الجامع الأزهر، يعد أقدم مرجعية إسلامية في العالم، يلعب أدوارًا هامة في حياتنا اليومية على مر العصور ، إهتم بالثقافة والتعليم وكان منبرًا دينيًا مؤثرًا، قال فيه الشاعر أحمد شوقي: "قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا ، وانثر على سمع الزمان الجوهرا". شرع جوهر الصقلي الذي أتي الى مصر لفتحها في بنائه في مثل هذا الوقت عام 358ه/969م، ليصلي فيه الخليفة ويكون مركزاً لنشر المذهب الشيعي بمصر، الا انه حاليا يدرس الإسلام حسب المذهب السني. لم يكن يطلق عليه مسمى "الأزهر" معظم مدة حكم العهد الفاطمي فكان يسمي ب"جامع القاهرة"، البعض يرجع تسميته تيمنًا ونسبة إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول، وأخرى تفاؤلاً بما سيكون عليه من شأن وازدهار العلوم فيه. الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، تحدث ل"البديل" قائلا "أنزل الله القران في مكة ويقرأ ويدرس في مصر، إشارة على وجود مؤسسة الأزهر التي تعد أقدم مرجعية إسلامية في العالم، ودورة هو حراسة صحيح الإسلام فوق الألف عام دون كلل". وأضاف، الأزهر يتميز بالتعددية ، فهو يرحب بالمذاهب المختلفة والفقة المتعدد والكثير من اللغات التي ينشر من خلالها، كما أن دراستة حرة ليس في أي نوع من الاجبار واشتهر ب"شيخ العمود" والتي تعني أن أي طالب حر في اختيار المعلم الذي يستقي منه دراسته داخل الجامع الأزهر. وتابع، بجانب دور الازهر العلمي والديني المعروف به نجده لم يكن غافلًا عن الجانب الوطن لا السياسي حيث أن علماءه منزهين من السياسة وما بها من شبهات عديدة، نعود للدور الوطني وتحريكه الثورات ضد المحتل الأجنبى، نجد أنه ناهض الاستعمار الفرنسي ولم يسمح بتغير اللغة العربية وانتشار الفرنسية مكانها وحافظ على الهوية الشعب المصري، كما تكرر في ظل الحكم التركي التي لم تتغير الثقافة الإسلامية في ظله، وحدث أيضا في عهد الاحتلال الإنجليزي وكذلك مرورًا بحكم الرؤساء بدًا من جمال عبد الناصر وصولًا إلى محمد مرسي. من جانبه قال نشأت المصري عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية السابق، إن مؤسسة الأزهر وسطية وتتميز بأنها تعدل وتتطور من نفسها خاصة بالنسبة للمشايخ الذين تولوا قيادته، مؤكدا أن حجم الانحرافات التي كانت لبعض من هؤلاء الشيوخ لا تذكر ولم تكن كاملة أو فادحة ، لافتا إلي أنها كانت تبعا للتوجه السياسي للشيخ. وأشار إلي أن شيخ الأزهر في مراحل مختلفة من التاريخ يتعرض لضغوط ولا يعبر عن نفسه في القرارات التي يتخذها ، مؤكدا أن موقع المسئولية يجعله يلتزم بوسطية الأزهر وتاريخه ولو علي حساب نفسه، لافتا إلي أن من يخلفون شيخ الأزهر يجددون في فكرهم ويعدلون المسار إن كان منحرفا أو مختلفا. وأضاف أن الأزهر بطبيعته أعطي الفرصة لبعض قياداته بالمساهمة في قرارات شيخ الأزهر بحيث لايستطيع إصدار أية قرارات من تلقاء نفسه أو دون مشورة ومهما كانت درجة الضغوط التي علي عاتقه وبالتالي فإن القيادات المذكورة تجبر القائم علي الأزهر الشريف بالالتزام بالصواب وتصحيح الأخطاء. ووصف المصري ما يحدث حاليا علي الساحة الدينية بانه تعصبا غريبا وغير مبرر، مشيرا إلى أنه يؤمن بضرورة مشاركة الأزهر في الحياة السياسية لأنه يعبر عن الشعب المصري ويمثلهم كما أنه يستطيع أن يجمع كافة طوائفه. وشدد المصري علي أن فكرة انحياز الأزهر لتيار معين أو فكر معين سياسيا يعد أمرا مرفوضا،مؤكدا أن دخوله في إطار العمل السياسي بهدف وحدة الشعب المصري وتقليل الصراعات الموجودة حاليا.