أنت شاب اخوانى متحمس، نزلت التحرير وسعيد بالحرية وبأنه سيكون لكم حزب. ربنا يوفقك يا رب، أنت زى العسل وأنا معنديش معاك مشاكل خالص، لكن دعني أفاجئك صديقي ، حزب الإخوان لن يكون حزب الإخوان ولن يكون ” لكم ” حزب. تبدو متحفزا ضدي، عذرا لأني صدمتك، ولكن إقناعك لصالح مصر ولصالح الحرية والعدالة. لماذا ؟؟ بص يا سيدي، من سينضم للحزب؟؟ ستقول لي الإخوان، صباح الفل.. السؤال من هم الإخوان؟ لو دائرتك الانتخابية تضم ست شعب وكل شعبة بها 50 فرد عامل ، فهذه الدائرة بها تقريبا حوالي 300 أخ عامل ومثلهم 300 أخ منتظم ( المنتظم عضو في جماعة الإخوان لكنه لائحيا لا يترشح لرئاسة الشعبة أو شورى المنطقة ) ومثلهم 600 مؤيد ومحب (أفراد مرتبطين تنظيميا بالإخوان لكنهم لا يعتبرون أعضاء في الجماعة وبالتالي لا يترشحوا ولا يصوتون) و800 من سبق له الانتماء إلى الجماعة تنظيميا لكنهم تركوها بسبب الضغوط الأمنية أو الظروف الحياتية، و حوالى 2000 كرقم تقريبي من الأخوات ممن يحضرن الجلسات التنظيمية أو زوجات الإخوان أو الشابات ممن نشطن في العمل الجامعي خلال الدراسة. إذن فخلال الساعات الأولى سينضم لك 5000 فرد يفترضون في أنفسهم أنهم الإخوان. جميل، لكن هذه التشكيلة ليست هي جماعة الإخوان إطلاقا، فعمليا لم يكن يصوت ويقرر ويدير سوى ال 300 ال “عامل” في الجماعة. وبالتالي فالاخواني الذي كان يضمن النجاح في الانتخابات الداخلية لأنه منذ 20 عام مجتهد في لجنة التربية وداخل اللقاءات التنظيمية سيواجه صدمة حقيقية حين يفاجأ بوجوه مختلفة من “العيال بتوع مؤيد والناس العادية ” يكتسحوه في الانتخابات لأنهم أكثر تواصلا مع الناس وأكثر نشاطا في العمل العام والأكثر قدره على طرح أفكار مختلفة عما كان سائدا منذ السبعينات. أقول هذا دون احتساب ألاف المتعاطفين فكريا مع الإخوان ممن قرأوا كتب القرضاوي أو الغزالي أو يروق لهم أداء الإخوان في الجامعة ممن لا ارتباط تنظيمي لهم بالجماعة والذين سيعنى انضمامهم للحزب تشكيل قيادات محلية لا علاقة لها بقيادات الجماعة وبمرور الوقت سنكون أمام كيان يتعامل مع الناس يوميا ولا يخرج من اللقاءات الدعوية ليحدثنا بتصريحات مثيرة للرثاء والشفقة أكثر منها مثيرة للانتقاد. لحظتها لن يضطر الحرية والعدالة ليؤكد انه لن يخوض الانتخابات الرئاسية ولن يسعى لأغلبية ، لأنه سيكون حزب شعبي حقيقي يدار بشكل ديمقراطي يفرز قيادات مرتبطة بالشارع المصري وقادرة على إنتاج نموذج مصري إسلامي ديمقراطي. لكن فيه مشكله.. المشكلة ليست عندي ولا عندك صديقي ، ولكنها عند من يرون أن هذه المهزلة لا يمكن أن تحدث فالحرية والعدالة بهذا الشكل سيكون حزب لكل من هب ودب ولن يراعي القيادات الأكثر خبره والأكثر بذلا للدعوة. وهو ما يعني تحول الوحدات الحزبية للحزب لمجرد شعب لجماعة الإخوان وتوقف تدفق دماء جديدة، فما معنى الانضمام لحزب ذو مرجعية إسلامية إذا كنت سأواجه بمجموعه تحاول إقصائي من اجل أن ينجح أعضائها لأنه حزبهم .. حزبهم يشبعوا بيه.. وهو ما يعنى انعزال الحزب وانهيار حلم التجربة التركية وانشقاقات واسعة ترج الجماعة قبل الحزب. ولمواجهة هؤلاء ينبغي على شباب الإخوان الضغط من اجل: 1 رئيس حزب يحظى بقبول شعبي وليس مجرد شخص يرضي مكتب الإرشاد، فانا عارف وأنت عارف من هو الأكثر قبولا سواء لدى الشعب أو شباب الإخوان والالتفاف على هذا القبول لصالح أسماء تحظى بالثقة لتكون وكيلا للمؤسسين وفرضها على رئاسة الحزب قد يكون مؤشر سلبي ومثير للريبة. 2 الإصرار على لائحة ديمقراطية للحزب، فمشكلة انتخابات الإخوان أنها موجهة ولا يشارك فيها الجميع ولا يتم اختيار القيادة بالانتخاب المباشر وتكرار نفس الخطأ في لائحة حزب مصري كبير كارثة على مصر كلها وليس فقط على مستقبل الإخوان. 3 التأكد من اختيار الهيئة التأسيسية للحزب من شخصيات عامه تحظى بقبول وتقنع الناس بجدوى الانضمام. بدون هذا ستظل الفزاعة وسنظل نبحث عن حزب يَطمئن له الناس بغض النظر عمن يصوتون له أولا وليس حزبا ملتبسا يحاول أن يُطمئن الناس.