة والانسجام أوالفرقة والاصطدام ، وعندها تصبح سببا لحصول تغيرات اجتماعية أو تحولات ديموغرافية جديدة ، قد تؤدي إلى سعة أو ضيق كمية الأفراد المتمحورة حول هذه الفكرة التي بدورها تصنع لنا مجتمعات قد تكون أضعف أو أقوى من الحالة السابقة . وعليه فإن تبدل الفكرة المركزية ليس سلبيا دائما، بل قد يكون أمرا ايجابيا فيما لو انطلق المجتمع إلى فكرة واقعية فيها صلاحهم وتقدمهم وسعادتهم ، وهذا ما يسعى إليه كافة المصلحين والحكماء ، قال تعالى : (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) . فالناس كانوا على فكرة مركزية تجعلهم أمة واحدة ، غير أن هذه الفكرة تدعو إلى الشر والباطل والفسق والفجور واحتقار القيم الإنسانية ، وتسافل المجتمع البشري إلى مستوى البهيمية بل إلى ما هو أدنى ، فبعث الله الأنبياء ليبشروا بالفكرة المركزية الجديدة التي ينبغي أن يقوم بنيان المجتمع على أساسها، محذرين ومنذرين من عواقب ما هم عليه والخطر العظيم الذي ينتظرهم فانتزعوا منهم أمة مؤمنة تدعو إلى الخير والصلاح ، قال تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعو إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) ، هذه الأمة تتمحور حول فكرة الرب الواحد الذي ينبغي للمجتمع الاتصال به وأخذ قوانينهم العملية منه لأنه هو خالقهم وهو اعلم بما يحتاجون في سبيل تكاملهم ، وبسبب هذا الأمر حصل الصراع الحقيقي بين أمة الخير وأمة الشر وسوف يستمر هذا الصراع حتى يرث الله الأرض ومن عليها . ثم أن الفكرة المركزية قد تكون ايجابية من حيث الكيف لكنها سلبية من حيث الكم ، كما لو كانت هذه الفكرة واقعية غير أنها تفتقر للجاذبية والزخم الذي يحمل الناس للتمحور حولها وبالتالي فإنها لا تستوعب الكم الذي تستحقه ، لأنها وإن حضيت بقوة من جهة واقعيتها بيد أنها تتقزم أمام الأفكار التي يكون فيها استقطاب جماهيري أكبر، وأحيانا العكس أي أنها أكثر استيعابا لاشتمالها على جاذبية وزخم كبير غير أنها تجانب الواقع وتكون للخرافة أقرب منها إلى الواقع . والفكرة التي تستحق أن تتصدرالأفكار والمحورية ، هي التي تتوفر على إيجابيات كيفية وكمية معا ، بمعنى أنها واقعية وتحتوي على زخم وجاذبية يستقطب بهما كمّا جماهيريا يؤهلها لأن تتصدر المحورية والمركزية ، وينشأ على ضوئها كيان المجتمع . وهذه الفكرة هي التي تكون أكثر صمودا أمام التهديدات والتحديات الداخلية والخارجية ، وأكبر مقاومة لثنائية الافكار الخاملة ، كما أنها تمتلك قدرة الوقوف أمام السجالات الفكرية المختلفة ، وهذا ما سيأتي بحثه بشكل تفصيلي في الاستراتيجية. وبهذا يتضح أن الجانب الفكري للإنسان هو مبدء جميع التحولات الاجتماعية ، فالثورة على الظلم والفساد ، للارتقاء نحو القيم والمبادئ السامية ، وكذا التمرد والعصيان ، والتسافل نحو التحلل والاستهتار كل ذلك تبدأ معركته قبل كل شيء في المستوى الذهني للناس ، فإذا ما حسم هناك وتكوّنت الفكرة المركزية على أساس نتيجة الصراع الذهني ، يتحقق التفاعل النفسي معها ليتشكل الإيمان الذي بشكل حتمي يستتبع سلوكا خارجيا يدعو وبصور مختلفة إلى تبني نظام ومشروع سياسي منبثق من الفكرة المركزية الجديدة ومن ثم تعاد صياغة تركيبة المجتمع ونظام حكمه على أساسها. وبطبيعة الحال فإن سعة الفكرة المركزية أو ضيقها سيؤثر تأثيرا طرديا من الناحية الكمية والكيفية على أفراد الجماعة والكيان الذي يجمعهم ، فالفكرة الواقعية سوف تخلق لنا مجتمعا واعيا يتعامل على اساس نظام واقعي وبمعايير منطقية لا يسمح لنفسه أن يستغل ولا أن ينقاد إلا لمن يستحق ذلك حسب النظام الواقعي وهذا هو المجتمع الآمن فكريا ، وأما الفكرة الخرافية فإنها لا تنتج لنا إلا مجتمعا خرافيا فوضويا يتفشى فيه الجهل والفساد ويسهل استغلاله من قبل المشعوذين والظلمة والمستبدين والمفسدين وهذا هو المجتمع المخترق فكريا . ثم أن الفكرة المركزية كلما كانت قوية وثابتة وحية وراسخة في عقول الناس كلما كانت أكثر صمودا ومقاومة للتحديات ، وبالتالي أدوم وأبقى لوحدة الجماعة ، وبالتالي تحقق الأهداف المجتمعية ، وكلما كانت هشة هزيلة ، كلما كانت في معرض التبدد والاضمحلال والتلاشي المستتبع لتغيير في المعادلات المجتمعية والكيان العام . إذن النظام المجتمعي والكيان العام الذي تنضوي تحته مجموعة من الأفراد يكون مصيره مرهونا حدوثا وبقاء بالفكرة المركزية ، وقد أشارت لذلك جملة من النصوص الدينية ، كما في قوله تعالى : ( إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون ) فالفكرة المركزية التي تشير إليها الآية والتي ينبغي أن تتمحور الأمة حولها وتتوحد هي رؤية فلسفية دينية تثبت أن الله رب لهذا الوجود ، وقوله تعالى (فاعبدون ) اشارة إلى ما يتفرع على هذه الرؤية الفلسفية من جانب عملي سلوكي يعزز هذه الرؤية ويحقق اهدافها في تكامل الإنسان على المستوى العملي . فانتشار هذه الفكرة وارتكازها في ذهنية المسلمين هي التي تجعل منهم أمة واحدة منسجمة ومستقرة ، فوحدة أمتنا متوقف على إيماننا بفكرة وحدة الرب المستتبع للتسليم بجملة من النظم والأحكام التي يتطلب من جميع الأفراد إجراء سلوكياتهم على طبقها. كما قد أشارة بعض المفكرين إلى ضرورة حصول الفكرة المركزية كشرط أساسي لبناء الجماعة واستمرارها ، من قبيل ما اشار إليه ابن خلدون في مقدمته من أن شرط إقامة الدولة وبقائها العصبية . وكذا ما جاء في كلام لينين حينما تحدث عن حاجة الثورة إلى شرطين أحدهما تنظيم جماهيري ثوري ، فإنه لا يتصور حصول تنظيم جماهيري ما لم يكن هناك فكرا معينا يجتمعون عليه ، وهذا الفكر متى تلاشى فإنه لا وجود لشيء أسمه ثورة أو جماهير ثورية . وهناك أمثلة كثيرة للمجتمعات التي انهارت وتحولت إلى كيانات صغيرة أو دويلات بسبب انهيار الفكرة المركزية وتلاشي ايمانها بها ، ومن الأمثلة المعاصرة ماحصل في المجتمع السوفييتي الذي كان يحمل رؤية فلسفية خاصة لما يقرب من ثمانين سنة ، تم اختراقها والتشويش عليها بمفاهيم جذابة ، كإعاة الهيكلة (البروسترويكا) والانفتاح (القلاسنوست) التي أدت إلى تفتت هذه الدولة العظمى في غضون ساعات لتتحول بعد ذلك إلى دويلات ضعيفة لا تقوى على حماية نفسها. وهنا تبرز أهمية الحفاظ على الفكرة المركزية التي يقوم عليها النظام ويستقر في ظلها الأمن الأجتماعي ، ودور الأمن الفكري هو تفعيل برامج تعمل على ترسيخ الفكرة المركزية وصيانتها والتثقيف عليها وحث الناس للالتزام بالنظام المتفرع عليها فشيوع ثقافة التزام الناس بالنظام يعكس مدى تقبلهم الفكرة المركزية وشدة إيمانهم بها ، كما من دور الأمن الفكري مواجهة الأفكار الدخيلة والحد من تشويشها على أذهان الناس. الفصل الأول : مفردات البحث أولا : مصطلح الاستراتيجية من المصطلحات القديمة المأخوذ من الكلمة الإغريقية Strato و تعني الجيش أو الحشود العسكرية، ومن تلك الكلمة اشتقت اليونانية القديمة مصطلح Strategos وتعني فن إدارة وقيادة الحروب. ويستعمل مصطلح الإستراتيجية بمعنى أصول القيادة الذي لا اعوجاج فيه، فهي تخطيط عال المستوى، فمن ذلك الإستراتيجية العسكرية أو السياسية التي تضمن للإنسان تحقيق الأهداف من خلال استخدامه وسائل معينة، تعني الطريق أو الإستراتيجية، فهي علم وفن التخطيط والتكتيك والعمليات، ثم استعملت هذه الكلمة في المجالات المتعددة في شتى مناح الحياة العامة. ونعني بها في البحث وضع الخطط والسياسات من أجل توفير وتعزيز الأمن الفكري للمجتمع . ثانيا : مفردة الأمن في اللغة ضد الخوف ، قال تعالى : (وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا) ، وفي المصطح له تعريفات مختلفة ، منها: 1- الجرجاني في تعريفاته : (عدم توقع مكروه في الزمان الآتي) 2- تعريف هنري كيسنجر (Henry Kissinger): (الأمن هو التصرفات، التي يسعى المجتمع عن طريقها إلى حفظ حقه في البقاء) 3- تعريف تريجر، وكروننبرج Trager Kronenberg: (تشكل القيم الوطنية الحيوية جوهر سياسة الأمن الوطني، ويتحدد الأمن بأنه، ذلك الجزء من سياسة الحكومة، الذي يستهدف إيجاد شروط سياسية دولية ووطنية ملائمة، لحماية، أو توسع القيم الحيوية ضد الأعداء الحاليين، أو المحتملين). 4- تعريف لورنس كروز، و ج. ناى Lawrence Kranse, J. Nye: (الأمن هو غياب التهديد بالحرمان الشديد، من الرفاهية الاقتصادية) 5- ما ورد في الموسوعة السياسية أن الأمن هو: (تأمين سلامة الدولة ضد أخطار خارجية وداخلية قد تؤدي بها إلى الوقوع تحت سيطرة أجنبيَّة نتيجة ضغوط خارجية أو انهيار داخلي) ، 6- ما ورد في الموسوعة البريطانية للمعارف (حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية). وغير هذه التعريفات الكثيرة التي جميعها يراد منها تحقيق الاستقرار والطمأنينة للفرد والمجتمع لكي يتمكن من ممارسة حياة بشكل طبيعي وبالتالي يحقق له التقدم والازدهار والسعادة . ثالثا: مفردة الفكر في اللغة كما في اللسان ( إعمال الخاطر في شئ ) . وفي الاصطلاح ، قد يراد منه التفكير أي عملية انتاج الفكر ، كما في تعريف المناطقة أن الفكر هو حركة العقل بين المعلومات والمجهولات . وقد يراد من الفكر الناتج المعلوماتي والمنظومة الفكرية التي تتشكل في ذهن الإنسان نتيجة عمليات فكرية خاصة به ، أو يستقيها من الحس الظاهري أو الباطني أو يستوحيها من نصوص دينية أو فلسفية أو تأريخية أوأدبية أو حكايات خرافية أو غير ذلك . هذه المنظومة الفكرية تحتوي على ثلاثة أنواع من المعلومات الكلية : 1- معلومات متسقة حول قانون الكون الذهني والذي يشتمل على قوانين واساليب كلية لاجراء عملية التفكير (منطق التفكير). 2- معلومات متسقة حول قانون الكون الخارجي الذي يشتمل على احكام وقوانين كلية تكوينية تحكم علاقة الوجود والإنسان ، والتي يطلق عليها الرؤية الكونية الفلسفية أو الاعتقادات الدينية ، وهذه تتشكل على طبق اساليب التفكير وقوانينه (منطق التفكير). 3- معلومات متسقة تعبر عن القانون الكلي الاعتباري الذي ينظم أفعال الإنسان الأختيارية ، وهذا القانون منبثق من خلال الرؤية الكونية أو يتناسب مع القانون الكلي التكويني الحاكم على الوجود والإنسان وعلاقتهما ، وهو المعبر بلسان الحقوقيين بالقانون ، وبلسان الفقهاء أو المتدينين بالشريعة . ومرادنا من الفكر هنا ما يعم عملية التفكير والناتج المعلوماتي المتحصل من تلك العملية أو من غيرها والذي يشكل المنظومة النظرية والعملية من فكر الإنسان. رابعا : الأمن الفكري ، كمصطلح مركب من مفردتين ، ويعتبر من المصطلحات التي شاع استعمالها مؤخرا وقد ذكروا له تعريفات متعددة ، بيد أنها لم تتحرر من ربق الآيديولوجيات الخاصة وهي إلى القهر الفكري أقرب منها إلى الأمن الفكري ، فلم يحصل الفرز بين مفردتي الأمن الفكري وبين الإرهاب والقهر الفكري ، الأمر الذي أعطى مبررا لبعض السلطات المستبدة أن تمارس القمع وفرض آيديولوجياتها على بعض المكونات المجتمعية التي لا تنسجم واطروحاتها الفكرية ، فتعمد إلى تكميم الأفواه واعتقال كل من يخالفها الرأي وزجهم في السجون أو اعدامهم ، كل ذلك بحجة الأمن الفكري الذي لا يختلف إثنان كونه ضرورة مجتمعية مهمة ، غير أن الأمن الفكري اصبح يستخدم كما يستخدم الأمن الاجتماعي ، فإن الحكومات الظالمة والمستبدة تطلق على دوائر تعذيب معارضيها بدوائر الأمن ، حتى اصبحت مفردة الأمن تثير عند الناس الخوف الاشمئزاز وتدعوا الله أن لا يصيبها من ذلك الأمن شيئا ، فكذا الأمن الفكري الذي ينبغي أن يحقق الاستقرار الفكري والطمأنينة النفسية ، اصبح اليوم في بعض الدول مثيرا للقلق والاضطراب النفسي والفكري ، حتى أن الكثير يفضل حصول الفوضى الفكرية ، لأنها أسلم من أمن فكري ينتهي بهم إلى احد طريقين إما أن يلغي عقله أو أن يلقي حتفه . وسوف يتم التعرض لهذا المطلب في مطاوي البحث . على كل حال مصطلح الأمن الفكري من وجهة نظري كل ما يحقق الاستقرار الفكري في ذهنية الفرد والمجتمع والاطمئنان النفسي الناشيء من ايمانهم بالفكرة المركزية ، ولا يحصل ذلك إلا من خلال تفعيل الحصانة الذاتية بتزويد ذهنية الفرد بمجسات طبيعية من شأنها أن تحقق توازنه الفكري وتضبط له عملية التفكير والفرز بين السقيم والسليم ، وتحسّن ناتجه الفكري وتحفظه من تلف وتآكل الثنائيات الفكرية. ( نلتقي غداً مع الجزء الثاني من الدراسة )