افتتح صباح اليوم بمسرح الهناجر بالأوبرا ملتقي القاهرة الدولي الثالث للشعر العربي " دورة جماعة أبوللو" والذي سيستمر حتي يوم الخميس القادم الموافق 21 من الشهر الجاري. حضر الافتتاح سفراء " سويسرا- المجر والبرتغال" والمستشار الثقافي بالسفارة الايطالية بالقاهرة ، ورئيس المجلس العام لليونسكو " كاترين بوجاياي" وعدد كبير من الشعراء المصريين والعرب ، كما شارك في الافتتاح أيضا عدد من شعراء أوروبا وغاب عنه وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب لسفره للفاتيكان لحضور حفل تنصيب البابا الجديد. قال الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي أن هذه الدورة جاءت تحت اسم جماعة أبوللو التي ظهرت بوادرها الأولي في أعقاب ثورة 1919 في مصر وفي أعقاب الثورات الأخري التي اندلعت في " العراق وسوريا وإيران ، وأضاف أن جماعة أبوللو أحدثت ثورة في الشعر العربي عندما حررته من أغلاله الموروثه وفتحت أمامه أبواب العصور الحديثة ووصلت بينه وبين شعر العالم كله وتابع حجازي قائلا " نحتفل بأبوللو الذي انتمت له هذه الجماعة وهو آله الخصب والخضرة العراف بالغيب والموسيقي والغنائي الضارب علي القيثارة والنافخ في الناي ، ونحتفل أيضا لنواصل مسيرة الثورة ونحاول أن نستردها من أيدي الذين سرقوها ، كما نحتفل بالشعر في مواجهة الذين اغتالوا فرج فودة وفرقوا بين نصر حامد أبوزيد وزوجته وأعلنوا الحرب علي طه حسين وعلي الهرم وأبوالهول ونحتفل أيضا بالشعر العربي كله بالشابي وأبي شادي والتيجاني والخيام وشوقي وحافظ فلولا هؤلاء ما ظهرت أبوللو . وفي سياق متصل قال الشاعر التونسي "المنصف الوهيبي" الذي ألقي كلمة المشاركين العرب أن هذا المؤتمر ينعقد تحت شعار ربيع الشعر وربيع الثورة في هذا الظرف الاستثنائي الذي بدأت فيه شعوبنا العربية تأخذ زمام أمورها بأيديها وتتحرر من نيل الاستبداد وحكم الفرد وهي الآن تبني علي عصر المخاض ديموقراطيتها عسي أن تمسك بهذه الألفية الثالثة وتتصالح مع العالم ولتكن الحاكمية للشعب. من جانبه قال " سنيور تانتي ماتيرتشي" المستشار الثقافي بالسفارة الايطالية بالقاهرة " ، " عندما قرأت كلمة الربيع تذكرت بيتا شعريا لأحد شعراء ايطاليا عندما قال " ابريل هو أكثر الشهور قسوة" وهذا البيت يذكرنا بأن الربيع لا يقترن دائما بالسعادة ولكننا علي أمل أن ينقذنا الشعر ، لأن الشعر مهما بلغ حزنه فدائما ما يتناول السعادة الكامنة في وجودنا علي هذه الأرض". وذكر تانتي أن يوم 21 مارس سينظم مؤتمرا بعنوان " سوف ينقذنا الشعر" بالتعاون مع السفارة الايطالية بالقاهرة وسيتم في إطار مساعدة أطفال مستشفي 57357 حيث يتم بيع الكتب وأشياء أخري وتذهب الأموال الي المستشفي ، وتابع قائلا " عندما قرأت عنوان هذا المؤتمر " هل ينقذنا الشعر ، تذكرت مقولة سارتر عندما كان يقول " لايصمد أي كتاب في وجه طفل يموت من الجوع وكان يقصد هنا أن الأدب لايمكنه فعل الكثير أمام الفقر وأيضا أمام السياسة ولكني هنا أختلف مع سارتر وأري أن الشعر يمكنه فعل الكثير". من جهة أخري قالت رئيسة المجلس العام لليونسكو " كاترين بوجاياي" أنها مجرية وقادمة من بلد قام الشعر فيها بدور هام في التعريف بالهوية المجرية والحركات السياسية وعن منظمة اليونسكو قالت " اليونسكو مهمتها الأساسية بناء الجسور الثقافية بين جميع دول العالم ، تعمل مع 128 دولة عضوة في من خلال الاتفاقيات والعهود وثلاثة من هذه العهود تختص بالتعددية اللغوية واللغة الأم وانصاف الشعر بحثا عن الحقيقة ، ومن بين هذه العهود أيضا العهد المتعلق بالحفاظ علي التراث الثقافي غير الملموس والعهد الدولي الموقع عام 2005 من أجل حماية وتشجيع أشكال التعبير عن التعددية الثقافية المختلفة" وأضاف الدكتور سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلي للثقافة أن هذا اليوم هو يوم من أيام المقاومة بالشعر مشيرا الي أن هذا الملتقي مؤجل منذ عامين حيث كان يتم الاعداد له قبل الثورة المصرية بعدة أيام وتابع توفيق " لقد أصبحنا في حاجة ملحة للشعر في هذه اللحظة الراهنة التي وجدنا أنفسنا فيها في مفترق طرق والتي نبحث فيها عن هويتنا الثقافية التي أصبحت مهددة الآن لأن الشعر تكمن فيه ماهية اللغة وهو الفن القادر علي حفظها ومن ثم حفظ الهوية.