سلطت مجلة "الإيكونومست" البريطانية، الضوء على تراجع صناعة السياحة في مصر، قائلة: "عامين من الاضرابات السياسية ضربا صناعة السياحة، العمود الأساسي للاقتصاد المصري". وأشارت إلى توقفت الرحلات النيلية، والتفاف الباعة الجائلين حول أي سائح يظهر في منطقة الأهرامات، مؤكدة أنه على الرغم من هذا الضرر، فإن المنتجعات الشاطئية لا تزال بها نوع من النشاط السياحي، بعد أن بَعُدَ السياح عن المناطق الأثرية. وأشارت المجلة أن الغموض يحيط بمستقبل السياحة المصرية، وأن مصر تحتاج لعدة سنوات، حتى تعود لاحتلال مكانتها السياحية مرة أخرى. في عام 2010 قبل الثورة، وصل عدد السياح الزائرين لمصر نحو 14 مليون سائح، وكانت السياحة تمثل 13% من الدخل المحلي، وتوفر فرص عمل لفرد من بين كل سبعة أفراد، على نحو مباشر أو غير مباشر، ثم انخفض عدد السائحين إلى 9.5 مليون سائح في 2011. وأوضحت المجلة البريطانية أن تقديرات الاتحاد المصري للغرف السياحية، تشير إلى أن معدل إشغال الفنادق بالكاد يغطي 15% منها في القاهرة، وأقل من 5% في الأقصر. وتشير توقعات شركة الاستشارات "توريزم إيكونميكس"، أنه من المتوقع أن يصل عدد السائحين إلى 11.4 مليون سائح إلى مصر في عام 2013. وذكرت أنه توجد مناطق في مصر، كان تضررها من الأوضاع السياسية أقل من غيرها، فمازال السائحون الروس يتوافدون على مدينة الغردقة بالبحر الأحمر، وحول ذلك قال "ماكسيم ستبانوف"، المسافر بانتظام إلى مصر في رحلة طيران تصل لأربع ساعات ونصف: "إنها أرخص وأقرب مكان للسياحة، كما أن الروس لا يحتاجون إلى تأشيرة دخول، وهناك دائمًا من يتحدث الروسية بالفنادق، ولافتات مرور شوارع الغردقة تحمل ترجمة إلى الروسية أيضًا". الغردقة مثل شرم الشيخ فهي بعيدة عن الاضطرابات السياسية، ويتجنب السياح الذهاب للقاهرة، ويطيرون مباشرة إلى هناك، وقال محمد العاصي، مدير فندق موفيمبيك الغردقة: "معدلات الأشغال في أشهر الشتاء تقريبًا، كما كانت من قبل، ولكننا خفضنا الأسعار للحفاظ على معدلات الإشغال". ولفتت المجلة إلى أن هناك سلاسل أخرى من الفنادق قامت بتوسعات في الغردقة، أملًا في عودة القطاع للنمو مرة أخرى. واعتقدت أن عودة صناعة السياحة في مصر لمستوياتها، ليست بالرهان الخاسر، فكان قطاع السياحة غير مستقر لفترات طويلة، متأثرًا بالعديد من الأخبار المزعجة والإدارة الرديئة التي سبقت الثورة، وفي عام 1997 أطلق الإرهابيون النار وقتلوا أكثر من 60 سائحًا في مدينة الأقصر. بالإضافة إلى تفجيرات منتجع دهب السياحي في عام 2006، والتي خلفت 23 قتيل، ولكن السائحين كانوا دائمًا ما يعودون بأعداد أكبر. وخلال فترات الجمود مثل التي تمر بها مصر حاليًا، كان السائحون الذين يتسمون بالشجاعة، يتمتعون بالمشاهد المذهلة، مثل معبد الكرنك بالأقصر وحدهم.