سلطت صحيفة "الأخبار" اللبنانية الضوء على الحرب الإعلامية الدائرة بين زعيم حزب "الشعب الجمهوري" كمال كليجدار أوغلو ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان حول الموقف التركي تجاه الأزمة السورية. وقالت: إنه في كل مرة يشن فيها رئيس الوزراء التركي هجماته المعروفة على الرئيس السوري بشار الأسد، لا ينسى أن يهاجم الإعلام والساسة، وكل ما يقف إلى جانب النظام في دمشق أو من ينتقد سياسات أنقرة في موضوع سوريا، وفي مقدمتهم زعيم حزب "الشعب الجمهوري"، كمال كليجدار أوغلو. وذكرت الصحيفة أن أردوغان اتهم كليجدار أوغلو بأنه يتضامن مع الأسد لأنّه علوي مثله. وجاءت زيارة الوفد البرلماني التركي الأخيرة لدمشق لتزيد من غضب أردوغان، الذي شنّ هجومًا عنيفًا على حزب "الشعب الجمهوري"، وتساءل: لماذا أرسل كليجدار أوغلو البرلمانيين ليلتقوا بالديكتاتور ونظامه الذي يعتدي على تركيا ويشكوها لدى الأممالمتحدة. ومن جانبه، لم يتأخر كليجدار أوغلو في الرد على أردوغان، حيث حمّله مسئولية السياسات الخطيرة والخاطئة في سوريا، وقال: إنه "لم يعد هناك أحد في المنطقة باستثناء قطر والسعودية يثق بأردوغان ويحترم تركيا بسبب سياسات الحكومة في سوريا". وأضاف أن الوفد البرلماني زار دمشق لبحث موضوع الصحفيين الأجانب المفقودين أو المحتجزين هناك. وأشارت الصحيفة اللبنانية إلى أن جميع وسائل الإعلام التركية أولت زيارة الوفد البرلماني التركي اهتمامًا كبيرًا، ونقلت محطات التلفزيون والصحف ومواقع الإنترنت مقتطفات واسعة من أقوال الأسد التي اتهم فيها "حكومة أردوغان بدعم "جبهة النصرة" والجماعات الإرهابية المسلحة التي تسيطر على 75% من الشريط الحدودي السوري مع تركيا، وذلك بفضل الدعم العسكري الذي تقدمه حكومة أردوغان لها. جدير بالذكر أن أردوغان كان قد منع في يونيو الماضي مجموعة من كبار الإعلاميين الأتراك من السفر إلى سوريا للقاء الرئيس السوري. وتحدت قراره آنذاك صحيفة "جمهوريات" فقط، التي أرسلت مدير أخبارها إلى دمشق، على الرغم من ضغوط الحكومة عليها. وكان أردوغان قد انتقد في نوفمبر الماضي وفدًا برلمانيًّا من حزب "الشعب الجمهوري" زار دمشق ونجح في إخلاء سبيل صحافي تركي كان محتجزًا هناك.