يرى الموقع الإخباري الفرنسي "إيجالتيه اي ريكونسيلياسيو" أن الإخوان المسلمين مهدوا الطريق لقطر كي تحتل دورها الرائد الحالي وتصبح القوة الإقليمية الكبرى بعد أن تركوا الساحة لهذه الإمارة الصغيرة بعد انحسار الدور المصري في عهدهم. فمنذ اندلاع الثورات العربية، استغلت قطر ثروتها المالية وإمكانياتها الإعلامية - على الرغم من صغر حجمها كدولة - كي تصبح هي القائدة للدول العربية بعد أن قدمت دعمها للإخوان المسلمين. ويشير الموقع ذاته إلى أن قطر عملت قبل اندلاع الثورات على توطيد علاقاتها مع جميع الأطراف مثل الولاياتالمتحدة و حركة حماس واسرائيل متبعة نفس سياسة تركيا والتي تقوم على "عدم خلق عدو"، ولكن بعد الدور الذي لعبته في الانقلابات التي حدثت في الأنظمة العربية، أصبحت الوجهة الرئيسة لدول الغرب للحوار حول المشكلات الإقليمية. وعلى الصعيد الديبلوماسي، فإن قطر لها علاقات تاريخية بالإخوان المسلمين، فمنذ خمسينات القرن الماضي وقطر تستقبل عناصر الإخوان الذين تم نفيهم أبان حكم جمال عبد الناصر بل والإخوان المسلمين من الأقطار العربية الأخرى، كما تم تشكيل هيئة لهم. وفي عام 1999، أعلن الإخوان المسلمين عن حل الهيئة بحجة أن قطر تتبرأ من التزامتهم الدينية، غير أن العلاقات تطورت بين الطرفين مرة أخرى خصوصًا بعد عام 2003 وبمساعدة يوسف القرضاوي وقائمة طويلة من الصحفيين الإسلاميين الذين احتلوا مناصب مهمة في قناة "الجزيرة"، وفي نفس الوقت سمحت الإمارات العربية لمكتب الإخوان بها أن يمارس دوره كمنظمة معترف بها ومقربة من الأسرة الحاكمة، وتم تسميتها "هيئة الإصلاح" دون السماح لها ان تلعب أي دور سياسي. وباندلاع الثورات العربية، اتخذت قطر طريق مختلف عما انتهجته باقي دول الخليج والتي قللت من استثماراتها في مصر بعد سقوط مبارك، حيث عملت قطر على أن تكون هي الراعي الرسمي للإخوان المسلمين منذ ثورة يناير، والذين سيصبحون الحكام لمصر خاصة في ظل الدور الإعلامي الذي لعبته الجزيرة لصالحهم. إلا ان هذه العلاقات القوية بين الإخوان وقطر أصبحت مصدر قلق واستياء لباقي دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والتي أضحت حذرة من تصاعد قوى الإخوان المسلمين التي اعتبروها تشكل تهديد أكبر من تلك الذي يروه حيال إيران، واعتقال السلطات الإماراتية العشرات من منظمة الإصلاح بحجة المؤامرة لقلب نظام الحكم خير مثال على ذلك. كما وجهت السلطات السعودية إعلامها بشكل واضح لتوجيه الانتقادات لعلاقة قطر بالإخوان المسلمين، وقررت الكويت وقف إرسال أي مساعدات مالية لمصر، بالإضافة إلى أن الإمارات العربية على وشك إطلاق قناة تليفزيونية موجهة ضد الإخوان. هذا الموقف المتصاعد لدول الخليج ضد العلاقات القطرية- الإخوانية، جعل قطر تعيد حساباتها مرة أخرى، محاولة بقدر ما تستطيع تجنب تفاقم الوضع مع جيرانها، فعندما انتقد القرضاوي الإمارات العربية بأنها تطرد السوريين إلى مصر في مايو 2012، أجرى الأمير القطري حمد بن خليفة الثاني زيارة في اليوم التالي إلى أبي ظبي لاحتواء الموقف، وبذلك خلقت علاقة قطر بالإخوان المسلمين العداء ضد مصر في ظل فشل الإخوان في التصالح مع جميع القوى الإقليمية واللعب على جميع الأطراف كما تفعل راعيتهم الكبرى – الصغرى- قطر.