مدير تعليم الخصوص تتابع انتظام الدراسة في المدارس وتوجه بسرعة تسليم الكتب    بحث سبل التعاون المشترك بين جامعتي الدلتا التكنولوجية والسادات    «العمل» تسلم عقود توظيف لذوي الهمم في القاهرة والشرقية    القاهرة التجارية: نستهدف الحفاظ على استقرار السوق وتوفير السلع بأسعار مناسبة    «البترول» تُعلن تصدير شحنة غاز جديدة إلى إيطاليا من مجمع إدكو للغاز المسال    البيئة تشارك فى ورشة الربط بين المساهمات المحددة وطنيًا وتقارير الشفافية    إنفوجراف| أبرز تصريحات ترامب خلال لقاء الرئيس السيسي    جون إدوارد وعبد الناصر محمد وعمر جابر يطمئنون على حسن شحاتة    رياضة كفر الشيخ تطلق فعاليات العروض الرياضية لتلاميذ المدارس    بطل العالم في السباحة بالزعانف: اكتسبت خبرة كبيرة من بطولة العالم وفخور بالذهبية    الحبس وإيقاف الرخصة لمتهم بدهس معلمة رياضيات بمصر الجديدة    مشاجرة تنتهي بمأساة.. المؤبد لابن قتل والده خنقًا بطوخ    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس غدًا الثلاثاء    حسين فهمي يحسم جدل تغيير بوستر مهرجان القاهرة السينمائي| فيديو    هل تنفَّذ وصيّة الميت بمنع شخص من جنازته؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل لبس الأساور للرجال حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يجيب    استديوهات صفاء حجازي والبرنامج العام يواصلان تغطية قمة شرم الشيخ على مدار الساعة    دار الإفتاء تؤكد جواز إخراج مال الزكاة لأسر الشهداء في غزة    الرئيس السيسي يبحث تعزيز العلاقات الثنائية مع إيطاليا في مختلف المجالات    تأكيدًا لما نشرته «المصري اليوم».. «الأطباء» تعلن نتائج انتخابات التجديد النصفي رسميًا    بالصور.. تطوير شامل بمنطقتي "السلام الجديد والتصنيع" في بورسعيد    بابا الفاتيكان يرحب بإنهاء الحرب فى غزة ويدعو للمضى قدما فى عملية السلام    سعفان الصغير: كل من هاجمونا «غير وطنيين».. ونجاحات التوأم سبب الحرب علينا    ترامب أمام الكنيست: سألتقى بعد قليل فى مصر مع قادة رائعين جعلوا اتفاق السلام ممكنا    صالح الجعفراوي.. ماتت الصورة وانطفأ الوجه البشوش في غزة (بروفايل)    الصحة تشارك في المؤتمر الدولي للطبيبات    إحالة العاملين المتغيبين في مركز الرعاية الأولية بالعريش للتحقيق بعد زيارة مفاجئة    ضبط صانع محتوى في الإسكندرية نشر فيديوهات بألفاظ خادشة لتحقيق أرباح    محافظ كفر الشيخ يُسلّم 15 عقد تقنين أراضي أملاك دولة للمستفيدين.. صور    جامعة بنها تتلقى 4705 شكوى خلال 9 أشهر    إلهام شاهين لاليوم السابع عن قمة شرم الشيخ: تحيا مصر عظيمة دايما    ترامب: ويتكوف شخص عظيم الكل يحبه وهو مفاوض جيد جلب السلام للشرق الأوسط    أحمد ياسر يعتذر لطارق مصطفى بعد تصريحاته الأخيرة: حصل سوء فهم    نتنياهو: ترامب أعظم صديق حظيت به إسرائيل فى البيت الأبيض    محافظ الوادي الجديد يشارك فى مؤتمر الابتكار العالمى للأغذية الزراعية بالصين    بيطري الإسماعيلية يشرف على ذبح 1646 رأس ماشية و2 مليون طائر    محافظة بورسعيد: جارٍ السيطرة على حريق بمخزنين للمخلفات بمنطقة الشادوف    قمة شرم الشيخ| ندى ثابت: الاتفاق يؤكد دور مصر المحوري في الدفاع عن الاستقرار الإقليمي    خالد جلال ضيف بودكاست كلام فى السينما مع عصام زكريا الليلة على الوثائقية    هتافات وتكبير فى تشييع جنازة الصحفى الفلسطيني صالح الجعفراوى.. فيديو    فيديو توضيحى لخطوات تقديم طلب الحصول علي سكن بديل لأصحاب الإيجارات القديمة    تموين الفيوم تلاحق المخالفين وتضبط عشرات القضايا التموينية.. صور    تشكيل منتخب فرنسا المتوقع أمام آيسلندا في تصفيات كأس العالم 2026    استبعاد فيران توريس من معسكر منتخب إسبانيا قبل مواجهة بلغاريا    «أسير» و«دورا».. عروض متنوعة تستقبل جمهور مهرجان نقابة المهن التمثيلية    10 آلاف سائح و20 مليون دولار.. حفل Anyma أمام الأهرامات ينعش السياحة المصرية    مصطفى شوبير: لا خلاف مع الشناوي.. ومباريات التصفيات ليست سهلة كما يظن البعض    حجز محاكمة معتز مطر ومحمد ناصر و8 أخرين ب " الحصار والقصف العشوائي " للنطق بالحكم    ضبط 105174 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    القوات الإسرائيلية تداهم منازل أسرى فلسطينيين من المقرر الإفراج عنهم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 13-10-2025 في محافظة قنا    بعد منحها ل«ترامب».. جنازة عسكرية من مزايا الحصول على قلادة النيل    تواصل تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس النواب 2025 لليوم السادس    رئيس «الرعاية الصحية» يتفقد مجمع الفيروز بجنوب سيناء استعدادًا لقمة شرم الشيخ    انتظام اللجان الخاصة بالكشف الطبي لمرشحي انتخابات مجلس النواب بالأقصر    بحضور حسين فهمى وفنانين مصريين وعرب.. «القاهرة السينمائى» يكشف تفاصيل دورته ال46    موجودة في كل بيت.. أهم الأطعمة لتقوية المناعة خلال تغير الفصول    أسماء مرشحي القائمة الوطنية بانتخابات مجلس النواب في عدد من المحافظات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"القصيدة الأسيرة".. خرجت من رحم المعاناة منتشية بقطرات الحرية
نشر في البديل يوم 17 - 04 - 2013

في زنزانة تكسوها الوحشة والأسلاك الشائكة، وبين جدران مدببة تستوطنها الغربة، عاش الأسري الفلسطينيون سنوات طويلة، يتجرعون آلام القهر والتعذيب علي يد سجان تفنن في قمعهم، وبعد أن فاق الألم حدود المكان، حاول الاسرى الهروب من واقعهم الأليم، لواقع آخر يملؤه الأمل، فحولوا سجنهم الي عاصمة للحياة، وهو سر الإبداع الفلسطيني.
خلف قضبان المعتقلات الاسرائيلية ولدت القصيدة الأسيرة، منتشية بقطرات الحرية، حاملة لرقة العشاق، وطهارة الإنتماء.فلم يمر الوقت، الذي يحاول السجان سرقته من أعمار الأسري، دون أن يحولوا معاناتهم الي ابداع يحمل الخصوصية الثورية وعنف المقاومة.
وإذا تتبعنا تجربة شعر الأسري، فلن نجد شاعرا مقاوما واحدا من شعراء فلسطين لم يدخل المعتقلات، ولم يتعرض للقمع، وتلك الوحشة الإنسانية، لذا سنجد في تجربة كل شاعر فلسطيني أياما عاشها في المعتقلات، أثرت في مسيرة حياته وأشعلت شعره الثائر.
وكان الشاعر " توفيق زيادة" من أوائل الشعراء، الذين عبروا عن تجربة الاعتقال، ويصف "زيادة" إحدي لياليه في سجن " الدامون" فيقول
أتذكر إني أتذكر
" الدامون" لياليه المرة والأسلاك
والعدل المشنوق علي السور هناك
والقمر المصلوب علي
فولاذ الشباك
ومزارع من غش أحمر
في وجه السجان الأنقر
أتذكر أتذكر
لما كنا في أحشاء الظلمة نسمر
في الزنزانة في الدامون الأغبر
وفي آخر قصيدته تتصاعد روح المقاومة ويعد الشاعر شعبه بالوفاء بالعهد
يا شعب يا عود الند
يا أغلي من روحي عندي
إنا باقون علي العهد ، لم نرض عذاب الزنزانة
وقيود الظلم وقضبانه ونقاسي الجوع وحرمانه
ونجد أبرز سمات شعر المقاومة الفلسطينية، من التمسك بالأرض والتغني بحب الوطن، متمثلة في قصيدة شاعر المقاومة محمود درويش، الذي خاض تجربة السجن
ويقول في إحدي قصائده
يا دامي العينين والكفين إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية ولازرد السلاسل
نيرون مات ولم تمت روما بعينيها تقاتل
وحبوب سنبلة تموت سنملأ الوادي سنابل
وفي قصيدة أخري بعنوان " كبر الأسير" يقول درويش
تتموج الذكري ، وبيارات أهلي
خلف نافذة القطار
وتغوص ، تحت الرمل والبارود ، دار
كل النوافذ أشرعت في ذات يوم
للعيون السود، واحترق النهار
ولعا بساحتك الصغيرة
وأنا كبرت .... كبرت
حطمت المرايا كلها
و ظل درويش يحمل الألم المقدس، والمعاناة الطاهرة، ويجسدها في أدبه الممتد لعقود طويلة، فلم يتوقف عن قصيدته الثائرة، المقاومة حتي بعد خروجه من السجن وحصوله علي حريته، لأن وطنه مازال سجينا ويقول في قصيدة أري ما أريد
أري ما أريد من السجن : أيام زهرة
مضت من هنا كي تدل غريبين في
علي مقعد في الحديقة، أغمض عيني
ما أوسع الأرض
ما أجمل الأرض من ثقب إبرة
ورغم قرار منع الورقة والقلم، وحملات التفتيش الفجائية لمعاقبة من يحملها، إلا أن الأسري لم ييأسوا، ولم يحبسوا مشاعرهم، و لجأوا الي وسائل أخري للكتابة؛ منها ورق الكرتون ورق علب اللبن؛ لكنهم يعتبرون أن أجمل ما كتب، كان علي جدران الزنازين، ويعبر الشاعر سميح القاسم في قصيدته " رسالة من المعتقل" التي كتبها علي ورق كرتون عن معاناته داخل الزنزانة قائلا
ليس لدي ورق ولا قلم
لكنني من شدة الحر ومرارة الألم
يا أصدقائي لم أنم
وفي قصيدة مشحونة بالألم والأمل اللانهائي، رغم المعاناة والقهر يقول الشاعر سليم الزريعي، بعد أن أمضي عشرين عاما في الأسر
عشرون عاما لم أزل أمضي الي حيث الأمل
وعهود عشق في المقل للأرض للشعب البطل
فعذاب عقدين اكتمل والرأس بالشيب اشتغل
ما راعني دنو الأجل ولا استبدني الوجل
فوميض فجري قد أطل من كف طفل يرتجل
ويحول الشاعر عدنان الصباح ليل السجن الموحش الي فرح يزين سماء الوطن ، وعندما يقلقه الهم والحزن في سجن جنين يرسم خارطة جديدة للعالم ويحفر طريقا إبداعيا للوطن ، ويقول في قصيدته
لا أعرف للنوم مذاقا
وأظل طوال الليل
وأرسم خارطة العالم
أحفر فوق الورق الصلب
خطوط الورد مكان الحد
وتصير خطوط الورد جميلة
حين أجيء لأرض بلادي
وتعلو صيحات التحدي والمقاومة في قصيدة الشاعر عمر خليل، ويأتي صوته كأنه ينبعث من ساحة معركة ويقول في قصيدته
برغم السجن والسجان والقيد
ورغم زنازن التعذيب والتحقيق
والتعليق من قدم ومن زند
ورغم مطارق الجلاد واللعنات
يرسلها ، ورغم القيء والبرد
سيعلو صوتي المحبوس كالرعد
ولن أركع
ورغم أن القصيدة كتبت خلف القضبان عام 1970، فهي لم تر النور إلا في عام 1993، ما يؤكد أن كثير من إبداعات الأسري ظلت حبيسة، حتي العقد الأخير من القرن العشرين.
هؤلاء هم شعراء المقاومة، الذين لم يكتبوا خلف أبراجهم العاجية، ولا علي مقاعد مكاتبهم الوثيرة، بل كتبوا وهم يعانون من شدة الألم وقسوة القيد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.