قال الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الري الأسبق، إنه لم يسمع أى تصريح حكومي يظهر وجود قلق لدي المسئولين من بناء سد النهضة الإثيوبي. وأضاف خلال لقائه ببرنامج "في الميدان" والذي يذاع علي قناة التحرير، أن هذا السد سيؤدى إلى تقليل تدفق حصة مصر من المياه إلى 18% وسيؤثر على الحياة الطبيعية الكائنات الحية، بالإضافة إلى التأثير السلبي على أداء السد العالي. وشدد "علام" على وجود دراسات متعددة دولية أثبتت أن سد النهضة سيؤدى إلى بوار 12 مليون فدان وعجز في توليد الكهرباء. وعن الوجود المصري في إثيوبيا ودول القرن الإفريقى، أشار إلى أن مصر لديها استثمارات بحجم 2 مليار دولار فى إثيوبيا، وأنها تدخلت فى التنمية في دول إفريقية أخرى قبل قيام الثورة، مطالبا بضرورة أن يكون التواجد المصري بعد الثورة أقوى . ونوه "علام" أن تصميم السدود في إثيوبيا يضر بمصر ويختلف عن تصاميم قديمة للسدود تقتصر على أغراض محددة، مثل توليد الكهرباء والطاقة دون الانقاص من حصص دول فى مياه النهر. وتابع علام :" هناك 4 سدود وليس سد النهضة فقط وهي منظومة تبلغ سعتها 200 مليار متر مكعب أى ما يوازى حجم 4 سنوات من تدفق نهر النيل الأزرق" ، محذرا من أن الهدف من وراء ذلك هو تضييق الخناق على مصر والتحكم في عملية صنع القرار المصري لمصلحة إسرائيل.. واستطرد قائلا " أناشد الرئيس للتدخل ". وأشار إلى أن مصر لديها إمكانيات هائلة مثل الجامعات والقدرات العسكرية يمكن استغلالها في دعم وتدريب وإنشاء كوادر في الدول الأفريقية، داعيا إلى تعزيز التواجد في جنوب السودان، وأن نغض النظر عن الإشارات السلبية الأخيرة لأنها مخزون المياه لمصر. وأكد علام أن السبيل الوحيد للخروج من تلك الأزمة هو تدخل الرئاسة مباشرة فى عملية التفاوض والتنسيق مع السودان . فيما قال الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدرسات السياسية والاستراتيجية، إن جنوب السودان أكد قبل الانفصال أنه ليس في حاجة للمياه وأنه سيكتفي بحصة مياه السودان وفقا للاتفاقيات المبرمة قديما، ولكن بعد الانفصال صرح وزير في دولة الجنوب أن جنوب السودان لن يعترف باتفاقية 1959. ورأى "رسلان" أن تغير موقف جنوب السودان جاء بعد زيارة مسئولي الدولة إسرائيل، وقال " إثيوبيا تحاول السيطرة على القرن الافريقى وموقف مصر يتراجع ولا تستطيع كسب هذه الدولة ". وشدد "رسلان" على أن إسرائيل تسعى لحصار مصر من الجنوب بالتدخل فى تمويل وبناء مشروعات في دول القرن الافريقى، مضيفا أن هشام قنديل فشل في كسب جنوب السودان . وتطرق "رسلان" فى حديثه عن سد النهضةإلى مصادر تمويله، قائلا أن تكلفة السد تصل إلى 5 مليار دولار، لافتا أن إثيوبيا عاجزة عن توفير هذا المبلغ مستشهدا بحملة شعبية أطلقها رئيس الوزراء الاثيوبى الراحل "ميليس زيناوى" لتمويل السد ولم يحصل إلا على 200 مليون دولار. وقال رسلان أن هناك دول تشارك في مشروعات متعلقة بالسد مثل قطر التي حذر من خطورة دورها على مصر، ووزير الدفاع السعودي.