ما زال الإهمال والفساد قائمين فى الدولة حاليًّا، فكل يوم يمر بكارثة جديدة، وهى التى شهدتها المدينة الجامعية لطلاب جامعة الأزهر، التى تحولت إلى ساحة من المصابين، وبلغ عدد المصابين الذين وصلوا لمستشفى الدمرداش فقط 222 حالة، وتم توزيع باقى الحالات على مستشفيات الحميات والزهراء ومستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر. بدأت الواقعة بتلقي الطلاب وجبة الغداء، وتوجههم للنوم، وفى حوالى الساعة السادسة ونصف شعروا بحالة غثيان شديدة، ولم يتحمل المركز الطبى بالمدينة الذى يعد شبه "معدوم" تلك الأعداد الكبيرة من المصابين، حتى وصلت 5 سيارات إسعاف إلى المدينة الجامعية، وكانت كل عربة تنقل بداخلها أعدادًا كبيرة من المصابين، وتوالت الحالات، حتى وصلت إلى حوالى 228 حالة نقلتها للمستشفيات. وتجمهر العديد من الطلاب أمام المدينة الجامعية، وقاموا بقطع طريق النصر، ومنعوا مرور السيارات؛ لمطالبة المسئولين بالتحقيق فى الواقعة ومحاسبة المسئول عنها؛ حتى لا يضيع حقوق زملائهم المصابين، بالإضافة الى إقالة رئيس الجامعة، ثم التحقيق معه فى جميع أمور الفساد التى تثار حوله، وفتح تحقيق واسع وشامل مع جميع مسئولي المدينة الجامعية، والتعجيل بانتخابات مبكرة على مقعد رئيس الجامعة كما حدث فى جامعات مصر جميعًا ، كما أعلنوا الدخول فى اعتصام مفتوح حتى تنفيذ مطالبهم. "ديدان وصراصير" فى الطعام: بدأت تفاصيل الواقعة التى سردها أحد المصابين ل "البديل"، ويدعى محمد جمال حامد طالب بكلية التربية بجامعة الأزهر بأن تناول مثل جميع الطلاب وجبة الغداء فى المطعم الخاص بالمدينة الجامعية، وعاد إلى غرفته للنوم، ثم استيقظ فى حالة من الغثيان والقيء، وذهب إلى المطعم، فوجد أعدادًا كبيرة من الطلاب فى حالة تسمم وغثيان شديد وإغماءات. وأشار إلى أنه فى بداية سقوط الطلاب المصابين لم يجدوا سيارات إسعاف كافية لنقل المصابين إلى المستشفيات، حيث كانت السيارة الواحدة تنقل حوالى 15 مصابًا فى نفس السيارة. وأضاف جمال أن اليوم هو ميعاد وجبة "الفراخ"، ولكنهم فوجئوا بتبديل الوجبة بوجبة "بيض" بدلاُ منها، مشيرًا إلى أنهم يلاقون معاملة سيئة فى الطعام، وأنهم يجدون دائمًا "الديدان" و"الصراصير" بالطعام، وأنهم قدموا العديد من الشكاوى والبلاغات، ولكنها مرت دون جدوى. "المسكنات" هى العلاج!! من جانبه قال فارس سعد طالب بكلية الطب جامعة الأزهر إن الطلاب لم يتلقوا العلاج كاملاً داخل المستشفى، مستنكرًا تجاهل المسئولين بالجامعة ورئيس المدينة الجامعية لهم، وذكر أن العلاج الذى تلقوه فى المستشفى هو حبوب مسكنات فقط، مشيرًا إلى أنه تم خروج بعض الحالات المصابة من المستشفى وذهبوا إلى المدينة الجامعية، إلا أنهم تعرضوا للغثيان مرة أخرى، وعادوا إلى المستشفى، متسائلاً "كيف تخرج حالة مصاب من المستشفى قبل أن يتم علاجه؟!!". "المستشفى لم يتحمل الأعداد الكبيرة" أشار أحد المصابين (رفض ذكر اسمه) إلى أن المستشفى لم يتحمل تلك الأعداد الكبيرة من المصابين، قائلاً "الأطباء بيدُّونا المسكنات وبعدها بناخد حقنة، ويقولوا لنا اخرجوا برة استريحوا ربع ساعة، ولو تعبتوا تعالوا تانى!!!" متعجبًا من موقفهم؛ حيث إنه يجب متابعة الحالة ووضعها تحت الملاحظة؛ حتى يتم الاطمئنان الكامل عليها، ولكن "لا حياة لمن تنادى". "الأطباء تحت التمرين" استنكر أحد المصابين "فى حالة إعياء شديدة" عدم استطاعة مستشفى الدمرداش استقبال الحالات المصابة بالتسمم، وأنهم يتلقون معاملة سيئة، حيث يتواجد على كل سرير اثنان مصابان أو أكثر، وهناك عدد كبير من الطلاب فى حالات خطيرة، مضيفًا أن هناك عجزًا فى أعداد الأطباء بالمستشفى، وأن معظمهم تحت التمرين لا توجد لديهم خبرة كافية فى التعامل مع أمور مثل هذه، قائلاً "قلت للطبيب المعالج إننى أشعر بألم شديد بالبطن، فأعطانى دواءً مسكنًا فقط!!". ورغم الإهمال الشديد ما زالت الأقوال متضاربة لدى المسئولين، فقد قال الدكتور سعد أحمد نجيب مدير مركز السموم بمستشفى الدمرداش إن عدد حالات الإصابة التى وصلت إلى مستشفى الدمرداش حوالى 222 حالة، تم توزيع 165 حالة على مركز السموم، و57 حالة بمركز الباطنة بالمستشفى، مشيرًا إلى أنه تم خروج 163 حالة، وحجز 59 حالة فقط، مؤكدًا أن الحالات التى تم استقبالها هى حالات تسمم غذائى بسيطة تراوحت بين الإسهال والغثيان، وأن سببها المبدئى هو تناولهم لوجبة فاسدة، ولا يوجد أى سبب آخر غير ذلك، نافيًا وجود أية حالات وفيات بين الطلاب المصابين. وأشار الدكتور إبراهيم عبد الله أحد أطباء مركز السموم بمستشفى الدمرداش إلى أن الحالات عبارة عن تسمم غذائى نتيجة تناول وجبة فاسدة وصلت إلى 500 حالة إصابة على الأقل، وذلك عكس ما ذكره المسئولون بالمستشفى!! وأضاف أن حالات الإصابة ما بين "قيء وإسهال ومغص حاد"، مشيرًا إلى أنه يتم التعامل مع الحالة فى البداية بإعطاء السوائل اللازمة لتعويض الجسم مما فقده، ثم بعد ذلك الاطمئنان على الحالة وخروجها، وأضاف أنه تم أخذ عينات من المصابين، وفى انتظار نتيجة التقرير من معمل التحاليل، والتى سيتم إعلانها صباح اليوم. الطلاب: الإهمال والطعام فاسد هما السبب مدير مركز السموم ب "الدمرداش": حالات تسمم بسيطة ولا توجد وفيات