قالت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله" إن مصر تعيش حالة خطيرة من عدم اليقين نتيجة الصراع على السلطة والفوضى الدستورية. وأوضحت الإذاعة الألمانية أن الحكم الذي أصدرته محكمة مصرية بإلغاء الانتخابات البرلمانية كان أحدث مواجهة بين الرئيس والسلطة القضائية في مصر، في تشابك مع نضال سياسي ساخن بين الإسلاميين الحاكمين والمعارضة العلمانية. وأشارت دويتشه فيله إلى أنه بعد أن منح الرئيس محمد مرسي لنفسه سلطات واسعة ودفعه من أجل تمرير دستور جديد مثير للجدل، ودعوته لانتخابات برلمانية بشكل متسرع، كان هذا ما كان يخشاه العلمانيون، وهو تأمين إرساء دولة إسلامية. لكن عندما ألغت المحكمة العليا الانتخابات الشهر الماضي قبل أسابيع من الانتخابات المقررة، خرجت خطط الرئيس مرسي عن مسارها بسرعة وعاد للظهور صراع أكثر تعقيدا من خلال سلسلة من المواجهات بين الرئيس والسلطة القضائية. وفي هذا الصدد، قالت مارينا أوتاوي، الباحثة البارزة لدى مركز وودرو ويلسون الدولي،" في الأساس، هناك انقسام عميق بين الإخوان المسلمين والمعارضة، والمعارضة تعرف أنها لن توقف الإخوان"، معتبرة أنه مع سوء التنظيم والدعم القليل على أرض الواقع، فإن المعارضة تحاول تأجيل الانتخابات. وأشارت "دويتشه فيله" إلى أنه مع دخول الانتخابات في متاهة قانونية، يقول محللون إنه سيكون هناك عواقب، ويقول ناثان براون، الزميل البارز في مركز كارنيجي للسلام الدولي، إن "احتمالية الانتخابات تجعل السياسيين عصبيين حيال موقفهم فيها كما أنهم لا يريدون الانخراط في اتفاق لا يحظى بشعبية". ومن جانبها، رأت الباحثة أوتاوي أنه "لا يوجد طرف في مصر يتصرف بشكل ديمقراطي، لذلك يبدو أنهم يتجهون بالبلاد نحو مواجهة ثقيلة جدا".