ذكرت صحيفة "فورين بوليسي" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ترى الرئيس المصري محمد مرسي ليس على درجة عالية من القدرة والحنكة. وترى الصحيفة الأمريكية أنه على الرغم من أن أوباما يتردد في دفع أتون النيران المشتعلة في سوريا إلا أن هناك من يتهمه من المنتقدين بأنه يمالئ ديكتاتورا في القاهرة. وفي نفس السياق يتهم بعض النواب الجمهوريون- وعلى رأسهم ماركو روبينيو- إدارة أوباما بأنها تقدم شيكاً بمبلغ 250 مليون دولار إلى النظام المستبد لمحمد مرسي ، أما المحللون الذين لا يملكون سلطة قوية مثل مايكل وليد حنا من مؤسسة القرن او بيتر جول من مركز التطوير الاميركي، فانهم يثيرون أفكارا أكثر حدة تقول بأن الإدارة كافأت مرسي على التزامه بأهداف الأمن القومي الأميركي، مثلما فعلوا مع سلفه حسني مبارك. وأضافت الصحيفة أن أوباما وأدارته لم تتخذ أي خطوة عندما حصن مرسي نفسه ضد الرقابة القضائية، وانطلق ليعلن دستورا متشدداً، وتغاضى عما يقوله معارضوه ، ونتيجة لهذا الصمت الاستراتيجي الأمريكي، فأن الرئيس المصري شعر أن هذا يعتبر " بطاقة بيضاء " لمواصلة السير في طريق حكم الغالبية الاستبدادي ، لكن أوباما لم يرغب في ان يؤرجح مركب مرسي كثير الهشاشة . وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن أسلوب أوباما الاجمالي في الربيع العربي اتسم بأنه يعمل في الاتجاه الصحيح، ولكن مع قليل من التأخير، فماذا تفعل أدارة أوباما الان؟ ما الذي يدور في خلد مسئولي الادارة بشأن مرسي، وكيف يرون الطريقة التي يمكن ان تؤثر في تصرفاته؟ والإجابة الفورية هي انهم يظنون ان مرسي والمحيطين به يشعرون بالقلق تجاه عدم كفاءتهم بدلا من تعصبهم. من جانبه قال أحد المسئولين الأمريكيين "هذه مجموعة من الصبية قضوا في السجن 40 عاما، ولا يعرفون ماذا يفعلون، إنهم مرضى بجنون العظمة، ويرتكبون عددا هائلا من الاخطاء، غير انه ليس هناك أي بديل إلا توجيههم نحو الطريق الديمقراطي". وأوضحت " فورين بوليسي " أن مرسي هو الرجل الخطأ في اللحظة الحالية، لكنه الرجل الوحيد ، ولا بد من دفعه برفق، وهذا أمر ممكن. وفي سياق أخر، تنظر الادارة الاميركية الى المعارضة مثلما ينظر آخرون اليها – انها عاجزة، كسولة، غير منظمة، يسعدها ان تمرح في القاهرة بدلا من القيام بحملات في انحاء البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما قام وزير الخارجية جون كيري بزيارة القاهرة الاسبوع الماضي، تحدث إلى شخصيات مهمة، من بينهم محمد البرادعي وعمرو موسى وحثهم على عدم مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة، وكانوا أعلنوا أنهم ينوون أن يفعلوا ذلك، فتراجع شعبية مرسي يفتح الطريق امام معارضة للحصول على مكاسب كبيرة ، لاسيما وان الانتخابات سيتم تأجيلها ثلاثة أو أربعة أشهر. غير أن الخوف يسيطر على اوباما حيال القيادة السيئة الطالع في مصر والتي تدفع بالبلاد نحو الهاوية، فالسيناريو الكابوسي يكمن في أن مصر غير قادرة على تسديد ديونها، وهو ما سيدفع نصف سكان القاهرة للتدفق إلى ميدان التحرير، وقد تشعر القوات المسلحة بان عليها ان تتولى السيطرة مرة اخرى ، وهذه هي مشكلة اليوم. وفي نفس الإطار، بينت الصحيفة الأمريكية أن أوباما فعل إلى حد كبير ما يمكنه عمله في مصر، وأن الإدارة الأمريكية ليس في وسعها الان حمل المعارضة المصرية على الانخراط في العمل السياسي، كما لم يعد في وسعها جعل مرسي يدرك أن فوزه بأغلبية لا يعطيه الحق في التعامل مع معارضيه بقسوة.