فى المقال الأول تحدثت عن العصابات الإجرامية المنظمة التى قامت بهجوم ممنهج على الإناث فى ميدان التحرير فى الذكرى الثانية لانطلاق ثورة يناير، ومارست العنف والعنف الدموى فى بعض الأحيان وقامت بأعمال هتك العرض وخلع أوتمزيق ملابسهن والتى وصلت للاغتصاب ليس بهدف الجنس وإنما للإرهاب والترويع، مع استعمال السلاح أحيانا لإصابة الضحية بعاهات جسدية أو تركها بين الحياة والموت الى جانب تدميرها نفسيا وتلطيخها بالعار الاجتماعى، والهدف كسر إرادة المحتجين وإضعاف المشاركة خاصة المرأة والأسرة المصرية وتشويه أعمال الاحتجاج وميدان التحرير والثورة وعزلها هى والثوار عن الشعب ..واشرت لاتهام جهات وأفراد ذات اختصاص وعدد من الضحايا للإخوان بأنهم وراء تلك العصابات ..الا ان الاتهام يبقى اتهاماً سياسياً وليس إدانة لكن المقطوع به أن رئيس الجمهورية ونظامه مسئولين عن حماية المتظاهرات فإن وقعت الجريمة فعليه البحث عن الجناة وتقديمهم للعدالة ..لكنه لم يفعل لاهذا ولاذاك. لكن المرأة المصرية والثورة المصرية انتصرت وستنتصر على هذه المؤامرة الشيطانية. اتصلت بى استاذة جامعية فى علم النفس وقالت لى ان واقعة تعرية المواطن حمادة صابر علنا فى الشارع امام الاتحادية وضربه وسلحة أوجعتها أكثر من أعمال تحرش جرت لإناث. وإن كان هناك من يشكلك فى اجبار الشرطة للمواطن على خلع ملابسه كاملة فى الشارع فإن هناك 29 حالة هتك عرض واغتصاب - على الأقل - وقعت لذكور لهم علاقة بحركة الاحتجاج ضد الإخوان ورصدتها منظمات حقوق الإنسان المصرية وأكدت أنها وقعت من الشرطة فى أماكن الاحتجاز أو الحبس التابعة لأجهزة الأمن ومن بين هذه الحالات التى وقع عليها الاعتداء أطفال ..فقد تم القبض على مئات الأطفال والعدوان عليهم وانتهاك حقوقهم وأيضاً حبسهم أحيانا مع كبار (جنائيين ) مما يعرضهم لمخاطر جمة. والى جانب ما سجلته المنظمات الحقوقية فى هذا الباب أعرض لمقتطفات من مقال الأستاذة سكينة فؤاد (التى استقالت من موقع مستشارالرئيس مرسى) المنشور فى جريدة الاهرام بتاريخ 24/2/2013 تحت عنوان : "ماذا لوكان هؤلاء الشباب أبناءك؟!" كتبت تقول: "وبعض الاغتصاب حدث بأسلحة حادة .أقسم بأننى لولم اسمع عن وقائع هذا الاغتصاب السافل والمنحط من أطباء شاركوا فى إجراء جراحات احتاج إليها اكثر من مغتصب ومغتصبة ما استطاع عقلى ان يصدق".. وذكرت الحالة المعروفة للشاب الذى وصل اجرام الاغتصاب الجنسى له ان أصبح عاجزاً عن الجلوس ويحتاج لجراحة حتى يتمكن من هذا.. وترى الكاتبة ان الهدف هو "كسر الإرادة وتطهيرهم واخلائهم من الإرادة والطاقة الثورية" وتنتهى الى ان "إهدار الدم وكسر الإرادة والكرامة الانسانية صفحات لن تسقط أو تنقضى او تطوى أبداً وأرصدة غضب وثأر لن تنمحى بين المصريين وبين كل مسئول عنها". واضح ان الداخلية منحت من سلطة أعلى ضوءاً أخضر لتجاوز كل الخطوط الحمراء فى حقوق الانسان وبالتالى سقط المئات من المصريين كبارا وشبابا وأطفالا وحتى مقعدين - على عرباتهم - مصابين و صرعى برش ورصاص حى والآلاف اختنقوا وأصيبوا بغاز محرم استعماله دولياً أطلقته الشرطة..بل ان آخرين دهستهم مدرعاتها دهسا .. وقعت هذه الجرائم فى أنحاء متعددة من البلاد .. فى الاسكندرية والسويس والمنصورة والاسماعيلية والجيزة وبورسعيد وطنطا والمحلة والقاهرة ....فالنظام الحاكم اعتمد الحل الأمنى لا الحل السياسى لذا أصبحت المؤسسة الأمنية طرفاً فى القرار السياسى ..يجرى كل هذا ولاحماية للمواطنين نائب عام تابع للرئيس جاء به بغير إرادة القضاء وسلطة قضائية غير مستقلة ومضغوط عليها من السلطة التنفيذية . وفى غمار الحل الأمنى العنيف نحن أمام سلطة تقدم حرمة المبانى على حرمة الدم مخالفا كافة الشرائع الأرضية والسماوية. الصحف والوكالات الأجنبية تقول أن الشرطة المصرية تتصرف بطريقة تؤكد انه لا يوجد ما تخشاه من حساب أو ملاحقة وهو نفس ماتقوله المنظمات الحقوقية ومناهضى التحرش عن سلوك عصابات المجرمين والمغتصبين فى التحرير .. ان عشرين منظمة حقوقية أصدرت بيانا مشتركا قالت فيه ان 8 شهور فى ظل حكم "مرسى" أسوأ من فترة حكم "المخلوع " وذلك من خلال رصدها لانتهاكات الشرطة التى وقعت ضد المصريين خلال العهدين . نحن امام سلطة اشد استبدادا من ذى قبل.. والصحف الأمريكية تقول ان العوامل التى أدت لثورة يناير مازالت قائمة ولكن بشكل أشد..طبعا الإدارة الأمريكية صامته عن انتهاكات داخلية مرسى ضد حقوق الانسان لان مصالحها متحققة من وجود الإخوان فى الحكم. ولكن لننتبه ..انها ليست مجرد انتهاكات فادحة ولا عدوان عنيف وتحرش واغتصاب لمحتجات من بلطجية فى الميدان أو محتجين من بلطجية الشرطة فى أماكن الحبس ولكنه سعى أكيد لكسر إرادة طليعة شعب وقهر ثورة وليس اغتصاب انثى ولا اغتصاب ذكر ..وانما محاولة اغتصاب وطن؟!!. ليتأكد الجميع أن الحاكم الذى يقتل شعبه يفقد شرعيته هذا من مبارك حتى بشار ..وان كل إجرام وقتل يحدث هو رصيد غضب وثأر لن ينمحى. إذن أسباب الثورة قائمة ولهذا فهى مستمرة ولكن كيف هذا هو المهم ..وهذا الموضوع الأهم والجدير بالطرح فى مقال قادم بإذن الله.