نشرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية تحقيقا حول هدم السعودية لآثار إسلامية مقدسة في مكة، وأشارت إلى خشية علماء الآثار إلى أن عمليات التجديد التي تكلفت مليار جنيه أدت إلى تدمير المواقع التاريخية الرئيسية. ونشرت ثلاث صور لتلك العمليات وكشفت كيف يحفر العمال بآلاتهم الميكانيكية في بعض أجزاء الدولة العثمانية، والعباسية في الجانب الشرقي من المسجد الحرام في مكةالمكرمة. وقالت الصحيفة إن السلطات السعودية بدأت في إزالة بعض من أقدم أقسام المسجد كجزء من عملية توسعية مثيرة للجدل تبلغ تكلفتها عدة مليارات. وأضافت أن هذه الصور التي التقطت في الأسابيع الماضية أرعبت علماء الآثار، وتزامن ذلك مع زيارة ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز والذي وصفته الصحيفة بأنه مؤيد كبير للحفاظ على التراث المعماري. و قد اتهم منتقدو النظام السعودي ما وصفوه بالتجاهل المتعمد للتراث الأثري والتاريخي والثقافي للحرمين، ويعتقد الوهابيون في السعودية أن الحفاظ على تلك المواقع التاريخية الإسلامية تشجع على خطيئة عبادة الأوثان، لذلك فهم يقفون ضدها. ويذكر أن الملك عبدالله آل سعود عين عبد الرحمن السديس، إمام المسجد الحرام وشيخ وهابي، مسئولا عن مشروع التوسع، وتتولى شركات "بن لادن" تلك المهمة. يقدر معهد الخليج ومقره واشنطن أنه تم هدم 95 % من المباني الأثرية، وذلك في العقدين الماضيين، وفقد العشرات من المواقع التاريخية الرئيسية التي يعود تاريخها إلى ولادة الإسلام، وثمة منافسة بين علماء الآثار والأكاديميين في محاولة لتشجيع السلطات على الحفاظ على ماتبقى منها. ونقلت الصحيفة البريطانية عن الدكتور عرفان العلاوي- مدير تنفيذي لمؤسسة التراث للبحوث الإسلامية-، وهو الذي حصل على هذه الصور الجديدة من داخل المسجد الحرام، قوله أن إزالة الأعمدة العثمانية والعباسية سوف يجعل الأجيال المسلمة القادمة جاهلة بأهميتها، وأضاف عرفان بأن هناك طرقا يمكن أن تتوسع بها مكة والمدينة مع حماية التراث التاريخي للمسجد. وتحذر الصحيفة البريطانية في حالة عدم تغيير خطط التوسع فستتعرض بعض المواقع الأثرية المهمة للخطر، مثل "بيت المولد" وهي المنطقة التي يعتقد أنها شهدت ولادة النبي محمد. ولم ترد السفارة السعودية في لندن على "الاندبندنت" بشأن عدد من الأسئلة حول خطط التوسع ولماذا لم تحافظ على المواقع التاريخية الرئيسية، واكتفت السفارة بالإجابة "شكرا على اتصالك، ولكن لا تعليق".