قال الكاتب الأمريكي "فرانكلين لامب" إنه بحلول الذكرى الثلاثين لتفجير السفارة الأمريكية في بيروت وجدت نفسي، لأسباب خاصة، بالقرب من موقع السفارة القديم". وأشار إلى أن "جون كيري" انتقد حزب الله في وسائل الإعلام اللبنانية قائلا:"في الذكرى الثلاثين لتفجير السفارة الأمريكية في بيروت، تحتفل الولاياتالمتحدة بمرور ثلاثين عاما على التعاون مع الشعب اللبناني، والذي يدل على أن أعداء الديمقراطية فشلوا". وذكر الكاتب: أما بالنسبة لحزب الله، الذي لم يكن منظمة مشكّلة جاهزة للإعلان عن نفسها قبل العام 1985، فقد خلص عميل وكالة الاستخبارات المركزية "سي.آي.إيه"، "روبرت بير" وفريقه المكلّف بالتحقيق في حادثة تفجير السفارة إلى أنه ما من أدلّة كافية لتؤكد نظرية أن حزب الله مسئول عن التفجير، ومن بين الحركات المسلحة التي كانت تزيد على الثلاثين في لبنان خلال الثمانينيات، لم تتبنَ العمل وقتها إلا "حركة الجهاد الإسلامي." وأوضح أنه برغم مزاعم إدارة الرئيس "ريغان" آنذاك، وتأكيد السفيرة "كونيلي" هذا الأسبوع، فإن القوات الأمريكية لم تكن "وحدة حفظ سلام حيادية" كما رُوِّج لها، بل كانت وحدة حربية بمقاتلين هم أعداء يقاتلون ويقتلون على جبهة واحدة من الحرب الأهلية، وعندما قتلت قذائف بارجة "نيو جيرسي" مئات الأشخاص كانت تلك الحقيقة واضحة. ولفت إلى أنه ليس مفاجئاً أن يذكر الجنرال "كولن باول"، الذي كان في ذلك الوقت مساعدا ل "كاسبار وينبرغر"، في مذكراته أنه "عندما بدأت القذائف تتساقط، ظنوا أن "الحكم" الأمريكي قد انتشر على جميع الجهات". في ديسمبر عام 1983 عندما قصفت بارجة "نيو جيرسي" 11 قذيفة من ثلاث قاذفات "406 ميليمتر" بمعدّل ثلاث قذائف في الدقيقة الواحدة. أما في فبراير فقد أطلقت البارجة نفسها حوالي 300 قذيفة على التلال المطلّة على بيروت، وكان ذلك أعنف قصف ساحلي منذ الحرب الكورية وكان انعدام الدقة في قذائف بارجة "نيو جيرسي" بمثابة فضيحة في الأوساط الأمريكية، مما جعلها محطّ تساؤل دائم. وألمح لامب قائلا :"كما يعرف الوزير "كيري" جيّدا من حياة سياسية قاربت ثلاثة عقود في مجلس الشيوخ الأمريكي وأربع سنوات كرئيس للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، فإن ما قامت به البارجة يعتبر إرهاباً، والجيران ما زالوا يتذكرون ما يسمّيه البعض هنا "أيام الإرهاب من بارجة "نيو جيرسي" الحربية الأمريكية" وقصفها القذائف المختلفة والثقيلة. واستطرد بقوله : يتساءل المرء ما إذا كانت "صداقة دائمة خاصة بين الولاياتالمتحدة ولبنان على مستوى المواطنين أنفسهم" يقتضي أن يطلب الرئيس من البنتاغون نزع فتيل هذه القنابل غير المنفجرة وإزالتها؟، وإذا كان الأمر كذلك فعليه أن يميّز إدارته عن "محتلّي فلسطين" الذين ولأكثر من ثلاثة عقود استهدفوا أجزاء عدّة من لبنان بمعدات أمريكية وأسلحة دفع ثمنها المواطنون الأمريكيون على شكل ضرائب، بالتحديد ملايين القنابل العنقودية التي قصفت على لبنان خلال "حرب تموز".