يناقش نادي كتاب خانة، بكفر عبده بالإسكندرية، رواية "عزازيل"، في أمسية ومناقشة مفتوحة مع الروائي يوسف زيدان، مساء الغد. "عزازيل" ترجمة لمجموعة لفائف مكتوبة باللغة السريانية، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية، حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي، قرب حلب في سوريا. كُتبت في القرن الخامس الميلادي، وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة، وتم نقلها من اللغة السريانية إلى العربية. الرقوق الثلاثين عبارة عن سيرة ذاتية للراهب المسيحي المصري هيبا، والذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي، في أوائل القرن الخامس الميلادي، وتلتها انقسامات هائلة بين الكنائس الكبري، على خلفية الخلاف حول طبيعة المسيح. كتب الراهب هيبا رقوقه مدفوعًا بطلب من عزازيل أي "الشيطان"، بعد أن قال له: "أكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب، أكتب كأنك تعترف، وأكملْ ما كنتَ تحكيه، كله...."، وأيضاً يقول في رده على استفسار هيبا: "نعم يا هيبا، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك". وتتناول كتب الراهب هيبا ما حدث له منذ خرج من أخميم في صعيد مصر، قاصدًا مدينة الإسكندرية لكي يتبحر في الطب واللاهوت. وهناك تعرض لإغواء امرأة سكندرية وثنية (أوكتافيا) أحبته ثم طردته لما عرفت أنه راهب مسيحي، ثم خروجة هاربًا من الإسكندرية بعد ثلاث سنوات، بعد أن شهد بشاعة مقتل العالمة هيباتيا، على يد الغوغاء من مسيحي الإسكندرية، بتحريض من بابا الإسكندرية. ثم خروجه إلى فلسطين للبحث عن أصول الديانة، واستقراره في أورشاليم، ولقائه بالقس "نسطور"، مَن أحبه كثيرًا وأرسله إلى دير هادئ بالقرب من أنطاكية. وفي الدير يزداد الصراع النفسي داخل نفس الراهب وشكوكه حول العقيدة، ويصاحب ذلك وقوعه في الحب مع امرأة تدعي (مرتا)، وينهي الرواية بقرار أن يرحل من الدير، وأن يتحرر من مخاوفه بدون أن يوضح إلى أين. يذكر أن "زيدان" تعرض لهجوم حاد من المجمع المقدس للكنيسة الأرزوكسية المصرية، عقب إصدار الرواية، واتهامه بالإساءة إلى الديانة المسيحية.